أمرت النيابة العامة المصرية، السبت، بحبس قطب الإعلام السابق ورجل الأعمال محمد الأمين، على ذمة اتهامه بالاتجار بالبشر والاعتداء الجنسي على فتيات يتيمات في دار للأيتام مملوكة له.
وأثارت القضية جدلا واسعًا في مصر، لاسيما مع ارتباطها باسم رجل أعمال ظهر من العدم بعد انتفاضة 2011، على حد وصف البعض، ليطلق سلسلة قنوات تليفزيونية وصحيفة شهيرة، قبل أن يبيعها ويختفي تدريجيًا من المجال العام في السنوات الأخيرة.
وقالت النيابة العامة، في بيان، السبت، إنه صدر بيان بحبس “الأمين” احتياطيًّا على ذمة التحقيقات “لاتهامه بالاتجار في البشر بالتعامل في أشخاص طبيعية؛ وهن فتيات مجني عليهن من نزيلات دار أيتام مملوكة له ببني سويف (جنوب العاصمة المصرية)، وذلك باستغلاله ضعفهن بقصد التعدي عليهن جنسيًّا، وتحريض أخرى على ارتكاب تلك الجريمة، وكذا هتك عرضهن بالقوة والتهديد، حال كونه مِمَّن له سلطة عليهن، وتعريضهن بذلك للخطر”.
في 10 ديسمبر/ كانون الأول، تلقت النيابة العامة “بلاغًا من المجلس القومي للأمومة والطفولة بشأن ما نُشِر بإحدى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من هتك المتهم عرض فتيات مقيمات بدار أيتام يمتلكها ببني سويف”، حسب بيان النيابة.
حسب البيان، استمعت النيابة العامة لأقوال الفتيات المجني عليهن اللاتي شهدن باعتياد المتهم هتك عرضهن دون رضائهن، واصطحابه بعضهن لفيلته بالساحل الشمالي لمدة أسبوع ليتمكن من هتك عرضهن، وطلبه منهن أفعالًا مخلة.
وفي مداخلة هاتفية مع قناة “صدى البلد” المحلية، مساء السبت، قالت وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، إن دار الأيتام الخاصة بـ”الأمين” تم افتتاحها العام الماضي، وأن “الدار كانت تبدو مثالية لكل المعايير”.
وقالت القباج، التي تتولى وزارتها الإشراف على دور الأيتام، إن مقر دار الأيتام عبارة عن بيت عائلة مملوك لرجل الأعمال “ومجهز على أعلى مستوى”.
ما حدث ترك الوزيرة في حالة صدمة، حسب تعبيرها. وقالت إنها رفضت محاولات “الأمين” وطلبه لقائها بعد الكشف عن الواقعة، قائلة: “أعيش صدمة بسبب تصرفاته تجاه بناتنا”.
وأشارت إلى أنه كانت هناك مراسلات بين النيابة العامة والأجهزة المعنية، لافتة أن الدار تم إغلاقها في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، وأن اكتمال الأدلة حدث في ديسمبر/ كانون الثاني.
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي إن الناجيات من اعتداءات رجل الأعمال تم نقلهن إلى مكان سري، فيما تم نقل بقية الفتيات المقيمات في الدار إلى دار أخرى آمنة.
وقالت النيابة العامة إن إخصائية بوزارة التضامن الاجتماعي أفادت أن الناجيات أكدن معاناتهن من عدم الثقة في الآخرين، ويشعرن بصدمة فزع وقلق تجاه الأمور الجنسية، كما سألت النيابة الأطباء النفسيين المختصين بإعداد تقارير بحالتهن فأكدوا معاناتهن من اضطراب سلوكي ونفسي، وأنهن قد أفدن بتعرضهن للتحرش في الدار.