أنهت وزيرة الدفاع البلجيكية، لوديفين ديدوندير، مهام رئيس جهاز المخابرات العامة والأمن، اللواء فيليب بوكيه، وعيّنت في منصبه الأدميرال ويم روبريخت الذي سيتولى مهامه في منتصف آب/أغسطس.
وقالت ديدوندر إنه من أجل الصالح العام لجهاز المخابرات العامة والأمن، قررت بالتشاور مع القيادة العليا للقوات المسلحة والدفاع تعيين رئيس جديد للجهاز مضيفة أن اتخاذ القرار لم يكن سهلاً.
وكان فشل بوكيه في ملف يورغن كونينغز، الجندي الذي كان ينتمي إلى اليمين المتطرف حيث تمكن من الفرار بكمية من الأسلحة الثقيلة، بمثابة الضربة الأخيرة التي أدت إلى إقالته.
وعثر على جثة كونينغز لاحقاً في حديقة “كوغ كيمبن” الوطنية بمقاطعة ليمبورغ.
وكان يُعتقد أن كونينغز، وهو قناص في صفوف نخبة الرماة، ومعروف بتعاطفه مع اليمين المتطرف، مختبئ في متنزه طبيعي شاسع في شمال شرق بلجيكا منذ أيار/مايو.
وأطلق كونينغ تهديدات وتصريحات عنصرية عبر موقع فيسبوك، ما أدى إلى تعرّضه لعقوبات تأديبية ولكنها لم تمنعه من مواصلة عمله في الجيش وحمل السلاح.
وأحرجت قضية كونينغ الحكومة البلجيكية وأثيرت تساؤلات حول أسباب السماح ليميني متطرف معروف بالحصول على أسلحة عسكرية.
تولى اللواء بوكيه مهامه على رأس جهاز المخابرات العامة والأمن في سبتمبر 2020. وكان ينتظره تحد كبير في هذا المنصب. على مدى السنوات العشر الماضية فقد سلطت التقارير المنتظمة الضوء على مشاكل داخل جهاز عمل جهاز المخابرات بما يتضمن العسكرية منها.
كما تعرض عمل أجهزة المخابرات لانتقادات بعد الهجمات الإرهابية التي ضربت بلجيكا في 2016 وقدمت لجنة التحقيق البرلمانية عدة توصيات بشأنها في عام 2017.
بعد أربع سنوات، وعلى الرغم من أعمال الإصلاح التي شملت جهاز المخابرات العامة والأمن، فإن تقارير برلمانية وأخرى تابعة لدوائر الدولة أثبت وجود ملامح قصور في عمل الجهاز.
فبعد اختفاء يورغن كونينغز، أجرت المفتشية العسكرية التابعة لوزارة الدفاع تحريات كشفت بموجبها عن أوجه “القصور” في هيكلية عمل جهاز المخابرات العامة والأمن. وكان نواب بلجيكيون قد طالبوا باستقالة قادة جهازالمخابرات العامة والأمن،.
قبل تعيينه في المنصب الجديد على رأس المخابرات العامة والأمن في بلجيكا، تولى الأدميرال ويم روبريخت، منصب “مساعد رئيس الأركان للعمليات والتدريب” كما “سيركز مهامه الجديدة على تحديث الجهاز وتحسين أدائه” حسب بيان لوزارة الدفاع البلجيكية.
وقالت ديدونديرلقد “تم وضع خطة عمل خلال الأسابيع القليلة الماضية، سيكون للرئيس الجديد لجهاز المخابرات العامة والأمن همة تطوير خطة إدارية تحدد أولويات واضحة للجهاز خلال السنوات القادمة من خلال تنفيذ توصيات لجنة التحقيقات المنضوية عن المفتشية العسكرية وتحسين جودة التحقيقات والسعي إلى تنسيق جهاز العمليات مع الأجهزة الأخرى المسؤولة عن الأمن في بلجيكا”.