شهدت الساحة الفنية المغربية سنة 2022 مجموعة من الأحداث والمواقف التي لا تخلو من مشاكل، وهو ما أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي وحظي باهتمام كبير من عشاق عالم الفن والنجومية.
فنانون في أروقة المحاكم
ارتبط اسم مجموعة من الفنانين المغاربة خلال هذه السنة بالمشاكل القضائية التي عصفت بهم من منصات الغناء إلى ردهات المحاكم، ومن بينهم الفنانة المغربية دنيا بطمة، التي تقدمت بشكاية ضد زوجها ومدير أعمالها السابق محمد الترك، تتهمه فيها بالخيانة الزوجية وخيانة الأمانة والتحريض على الفساد، وهو الأمر الذي جعل عدسات الكاميرا تتجه إليها بشكل مستمر.
ولم يكن فنان الراب الشاب “طوطو” يظن أن تصريحاته غير المحسوبة خلال ندوة صحافية أقيمت على هامش مهرجان الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية، مع ظهوره في مقطع فيديو يرد على منتقديه، ستتسبب في إغلاق الحدود في وجهه ومتابعته بتهمة السب والقذف والتشهير والتهديد والإخلال العلني بالحياء، واستهلاك المخدرات والتحريض على ذلك، والقيام بأعمال وأقوال مخلة بالحياء وتوثيقها ونشرها عبر أنظمة المعلوميات.
الفنان الشعبي عادل الميلودي هو الآخر تعمقت مشاكله القانونية، إذ أصدرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مذكرة بحث في حقه للاشتباه في تهديده موظفي شرطة بالتصفية الجسدية والقذف والتشهير.
عودة الأنشطة الفنية
عادت الحياة الفنية والثقافية إلى مجاريها سنة 2022 بعد ركود دام أزيد من سنتين بسبب تداعيات جائحة كورونا، وما فرضته من إجراءات احترازية تسببت في تأجيل أكبر المهرجانات والتظاهرات.
ولعل الحدث الأبرز لهذه السنة هو عودة المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ22، والمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ19 التي جمعت عشاق الفن السابع من داخل وخارج المغرب، وقدمت أعمالا سينمائية متنوعة.
كما عرفت هذه السنة عودة تدريجية للقاعات السينمائية، مع عروض مسرحية جديدة على الخشبة.
زيجات تنتهي بالطلاق
اختار عدد من الفنانين المغاربة خلال سنة 2022 دخول القفص الذهبي وتوديع عالم العزوبية بتأسيس حياة عائلية بعيدا عن عالم الفن والأضواء، فيما اختار البعض الآخر وضع حد لزواجه.
ومن بين أشهر عزاب الوسط الفني الذين احتفلوا بزواجهم النجم المغربي سعد لمجرد، الذي اختار عقد قرانه على صديقته المقربة في حفل بالعاصمة الفرنسية باريس، بحضور والديه وأصدقائه المقربين بعيدا عن عدسات الإعلام.
واختارت كل من الفنانات بشرى أهريش، وجيهان كيداري، وماريا نديم، عقد قرانهن في سرية تامة بعيدا عن الأضواء، إذ فضلن عدم الكشف عن هوية أزواجهن واكتفين بتحديد أنهم مغاربة.
وفضل الفنانان المغربيان جميلة البدوي وعبد الفتاح الجريني إعلان علاقتهما بشكل رسمي بعد تكتم لسنوات، واحتفلا بعرسهما على الطريقة المغربية بمدينة الدار البيضاء بحضور ثلة من ألمع زملائهما الفنانين.
من جهة أخرى، اختارت الفنانة دنيا بطمة وضع حدا لزيجتها التي دامت أزيد من 9 سنوات، والانفصال عن والد بناتها، وهو الأمر نفسه الذي قام به الفنان حمزة الفيلالي الذي أعلن طلاقه من زوجته الثانية بعد أقل من سنة على ارتباطهما.
الدراما المغربية
تفوقت الدراما المغربية في السنوات الأخيرة على الأعمال الكوميديا المعروضة عبر القنوات الوطنية، إذ استطاعت حجز مكان لها في مقدمة الأعمال الأكثر متابعة في التلفزيون المغربي، خاصة خلال عرضها ضمن السباق الرمضاني الذي يستقطب نسبة متابعة مهمة ومشاهدات تقدر بالملايين.
وصنف المسلسل الدرامي “المكتوب”، الذي عرض شهر رمضان الماضي، الأعلى مشاهدة في تاريخ المسلسلات التي أنتجها التلفزيون المغربي، وتربع على عرش “الطوندونس” بجميع حلقاته، الأمر الذي جعل صناع العمل يستجيبون لرغبات الجمهور ويشرعون في تصوير جزء ثان منه.
رحيل أهرام الساحة الفنية
غيب الموت سنة 2022 ثلة من ألمع أهرام الفن المغربي الذين بصموا الذاكرة المغربية بحروف من ذهب، وتركوا وراءهم مشوارا حافلا بالعطاء، أغنى الخزانة الفنية المغربية بجميع أنواعها.
ومن أبرز المشاهير الذين رحلوا إلى دار البقاء الممثلان عبد اللطيف هلال، وعبد الرحيم الصمدي، ورائد المسرح المغربي عبد القادر البدوي، والممثلة رشيدة الحراق، وأيقونة الكوميديا نور الدين بكر، والنجمة الشعبية خديجة البيضاوية، وهرم الأغنية المغربية فتح الله المغاري، وكان آخرهم الفنان والمخرج محمد عاطفي.
قضايا اجتماعية
عرفت القاعات السينمائية هذه السنة حضورا قويا للأعمال المغربية الجديدة، التي اختار صناعها التطرق لمواضيع من قلب المجتمع المغربي، ليعالجوها كل حسب نظرته الفنية وأسلوبه الخاص.
ومن أبرز المواضيع التي عالجتها الأعمال المعروضة ظاهرة الهجرة السرية، وحلم الشباب بالعبور إلى الضفة الأخرى، والاتجار بالبشر، والأمراض النفسية، إضافة إلى المثلية الجنسية والتطرف الديني.
المصدر : “هسبريس”