حسم وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل المعلومات المتضاربة حول عدد الوفيات في موسم الحج لهذا العام بعدما تداولت وسائل الإعلام وعدد من الدوائر الحكومية في كثير من البلدان العربية، معلومات عن وقوع وفيات ضمن أكبر تجمع ديني في العالم.
وأكد فهد الجلاجل في تصريح لقناة “الإخبارية” وفاة 1301 حاجاً نتيجة للإجهاد الحراري، مشدداً على أن 83 في المئة منهم لم يكونوا من المصرح لهم بالحج.
وأوضح أن وزارة الصحة سعت إلى تقديم خدمات لجميع المشاركين في الحج، سواء النظاميين منهم وغير النظاميين مضيفاً أننا “تعاملنا مع أعداد كبيرة من المتأثرين بالإجهاد الحراري”.وقال “قدمنا أكثر من 465 ألف خدمة علاجية بينها 141 ألفاً لغير المصرح لهم بالحج وإن الجهات المختصة بذلت جهوداً كبيرة للتوعية من أخطار الإجهاد الحراري”.
وأردف الجلاجل أن “الحجاج بلا تصريح لم يلتزموا التوعية وقطعوا مسافات بلا مأوى وبعضهم من كبار السن ومصاب بأمراض مزمنة”.
وذكر أن الإجراءات اللازمة اتخذت للتعرف إلى هوية المتوفين وإصدار شهادات الوفاة وحصر جميع البلاغات والتواصل مع ذوي المتوفين والتعرف إليهم، موضحاً أن “المتوفين لم يحملوا بطاقات تعريفية، مما استدعى وقتاً للتعرف إليهم”.وكانت كل من مصر والأردن وتونس أعلنت عن وقوع وفيات بين رعاياها خلال موسم الحج وأجرت تحقيقات حول أسبابها، واتخذت إجراءات ضد شركات أوفدت حجاجاً غير نظاميين خارج تدابير الحج، وتخلت عن تقديم خدمات لهم.
اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتزامناً مع ارتفاع أعداد الضحايا الحجاج خلال موسم الحج الحالي، تفاقمت أيضاً أزمة المفقودين، وانتشرت صفحات عدة عبر منصات التواصل الاجتماعي أرفقت أسماء لمفقودين وصوراً لهم وأرقام هواتفهم في محاولة للعثور عليهم.
وكانت وكالة “رويترز” للأنباء نقلت عن مصادر طبية وأمنية في مصر وفاة 530 من رعايا البلد خلال موسم الحج هذا العام، في حين ذكر بيان خلية الأزمة التي تشكلت الخميس الماضي ويترأسها رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أنه “تم رصد 31 حالة وفاة في البعثة الرسمية للحج نتيجة أمراض مزمنة”.وقالت خلية الأزمة التي أمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتشكيلها لمتابعة وإدارة الوضع الخاص بحالات وفاة الحجاج المصريين في بيان إن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي “كلف بسحب رخص 16 شركة سياحة تحايلت لتسفير الحجاج بصورة غير نظامية وإحالة مسؤوليها إلى النيابة العامة”.
وأشار التقرير إلى أن السبب وراء “ارتفاع حالات وفاة الحجاج المصريين غير المسجلين يرجع إلى قيام بعض شركات السياحة بتنظيم برامج حج بتأشيرة زيارة شخصية، مما يمنع حامليها من دخول مكة، ويتم التحايل على ذلك عبر التهرب داخل دروب صحراوية سيراً على الأقدام، مع عدم توفير أماكن إقامة لائقة ببقية المشاعر، مما تسبب في تعرض الحجاج غير المسجلين للإجهاد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة”.وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد في تصريحات صحافية استمرار بذل كل الجهود بالتنسيق مع السلطات السعودية، من أجل ضمان الوصول إلى المصريين المفقودين في أسرع وقت ممكن، وتأمين عودة كل الحجاج المصريين لأرض الوطن.وفي تونس أقال الرئيس قيس سعيد أول من أمس الجمعة وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي إثر وفاة 49 حاجاً خلال أداء فريضة الحج.
وكانت وزارة الخارجية التونسية أكدت الثلاثاء الماضي أن الوفيات جاءت تزامناً “مع ارتفاع حادّ لدرجات الحرارة في مكة المكرمة ووجود أعداد كبيرة من الحجاج الوافدين بتأشيرات سياحية أو زيارة أو عمرة من مختلف الجنسيات الذين يتنقلون إلى المشاعر المقدسة لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة”.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن غالبية الوفيات من الحجيج الذين لم يكونوا ضمن الوفد الرسمي التونسي وحصلوا بصورة فردية علتأشيرات لأداء الفريضة.
وانتقدت وسائل إعلام محلية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ما اعتبروه “سوء إدارة” السلطات التونسية لبعثة الحجيج خلال هذا الموسم.أما السلطات الأردنية، فأعلنت أن عدد الحجاج الأردنيين المتوفين إثر التعرض لضربات شمس جراء موجة الحر الشديدة بلغ 75، بينما تم توقيف عدد من منظمي رحلات الحج غير النظامية.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية في بيان إن “عدد الوفيات بين الحجاج الأردنيين ممن ليسوا ضمن بعثة الحج الأردنية الرسمية، إثر تعرضهم لضربات شمس جراء موجة الحر الشديدة ارتفع إلى 75 وفاة”.ونقل البيان عن مدير مديرية العمليات والشؤون القنصلية سفيان القضاة قوله إنه “تم إصدار 68 تصريح دفن لحجاج أردنيين ليُدفنوا في مكة المكرمة بناء على رغبة ذويهم، والعمل جارٍ على إصدار سبعة تصاريح دفن أخرى”.
وكل عام يؤدي عشرات آلاف الحجاج الفريضة من دون تصاريح بسبب احتمال عدم قبولهم لوجود حصة محددة لكل دولة وارتفاع كلف الحجوزات، ويحرمهم ذلك من الوصول إلى الأماكن المكيّفة التي وفرتها السلطات السعودية لـ1.8 مليون حاج يحملون تصاريح.