رايت رايتس

اشتباكات السودان.. الجيش يوسع هجومه الجوي وسكان الخرطوم يستغيثون

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 7 دقيقة قراءة
7 دقيقة قراءة
سودانيون يسخرجون وثائق سفر

وسع الجيش السوداني من عملياته العسكرية الجوية أمس الثلاثاء باستخدام الطائرات المسيرة في قصف عدة مواقع وتجمعات لقوات “الدعم السريع” في مدن العاصمة الثلاث، في وقت تزايدت معاناة مواطني الخرطوم بسبب القصف العشوائي وشح السلع الغذائية وارتفاع أسعارها بشكل يفوق قدراتهم المالية، فضلاً عن الانقطاع المتواصل لخدمات المياه والكهرباء لأكثر من شهر.

- مساحة اعلانية-

وذكرت مصادر عسكرية، أن “مسيرات الجيش قصفت رتلاً لقوات الدعم السريع في بوابة مصفاة النفط بمنطقة الجيلي شمال بحري، كما قصفت أهدافاً للأخيرة بشارع الستين ومنطقة الجريف شرق، والمدينة الرياضية جنوب شرقي الخرطوم، كذلك قصفت تلك المسيرات تجمعات للدعم السريع في منطقة شرق النيل ببحري”.

وبحسب تلك المصادر، فإن “الطرفين المتحاربين تبادلا القصف المدفعي العنيف من موقعهما في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، كما قصفت قوات الجيش بالمدفعية الثقيلة من قاعدة وادي سيدنا مواقع للدعم السريع كانت متمركزة جنوب القاعدة، حيث تصاعدت أعمدة الدخان في سماء تلك المناطق بشكل كثيف”.

- مساحة اعلانية-

وأشار شهود عيان إلى أن أحياء أم درمان القديمة شهدت اشتباكات متقطعة وحالة من الكر والفر بين القوتين، فضلاً عن تجدد القتال لليوم الثاني بين الطرفين بمنطقة دار السلام القمائر، فيما أكدت مصادر عسكرية مقتل أكثر من 25 فرداً من قوات “الدعم السريع” وتدمير أربعة مركبات قتالية في هجوم نفذته قوة تتبع للجيش السوداني شمال أم درمان.

اتهامات متبادلة

كما تبادل طرفا الصراع الاتهامات بشأن قصف مبنى السفارة الإثيوبية بحي العمارات في الخرطوم أمس الثلاثاء، مما أحدث دماراً بالغاً في كامل أجزائه، فذكر الجيش السوداني في بيان على “فيسبوك”، “تابعنا الاعتداء الغاشم من قبل ميليشيات الدعم السريع المتمردة المحلولة على مقر بعثة السفارة الإثيوبية بالخرطوم، واتباع ذلك ببيان بائس في محاولة لإلصاق جريمتها النكراء بالقوات المسلحة السودانية”.

- مساحة اعلانية-

ومضى البيان: “توضح القوات المسلحة حرصها منذ بداية هذه الحرب الدائرة على مراعاة القانون الدولي الإنساني، وكذلك على سلامة الممتلكات بما فيها مقار البعثات الدبلوماسية المعتمدة في البلاد، عكس الميليشيات المتمردة التي لم تتورع منذ الأيام الأولى لتمردها المشؤوم عن استهداف المقرات الدبلوماسية كافة ونهب ممتلكاتها والاعتداء على منسوبيها”.

ودان الجيش بأشد العبارات الاعتداء الغاشم على مقر البعثة الإثيوبية، مبدياً بالغ أسفه على هذه الحادثة، فيما قال بيان لمكتب الناطق الرسمي باسم قوات “الدعم السريع” إن “طيران الجيش السوداني قصف أمس مباني السفارة الإثيوبية بالخرطوم، مما تسبب في دمار هائل بالمبنى”. وأضاف البيان “ندين ونتأسف على هذه التصرفات البربرية التي ظلت تنتهجها ميليشيات البرهان باستهدافها للمنشآت الحيوية في البلاد، بما في ذلك مقار البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية”.

وأردف “ليس هناك توصيف لعمليات التدمير الممنهج التي تقوم بها ميليشيات المؤتمر الوطني الإرهابي التي يقودها البرهان سوى أنها امتداد لأعمال الإرهاب التي استهدفت سفارات ومنشآت عامة نفذتها الميليشيات المتطرفة ذاتها في العقود الثلاثة التي حكمت فيها البلاد وبسببها أُدرج السودان في قائمة الإرهاب”.

وزاد بيان “الدعم السريع”، “إن اقتلاع النظام البائد من جذوره هو الطريق الوحيد الذي يحقق الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة برمتها ويفتح المجال أمام بناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة، واستعادة الحكم الديمقراطي ورفع الظلم عن الشعوب السودانية وبناء الجيش الوطني الواحد”.

أضرار لحقت بمدنيين

وقُتل عشرة أشخاص وجرح آخرون شمال العاصمة السودانية بعد سقوط قذائف مدفعية من قبل قوات “الدعم السريع” طاول منازل ومسجداً ومركزاً صحياً، بحسب لجان شعبية محلية.

وأفادت لجان المقاومة بضاحية بحري الكبرى شمال الخرطوم الثلاثاء عن “مقتل 10 مدنيين وجرح 11 في قصف لقوات الدعم السريع بحي السامراب شمال بحري”.

وأضافت اللجان، أن “بعض القذائف سقطت على مسجد ومركز صحي ومساكن مواطنين”.

وضع مأساوي

في سياق متصل، قال مواطن سوداني يقطن أحد أحياء أم درمان لـ “اندبندنت عربية”، إن “الأوضاع في مدن العاصمة الثلاث بلغت أشد القساوة والصعوبة في الجوانب كافة، فهناك شح في السلع على رغم ارتفاع أسعارها بصورة كبيرة، فضلاً عن إغلاق معظم المحال التجارية داخل الأحياء، فأغلب الناس يتناولون وجبة واحدة في اليوم في ظل انعدام الخبز بسبب نقص الدقيق”.

وواصل، “هناك انقطاع متواصل للكهرباء والمياه يستمر في أحيان كثيرة لأكثر من شهر، كما يعاني المواطنون من القصف العشوائي الجوي والمدفعي، فكثير من الأسر فقدت أفرادها بالكامل جراء هذا القصف، مما دفع غالبية سكان المناطق المستدفهة إلى النزوح لمناطق أكثر أماناً، لكن المشكلة أن معظمهم يسكن في دور إيواء عبارة عن مدارس ينقصها الكثير من المستلزمات المنزلية وغيرها من الخدمات، فضلاً عن سوء الأحوال المعيشية”.

وأضاف المواطن ذاته أنه “بالنسبة للوضع الصحي فهو شبه غائب تماماً، فمن الصعوبة وجود مستشفى عامل غير النقص الكبير في الكوادر الطبية، تحديداً الاختصاصيين في مجالات الجراحة الدقيقة، ناهيك عن انعدام الدواء، بخاصة المنقذ للحياة. أما حركة التنقل الداخلية فمحدودة وبحسب أجواء العمليات العسكرية، لكنها تأخذ وقتاً طويلاً حيث تستغرق الرحلة ساعات طويلة بسبب كثرة الحواجز وعمليات التفتيش”.

مساعدات إنسانية

ووفقاً لوزير التنمية الاجتماعية السوداني أحمد آدم بخيت، فإن سبعة ملايين شخص في البلاد بحاجة إلى مساعدات إنسانية، والوضع الإنساني حرج جداً بسبب الانتهاكات التي ارتُكبت في الحرب”.

وأشار في مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء إلى هناك حاجة إلى 480 ألف طن من المساعدات الإنسانية في الفترة الحالية، مبيناً أن كل المساعدات الإنسانية الآتية من الخارج تخضع للفحص بواسطة الأجهزة المعينة، ولم يحدث تسرب منها لقوات “الدعم السريع”.

وأكد بخيت أن 640 ألف لاجئ سوداني غادروا إلى تشاد ومصر وجنوب السودان بسبب الحرب.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن مئات الآلاف من اللاجئين من جنوب السودان العائدين إلى بلدهم هرباً من الحرب في السودان يواجهون “الجوع الطارئ” مع بقاء 90 في المئة من الأسر لأيام من دون وجبات.

وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في جوبا ماري إيلين مكغرورتي “نرى عائلات تنتقل من كارثة إلى أخرى أثناء فرارها من الخطر في السودان لتجد اليأس في جنوب السودان”.

وتسببت الحرب التي اندلعت في منتصف أبريل (نيسان) في نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص من منازلهم في الخرطوم ومدن أخرى، فضلاً عن مقتل حوالى 7500 شخص، وفق إحصاء لمنظمة “أكلد” غير الحكومية.

المصدر: اندبندنت

شارك هذه المقالة
ترك تقييم