قناة جونقلي” وتأمين الموارد المائية المصرية”

الديسك المركزي
5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=4]

مع اقتراب موعد الملء الثاني لسد النهضة الذي حددته إثيوبيا بعد فشل كل المساعي السلمية، يجري الحديث اليوم عن بدائل لتأمين الموارد المائية المصرية ومن بينها مشروعات متوقفة منذ عقود مثل قناة “جونقلي”.

في البداية يقول الدكتور عبد الفتاح مطاوع رئيس قطاع الموارد المائية في وزارة الري المصرية سابقا، إن مشروع قناة جونقلي هو أحد المشروعات المصرية- السودانية الواردة في اتفاقية 1959 بين مصر والسودان والتي تم توقيعها لأجل إنشاء السد العالي، وشملت الاتفاقية ثلاثة مشروعات “قناة جونقلي- تحويلات بحر الغزال- وقناة مشار” لاستقطاب جزء من الفواقد المائية في مناطق المستنقعات الموجودة في جنوب السودان”.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=3]

وأضاف أنه من المفترض أن يكون الإيراد المائي للمشروعات الثلاث 18 مليار متر مكعب من المياه، نصف الكمية لمصر والنصف الآخر لشطري السودان (شمال وجنوب)، وهذه المشروعات من المفترض أنها لزيادة الإيراد المائي لمصر والسودان لعمل مشروعات تنموية في وقتها، وتوقف المشروع نتيجة للظروف الأمنية التي كانت موجودة في جنوب السودان قبل الانفصال منذ العام 1983، بعد أن تم حفر ما يقارب 80 في المئة من قناة جونقلي والتي يبلغ طولها 360 كم.

وأشار مطاوع إلى أنه، رغم انفصال جنوب السودان، لا تزال الأوضاع الأمنية غير مستقرة حتى الآن، وأي مشروع مائي يتطلب أن يكون هناك نوع من الاستقرار الأمني في المنطقة للحفاظ على أرواح العاملين والمعدات بالمشروع، وفي حال الرغبة في استكمال تلك المشروعات فإن الأمر يتطلب سنوات.

وحول ما إذا كانت تلك المشروعات تخفف من آثار سد النهضة على مصر، قال الرئيس السابق لقطاع الموارد المائية، إن الملء الثاني للسد حسب النوايا الإثيوبية سوف يتم البدء فيه خلال شهر تقريبا، في الوقت الذي تحتاج المشروعات السابقة إلى سنوات، مشيرا إلى أن هناك بعض التصريحات تتحدث عن عدم تأثر مصر بالملء الثاني، هذا الأمر لا يعني إهمال السعي للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم قبل الملء الثاني.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=5]

ويرى مستشار وزير الري المصري الأسبق وخبير الموارد المائية الدكتور ضياء الدين القوصي، أن السودانيين الجنوبيين يرفضون فكرة استقطاب الفواقد المائية، حيث يظنون أن البرك والمستنقعات التي لديهم هى السبب في سقوط الأمطار، وهو أمر غير حقيقي وغير علمي، علاوة على هناك بعض الدول تسيطر على الأمور في الجنوب السوداني وينشرون لديهم المخاوف من مصر.

وأضاف لـ”سبوتنيك”، أن تلك المشروعات عملية وواقعية، وقد بدأنا في قناة جونقلي منذ سنوات، لكن عدم واقعيتها تكمن في عدم تفهم جنوب السودان للأمر ومخاوفهم من مصر نتيجة بعض الدسائس.

وحول الإيراد المائي من المشروع قال القوصي، إن إيراد المياه قد يصل إلى 20 مليار تستفيد منه الدول الثلاث، علاوة على توفير آلاف الأفدنة الزراعية نتيجة تجفيف البرك والمستنقعات، ورغم التصريحات عن التعاون بين مصر وجنوب السودان، إلا أن جوبا تريد الحصول فقط على مصالحها دون أن تقدم شىء، وأرى أنه لم يتبق شىء لحل أزمة سد النهضة سوى التدخل “الخشن”، ليست هناك حلول أخرى، فقد تمت تجربة كل الحلول السياسية والدبلوماسية، ويبدو أن أبي أحمد يريد من وراء التصريحات التغطية على الأوضاع الداخلية في إثيوبيا.

ودعا عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، السلطات المصرية إلى استكمال مشروع قناة جونقلي على النيل الأبيض بدولة جنوب السودان بما يحقق الاستفادة من كميات المياه المهدرة في منطقة المستنقعات واستغلالها لزيادة إيراد نهر النيل في مصر والسودان.

وخلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب قبل يومين، صرح عمرو موسى باطمئنانه إلى التحركات المصرية للتعامل مع نقص الموارد المائية وتهديد سد النهضة الإثيوبي، داعيا في الوقت نفسه إلى إنهاء ظاهرة الري بالغمر والبحث عن بدائل للمحاصيل الشرهة للمياه، مشيدا كذلك بالاتجاه إلى تحلية مياه البحر.

وشدد عمرو موسى على خطورة قضية سد النهضة، مشيرا إلى أن مصر لا تعدم الأوراق فيما يتعلق بتهديد يمس أمنها المائي، داعيا إلى التعامل مع التعنت الإثيوبي في إطار النزاع على المصالح، قائلًا: “إذا لجأت إثيوبيا إلى الإضرار بالمصالح المصرية، فإن مصر ستلحق ضررا مماثلا بالمصالح الإثيوبية”.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم