العقاب البدني لطفلك والطرق البديلة له

الديسك المركزي
7 دقيقة قراءة
7 دقيقة قراءة

هل فعلاً نفذت الأمهات جميع أساليب التوجيه ولم يبقى أمامهن سوا طُرق العقاب المختلفة والوحشية أحياناً -لفظية وجسدية ونفسية- لتوجيه أطفالهن؟

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=4]

إن عقاب الطفل الذي يُقدم عليه الأهل في أغلب الأحيان لا يتناسب مع فعل الطفل الصغير. وهذا الطفل الصغير غير قادر على التفرقة بين كون تصرّفاته سيئة، وكونه هو نفسه شخصاً سيئاً. وبالتالي فإن عقاب الطفل على فعل خاطئ أقدم عليه، لن يُفهِمَهُ أن ما أقدم عليه غير آمن، بل سيُفهمه أن من قام بمعاقبته هو الغير آمن.

مساوئ عقاب الطفل الجسدي
أثبتت الدراسات أن عقاب الطفل الجسدي المتمثّل بالضرب، وأشكال العقاب الجسدي الأخرى -مثل الصفع- لا تمنع الأطفال من إساءة التصرف. في الواقع، إن عقاب الطفل الجسدي يجعل الأطفال أكثر عدوانية مع تقدّمهم في السن ويمكن أن يزيد من خطر تدهور صحتهم النفسية وتعرّضهم لاضطرابات تعاطي المخدرات في مرحلة البلوغ. إضافة للتأثير سلباً على أداءهم في المدرسة.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=3]

والضرب يزيد من مستويات التوتر لدى الأطفال، والتوتر يؤثر بدوره على دماغ الطفل. فهو يقلل من حجم المادة الرمادية في الدماغ (في قشرة الفص الجبهي) وهذه المادة الموجودة بين خلايا الدماغ ضرورية لنموّه. وتلعب دوراً في العواطف والحواس، والقدرة على التعلّم والحديث، والتحكّم في العضلات والذاكرة.

وجدت بعض الدراسات

  • أن المادة الرمادية كانت أقل بنسبة 16-19% لدى الأطفال الذين يتعرضون للصفع بصورة متكررة.
  • عقاب الطفل الجسدي كالضرب مرتبط بصغر حجم الحُصين في الدماغ، ودوره مهم في التعلّم والذاكرة.
  • عقاب الطفل الجسدي كالضرب مرتبط بصغر حجم المخيخ، مما يؤثر على المهارات الحركية والتآزر.

مساوئ عقاب الطفل اللفظي القاسي

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=5]

أظهرت الدراسات أن الإساءة اللفظية القاسية -وكذلك عقاب الأطفال البدني كما ذكرنا- يمكن أن يرفع من هرمونات التوتر ويغيّر أدمغة الأطفال. كما أنه يضر باحترام الأطفال لذاتهم ويرتبط بمشاكل السلوك والاكتئاب عند المراهقين.

ماذا يحدث في دماغك عندما تضرب طفلك؟

لا أحد يضرب وهو في حالة هدوء أو سعادة. الضرب هو ردة فعل عندما يتحكم العقل اللاواعي (البدائي) بالعقل الواعي.

عندما تكون ردود فعلك بصورة عنيفة تجاه طفلك كالتعنيف الجسدي أو اللفظي، فهذا يعني أنك لم تنضج عاطفياً بعد فعمرك بالسنوات لا يُحدد أبداً الى أي درجة نضجت عاطفياً لتصبح قادراً على التعامل مع مشاعرك وتفريغها بصورة صحيّة. بل حتى وقدرتك على حل المشكلة من جذورها بعلاج محفّز.

إذا فعلت سأعطيك، وإن لم تفعل سأحرمك

مبدأ الثواب والعقاب يعتبر من أقدم النظريات المرتبطة بالسلوك البشري، ولكنها تحمل الكثير من الجوانب المظلمة عندما تصبح نهجاً يتبعه المربّي مع طفله.

حيث أن مبدأ الثواب والعقاب ينفع في تسريع العملية ولا ينفع في ترسيخ القانون: أنا على ماذا سوف أحصل ومن ماذا سوف أنحرم. فهي تقتل حماس الطفل الطبيعي.

السعي المفرط وراء المكافآت أو تجنّب المخاطر قد يؤدي الى مجموعة من الإضطرابات، بمافي ذلك اضطراب تشتت الإنتباه/فرط النشاط، والإكتئاب، القلق والصدمات. وهذا يتطور في مرحلة الطفولة ويتأثر بشدة بما يحدث في بيئة الطفل.

العواقب المنطقية كبديل عقاب الأطفال

هل سمعتم من قبل بمصطلح ال’عواقب المنطقية‘؟ تعتبر من البدائل التربوية للعقاب النفسي والجسدي للاطفال. ويتضمن أسلوب التوجيه هذا العثور على عقوبة تناسب الفعل الخاطئ. أي أن التعامل مع السلوك الخاطئ يكون مرتبط مباشرة بالفعل الحاصل.

على سبيل المثال، إذا كان طفلك يلعب بسيارته بطريقة مخرّبة، وبعد تنبيهه أكثر من مرة، فالعاقبة المنطقية هنا تكون أن نُبعد لعبته هذه عنه لمدة من الزمن.

قد يكون من الصعب أحياناً التوصّل إلى عاقبة مناسبة في حرارة اللحظة. ولكن إذا كنت تستخدم هذا التكتيك بطريقة جيدة، فهو أكثر إنتاجية بكثير من العقوبات والخطابات التوبيخية!

العواقب الطبيعية

ترتبط العواقب المنطقية الآنفة ذكرها بتكتيك تعليمي آخر، ألا وهو ’العواقب الطبيعية‘ وهي أيضاً من البدائل التربوية للعقاب النفسي والجسدي للاطفال.

على سبيل المثال إذا كان طفلك يخرج بدون معطف في منتصف الشتاء، فإنه قد يعود إلى المنزل من شدة البرد. هذه نتيجة طبيعية. لقد تعلّم درسه ولم يكن عليك قول كلمة واحدة.

لسوء الحظ، لا يمكنك دائمًا انتظار حدوث هذه العواقب الطبيعية كبديل تربوي. ربما لن يرتدي طفلك معطفه قبل أن يخرج. وانت لا تريد أن تنتظر حتى يمرض قبل أن تتدخل. في هكذا حالات، عليك أن تلجأ الى استخدام العواقب المنطقية. عاقبة تُناسب سلوكه بطريقة منطقية. “سوف نلبس المعطف ومن ثم نخرج. لن نخرج قبل أن يرتدي الجميع معاطفهم.”

إذا كنت غاضبًا، خذ نفسًا عميقًا. وربما أخرج نفسك من الغرفة للحظة إذا احتجت إلى ذلك. من الأفضل تقديم العواقب المنطقية (التي يجب أن تكون مرتبطة بالخطأ مباشرة) بصوت محترم وسلوك واقعي

محاولة التهدأة

يكون تصحيح الأخطاء والسلوك بعدما يهدأ الطفل. هذا الشيء سيساعده على أن يفهم ما هو التصرف الخاطئ الذي أقدم عليه وكيف بإمكانه تصحيحه.

فإن كان الطفل متوتر من موضوع ما، فإن احتمالية فرز دماغه للمنطق ستكون متدنيّة.

بعد تهدأته وجعله يفهم بماذا يشعر -لأن مشاعره هي المسيطرة عليه حالياً- حينها باستطاعتي أن أطلب منه تصحيح التصرف الذي قام به.

على سبيل المثال، اذا ضرب طفلي أحد، يمكنني بعد أن يهدأ أن أقول له: ما رأيك أن نضم فلان لأننا ضربناه!؟ أو: لقد رمينا السيارة. ما رأيك أن نحضرها؟

توصّي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بهذه الطرق الإيجابية لتعليم السلوك الجيد:

امدح السلوك الحسن:

انتبه للأشياء الجيدة التي يقوم بها طفلك، أو يحاول القيام بها، مثل الاستماع إليك، والتعامل مع الآخرين بأدب، ومساعدة الآخرين. من خلال مدح الأطفال على الأشياء الجيدة التي يفعلونها ، ستعلمهم أن كونهم صالحين، بدلاً من إساءة التصرف، هو أفضل طريقة لجذب انتباهك.

ضع حدود:

عندما يسيء طفلك التصرف، قم بتسمية السلوك السيئ واطلب منه التوقف.

استخدم الوقت الهادئ :

إذا لم يتوقّف طفلك عندما ترفض سلوك خاطئ، فجرّب وقتًا هادئاً يهدأ الجميع به ويفكّروا بتصرفاتهم.

ضع قواعد واضحة والتزم بها:

اشرح القواعد بوضوح لطفلك. قد يحاولون اختبارها في البداية، لكن ابق حازما.

استمع لطفلك:

اقضِ وقتًا في التحدث مع طفلك عن الأجزاء الجيدة والصعبة من يومه. إذا مروا بوقت عصيب، دعهم يروون القصة كاملة. ثم قدم ملاحظات إيجابية واقتراحات حول طرق أفضل للتصرف أو الاستجابة.

خذ استراحة:

إذا شعرت بالإحباط من تصرّفات طفلك، فتأكد من وجوده في مكان آمن ثم خذ وقتك الخاص لتهدأ، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو الاتصال بصديق أو أي ماكان يهدئ

وتذكّر دائماً أن هنالك شعور من وراء كل سلوك.

تم وضع علامة:
شارك هذه المقالة
ترك تقييم