أعلنت أحزاب ليبرالية واشتراكية المصرية تأييدها ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسي، لولاية جديدة، أهمها حزب مستقبل وطن، صاحب الأغلبية في مجلس النواب، فيما لم تختار أحزاب معارضة مرشحين آخرين باستثناء حزب الشعب الجمهوري، واختار رئيسه حازم عمر للدفع به في الانتخابات الرئاسية، وحزب السلام الديمقراطي ويدعم رئيسه أحمد الفضالي، لذات الانتخابات، بينما لازالت الحركة المدنية والأحزاب الدينية، لم تكشف عن موقفها.
ويأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات وليد حمزة، في تصريحات تليفزيونية عن الإعلان عن جدول إجراء الانتخابات الرئاسية قريبا، كما أعلن عن إجراء الهيئة تنقيح لقاعدة بيانات الناخبين وتحديثها، وبلغ عددهم 60 مليون مواطن له حق الانتخاب.
وقال عبد الهادي القصبي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، ورئيس لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، إن “الحزب استقر على دعم ترشح السيسي، بناء على استطلاع رأي أعضاء الحزب في كل الأمانات الفرعية على مستوى الجمهورية، واجتماعات قيادات الحزب في المقرات المركزية والمحافظات، وتم الإجماع على دعم ترشح الرئيس السيسي”.
وتأسس حزب مستقبل وطن عام 2014، عقب فوز عبدالفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية، ويستحوذ على الأغلبية في مجلس النواب بعدد 316 مقعدا من إجمالي 596 مقعدا، ويترأسه أشرف رشاد.
وأرجع القصبي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أسباب تأييد حزب مستقبل وطن لترشح السيسي إلى “حجم الإنجازات التي حققت في عهده منذ توليه مقاليد الحكم في عام 2014، مقارنة بوضع البلاد قبل أحداث 25 يناير/ كانون الثاني عام 2011 وثورة 30 يونيو/ حزيران عام 2013، كما أن الفترة المقبلة تستلزم أن يستكمل مسيرته في النهوض بالأوضاع الاقتصادية للبلاد، واستمرار الاستقرار الأمني والسياسي في ظل التحديات الراهنة”.
وأوضح أن “السيسي استطاع تحقيق تحسن كبير في المؤشرات الاقتصادية والعلاقات الخارجية واستعادة الأمن والاستقرار السياسي خلال فترة زمنية شهدت تحديات ضخمة داخليا وخارجيا، كما أنه تحمل مسؤولية إدارة البلاد في هذه الفترة الحرجة في الوقت الذي تخوف البعض من تحمل هذه المسؤولية في ظل الظروف التي كانت تواجه البلاد”.
وقال إن “الفترة المقبلة تستلزم ترشح شخصية وطنية لديها إرادة وتصميم وقدرة على مواجهة التحديات الخارجية الصعبة التي تفرض على العالم كله خلال الفترة الحالية”.
وكشف عبد الهادي القصبي، عن “نية حزب مستقبل وطن دعم عبدالفتاح السيسي عبر مساندة شعبية وسياسية خلال حملة ترشحه، كما سيدعم الحزب السيسي من خلال توصياته ومقترحات للملفات والتحديات التي تواجه الدولة المصرية حتى تستكمل مسيرة البناء الاقتصادي”، مشيرا إلى أن “الملف الاقتصادي على أولوية حزب مستقبل وطن لتجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية عبر زيادة معدل النمو والتركيز على القطاعات الإنتاجية، عقب نجاح الدولة خلال الفترة الماضية في تهيئة مناخ الاستثمار وتوفير البنية التحتية والطاقة، مما ينعكس على تحسن الوضع الاقتصادي للمواطنين”.
ويشترط للترشح للانتخابات الرئاسية أن يزكي المترشح 20 عضوا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها، وفقا للدستور المصري.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي، طارق درويش، رئيس حزب الأحرار الاشتراكيين، إن الحزب يدعم ترشح السيسي لولاية جديدة، كما يرى “ضرورة أن تتكاتف الأحزاب والقوى السياسية حول السيسي خلال الفترة الراهنة لتجاوز المتغيرات الاقتصادية العالمية نتيجة جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في فجوة في النقد الأجنبي وارتفاع كبير في معدل التضخم، وذلك عبر وضع خريطة طريق تتضمن توصيات كل الأطراف السياسية لمواجهة التحديات الاقتصادية، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين”.
ويعد حزب الأحرار الاشتراكيين من أقدم الأحزاب السياسية في مصر حيث تأسس عام 1977، وترأسه لسنوات طويلة مصطفى مراد أحد الضباط الأحرار حتى وفاته عام 1998، وبعدها ظل الحزب في نزاع حتى استطاع الكاتب الصحفي طارق درويش في إعادة الحزب وتولي رئاسته.
وأضاف درويش، في تصريحات خاصة لـ”CNN” بالعربية، أن “السيسي بدأ مسيرة التنمية الاقتصادية من خلال إنشاء مشروعات قومية ضخمة لتوفير البنية التحتية من الكهرباء، والاكتشافات الجديدة للغاز، واستصلاح ملايين الأراضي الصحراوية، وإنشاء المدن الجديدة والطرق والمحاور لتيسير انتقال المواطنين، والذين تحملوا الكثير نتيجة هذه الإصلاحات الاقتصادية، مما يتطلب ضرورة استمراره لاستكمال هذه الإصلاحات حتى تنعكس بشكل إيجابي على معيشة المواطنين”.
وتابع أن “ضرورة استمرار الرئيس السيسي في السلطة ليس مرتبطا فقط بتحقيق الإصلاحات الاقتصادية، ولكن كذلك الإصلاحات السياسية، والتي بدأت مع الدعوة لإجراء الحوار الوطني بمشاركة كل القوى السياسية للوصول إلى مخرجات من شأنها إيجاد قوانين وقرارات تساهم إلى حد كبير في حل المشاكل الضخمة التي تواجه البلاد خلال الفترة الراهنة”.
وأشار طارق درويش، إلى أن “الحزب يمتلك مقرات في كل المحافظات ويعمل من خلالها على الدعاية لدعم الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر الاجتماع مع المواطنين، وعرض أبرز الإنجازات التي حققها السيسي خلال السنوات الماضية، والتأكيد على أهمية استمراره لفترة رئاسية جديدة لاستكمال هذه الإنجازات بما ينعكس على المواطنين في توفير الخدمات وتحسين المعيشة ورفع مستوى الدخول، واستكمال المشروع القومي حياة كريمة لتطوير القرى الفقيرة، إضافة إلى استمرار الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد”.
ويأمل رئيس حزب الأحرار الاشتراكيين، أن “ينجح عبدالفتاح السيسي في الولاية الجديدة في تنفيذ مشروعات جديدة تسهم في زيادة معدل النمو الاقتصادي، وتوفير المزيد من فرص العمل، وتخفيف أعباء المعيشة على المواطنين عبر خفض أسعار السلع الأساسية من خلال التوسع في استصلاح الأراضي وزيادة إنتاجية الفدان، إضافة إلى إطلاق برامج لتطوير العنصر البشري في كافة البرامج والمجالات الجديدة لخفض معدل البطالة وجذب الشركات الأجنبية العالمية”، مضيفا أما على الجانب السياسي “نتطلع إلى تقريب المسافات بين الأحزاب السياسية، وعدم تفضيل حزب على آخر، والحفاظ على النصوص الدستورية التي تقضي على التمييز، والحفاظ على حقوق ترشح أي مواطن”.
وسبق أن صرح رئيس حزب المصريين الأحرار عصام خليل، وهو أحد الأحزاب الليبرالية، دعم الحزب ترشح الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما نقلت وسائل الإعلام المصرية، أخبارا عن إعلان حزب الحزب العربي الديمقراطي الناصري، وهو أحد الأحزاب الاشتراكية المعروفة، دعمه للسيسي في الانتخابات المقبلة.
المصدر: CNN