صندوق “QQQ” الأسطوري يدر أرباحه على مستثمريه باستثناء الشركة المالكة

الديسك المركزي
8 دقيقة قراءة
8 دقيقة قراءة
صندوق QQQ

يغدق صندوق “QQQ Trust Series1” من شركة “إنفيسكو”، وهو من أهم الصناديق المركبة في عالم الاستثمار، أرباحاً جمة على مستثمريه باستثناء مالكته “إنفيسكو”.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=4]

يكاد هذا الصندوق المتداول في البورصة الذي يُعرف باسم “QQQ” أن يكون مرادفاً للاستثمار في القطاع التقني منذ طرح في مارس 1999 ليواجه بداية متعثرة، إذ أبصر النور قبل عام من انفجار “فقاعة الإنترنت”، وهو يتكون من نحو مئة من أكبر الشركات الأميركية المدرجة في بورصة “ناسداك”.

حقق الصندوق أرباحاً فلكية مفاجئة قدّرت بنحو 430% على أساس العائد الإجمالي خلال العقد الماضي، أي ضعف أرباح مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” تقريباً، وذلك بفضل غنى محفظته بأسهم شركات التقنية العملاقة مثل: “أبل” و”مايكروسوفت” و”أمازون دوت كوم” وغيرها.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=3]

قال إريك بالتشوناس، كبير محللي قطاع الصناديق المتداولة في البورصة لدى “بلومبرغ إنتليجنس”: “هناك شيء مميز بشأنه. إنه يجسد رأس رمح قطاع الابتكار الأميركي، وما من صندوق يشبهه حقاً في جميع أنحاء العالم”.

كان نجاح صندوق “Qs”، كما يحلو لمعجبيه تسميته، مذهلاً.

يملك الصندوق ما قيمته 200 مليار دولار من الأصول الخاضعة للإدارة تقريباً، كما يحتل المرتبة الخامسة بين صناديق الاستثمار المتداولة التي يبلغ حجمها الإجمالي 7 تريليون دولار، ويدر إيرادات تبلغ نحو 400 مليون دولار من الرسوم وحدها، وهذا أيضاً من بين أعلى الإيرادات مقارنةً بنظرائه.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=5]

يُقسم الجزء الأكبر من معدل نفقات التشغيل السنوية الضخمة نسبياً بواقع 0.2%، بين “بنك أوف نيويورك ميلون” الوصي على الصندوق، وبورصة “ناسداك” صاحبة المؤشر الذي يستند إليه. بينما يتعين إنفاق المتبقي على تسويق المنتج، التزاماً بنشرة إصدار الصندوق. وبذلك لا تتبقى عملياً أي أرباح لتجنيها راعيته “إنفيسكو”.

مع ذلك؛ ربما تكون الشركة قد وجدت أخيراً طريقة لتحقيق أرباح من شعبية صندوقها الرائد عبر طرح سلسلة منتجات فرعية تحمل علامة “Q” التجارية، التي سنتطرق لها في هذا التقرير.

هيكل غامض

للإيضاح، لم تقصد “إنفيسكو” أن تطبق صندوقاً كنشاط خيري؛ إذ إن عدم حصولها على رسوم إدارة يضعها في حرج أمام مستثمريها خلال مكالمات مناقشة الأرباح ربع السنوية. يندرج “QQQ” td ضمن فئة صناديق حصص الاستثمار، وهو هيكل غامض يعود تاريخه إلى بداية طرح صناديق الاستثمار المتداولة في مطلع التسعينيات.

يقدم صندوق “سباي” (SPY) التابع لشركة “ستيت ستريت غلوبال أدفايزر”، مثالاً شهيراً آخر على هذا النوع من الصناديق، وهو أول صندوق استثمار متداول في البورصة. كان “سباي” قد أُسس في 1993، وما يزال أكبر صناديق الاستثمار المدرجة وأكثرها تداولاً.

يؤثر الفارق بين صناديق حصص الاستثمار وصناديق المؤشرات المدرجة مفتوحة الأجل على مديري الأصول أكثر من أثره على المستثمرين، باختصار، لا يوجد لدى الأولى مجلس إدارة، فضلاً عن أنها تقاضت رسوماً تفوق الثانية بقليل.

قال بن جونسون، رئيس حلول العملاء لدى “مورنينغ ستار” للخدمات المالية وإدارة الاستثمارات، إن صناديق حصص الاستثمار “أشبه بالزائدة الدودية في جسد قطاع صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة”، ومضى يقول إن مثل هذه الصناديق موجودة برغم أننا “لسنا متأكدين تماماً من فائدتها”.

غير أن “إنفيسكو” لم تقرر هيكل “QQQ”، الذي بات في ضيافتها حين استحوذت على مالكته “باورشيرز”مقابل 60 مليون دولار في 2006.

قال جون جيكوبس، الذي شارك في تصميم الصندوق، إن بورصة “ناسداك” أسست “QQQ” من قبيل “إطلاق علامة تجارية”.

تابع جيكوبس، أن ثاني أكبر بورصة في العالم كانت قد نقلت لتوها ملكية الصندوق إلى “باورشيرز” قبل صفقة الاستحواذ حتى لا تتنافس “ناسداك” مع شركات إدارة الأصول الأخرى المدرجة في البورصة.

كما أكد مصمم الصندوق أن تحويل “QQQ” إلى صندوق استثمار متداول ذي رأس مال مفتوح يتطلب تصويتاً من المساهمين، وهو أمر مكلف، ويكاد يكون مستحيلاً نظراً لأن الصندوق يضم عشرات الآلاف من المساهمين.

منتجات جديدة

لكن “إنفيسكو” أوجدت حلاً بديلاً، وهو طرح منتجات تحمل علامة “َQ” التجارية، فأطلقت مؤشرات “QQQM”و”QQQJ” و”QQQS”و”QQMG”و”QQJG”.

صممت رائدة إدارة الاستثمارات هذه العائلة من صناديق المؤشرات، وطرحتها على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفق الهيكل الأكثر رواجاً لصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة.

تتقاضى “إنفيسكو” معدل رسوم إدارية أقل لتشغيل صناديق المؤشرات الجديدة مقارنةً بما يدفعه المستثمرون في صندوق “QQQ” الأساسي، لكنها تستطيع في هذه الحالة أن تحتفظ بالأرباح.

قالت آنا باغليا، مديرة القطاع العالمي لصناديق الاستثمار المتداولة واستراتيجيات الاستثمار المرتبطة بالمؤشرات لدى “إنفيسكو”: “لدينا ما يشبه الهالة، لأننا في كل مرة نسوق عائلة (Q)؛ فإننا نسوق (إنفيسكو).”

إن أنجح صناديق هذه المجموعة هو”QQQM”، الذي يتتبع مؤشر “ناسداك 100” تماماً كصندوق”QQQ”، لكن برسوم قدرها 0.15%، وكانت أصول الصندوق قد تضخمت لتبلغ 14 مليار دولار منذ إطلاقه في أكتوبر 2020، مما يجعله ثالث أكبر صندوق استثمار متداول في البورصة من “إنفيسكو”.

كما جمع صندوق”QQQJ”، الذي يتتبع مؤشر “ناسداك نيكست جين 100” (NASDAQ Next Gen 100)، ويستثمر في شركات التقنية ذات رأس المال المتوسط، أصولاً تجاوزت قيمتها 700 مليون دولار خلال ثلاث سنوات تقريباً. أما صندوق”QQQS”؛ فيتتبع مؤشر “ناسداك فيوتشر جين 200″، وبات يضم أصولاً تداني قيمتها 7 ملايين دولار منذ إطلاقه في أكتوبر.

أما صندوق “QQMG” الذي يتتبع مؤشر “إي إس جي ناسداك 100” ففيه أصول تقدّر بنحو 17.2 مليون دولار، فيما جمع صندوق “QQJG” الذي يتتبع مؤشر “إي إس جي نيكست جين 100” 3.4 مليون دولار.

خطأ أم خطة؟

تقول باغليا، إن الهدف من وراء إطلاق صندوق “QQQM” لم يكن استجرار الأصول من شقيقه الأقدم.

وأضافت، أن الرسوم المنخفضة للصندوق الجديد تستهدف العملاء الذين يفضلون الاستثمارات طويلة الأجل، بينما يؤثر المتداولون المحترفون والمؤسسات صندوق “QQQ” نظراً لسيولته، وما يوفره من تنوع واسع من خيارات المشتقات المالية. فيما يمكن لصندوق “QQQM”، على عكس “QQQ” الأساسي، أن ينخرط في إقراض الأوراق المالية وإعادة استثمار أرباحه لأنه صندوق استثمار متداول في البورصة.

في السياق ذاته، تساعد المنتجات الجديدة رائدة إدارة الاستثمارات على تنويع مجموعة صناديق الاستثمار المتداولة تحت رايتها بما يتجاوز الصندوق الأبرز “QQQ”.

تدير “إنفيسكو” أصولاً تقدّر بنحو 406 مليارات دولار عبر صناديقها الاستثمارية المتداولة في البورصة وعددها 216 صندوقاً، وفقاً لبيانات “بلومبرغ”، وتشكل أصول “QQQ” نصفها تقريباً بواقع 198 مليار دولار.

يقول أثناسيوس بساروفاغيس، وهو أحد محللي قطاع صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة لدى “بلومبرغ إنتليجنس”، إن “مجموعة منتجاتها تجعلها تفتقر للتوازن بشدة”.

في المقابل، تمثل أصول صندوق “سباي” نحو 413 مليار دولار من أصل 1.1 تريليون دولار تقريباً تستثمرها شركة “ستيت ستريت” في 137 صندوقاً متداولاً تحت لوائها.

قال جيكوبس: “أعتقد أنهم يحققون أقصى ما يمكن أن يحققه أحد في سعيهم للتنويع بعيداً عن صندوق (QQQ)… إنه مشكلة حسنة النتيجة”.

يظل هناك استثناء واحد يتمثل في صندوق “QQQE”، وهو نسخة من “QQQ”، لكنه مبني على التساوي في وزن مكوناته، وتملكه “دايركشن”، ويبلغ إجمالي أصوله 856 مليون دولار. تحتفظ الصناديق التي تساوي بين مكوناتها وزناً بأعداد متشابهة من أسهم كل شركة، بينما تبني المرجحة بالسوق حيازاتها على القيمة السوقية للشركات.

هل أخطأت شركة “إنفيسكو”؟

تقول باغليا: “لقد اتخذنا قراراً متعمداً حينما قررنا عدم إطلاق صندوق مبني على تساوي مكوناته وزناً… إن صندوق (QQQ) مُركز. إنه استثمار يلتزم قطاعاً محدداً، إنه رهان على قطاع بعينه. عندما تستثمر في (QQQ)، فإنك تسعى للاستثمار في أسهم أكبر الشركات المتداولة حول العالم، لكنك تفقد التأثير حينما يكون تعرضك لمكونات متساوية وزناً”، بتعبير آخر؛ الأمر أشبه بتخطيط الأسرة.

المصدر: News week

شارك هذه المقالة
ترك تقييم