قالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 1040 مستوطنا ومتطرفا يهوديا اقتحموا باحات المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، في خامس أيام “عيد العرُش” اليهودي.
وفرضت السلطات الإسرائيلية قيودا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، ومنعت دخول الشبان منذ صلاة الفجر.
كما أغلقت الشرطة الإسرائيلية محاور طرق عدة في محيط البلدة القديمة، وعززت قواتها ودفعت مئات من عناصرها إلى محيط المسجد الأقصى وداخل البلدة القديمة ومحيطها لتأمين وصول آلاف المستوطنين والمتطرفين اليهود لأداء صلاة “بركة الكهنة الثانية” خلال عيد العرش في منطقة حائط البراق.
صلوات وحماية
وكان العشرات من المستوطنين قد أدوا صلوات تلمودية عند باب القطانين أحد أبواب الحرم القدسي، ومن ثم انطلقوا في مسيرة تجوب أزقة البلدة القديمة.
وقالت مراسلة الجزيرة، إن الاقتحامات التي ينفذها المتطرفون والمستوطنون متواصلة بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية ، مشيرة إلى تضييقات يفرضها الجنود الإسرائيليون على الصحفيين الفلسطينيين.
وقالت المراسلة إن الآلاف يؤدون صلاة في حائط البراق، الذي تطلق عليه إسرائيل اسم حائط المبكى.
اقتحامات وتنديد
كان أكثر من 800 مستوطن ومتطرف يهودي قد اقتحموا المسجد الأقصى أمس الثلاثاء وسط حراسة أمنية مشددة، في حين نددت الفصائل الفلسطينية بهذا التصعيد، وحذرت من “تداعيات خطيرة” يؤدي إليها هذا الاستفزاز.
وبدأ ما يعرف بعيد العرش (آخر الأعياد اليهودية الثلاثة: الفصح والأسابيع والعرش) يوم 29 سبتمبر/أيلول الماضي ويستمر حتى السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ويرتبط بذكرى تيه اليهود في صحراء سيناء وسكنهم تحت المظلات وفي الخيام.
وفي وقت سابق، حذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من أن استمرار اقتحامات المستوطنين بحماية القوات الإسرائيلي سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المقدسات لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها.
أما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فقالت إن منع الاحتلال المصلين من الوصول إلى المسجدين الأقصى والإبراهيمي تصعيد خطير للحرب الدينية على المقدسات.
في حين حذرت حركة الجهاد الإسلامي من أن جرائم الاعتداء على المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى لا يمكن أن تمر دون رد.
وبحسب إحصاء لوكالة الأناضول، فقد اقتحم 3116 مستوطنا المسجد الأقصى خلال الأيام الثلاثة الماضية.
واستنادا إلى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، فقد اقتحم الأقصى يوم الأحد 789 مستوطنا، في حين اقتحمه الاثنين 1468، ليقوم 859 مستوطنا باقتحام المسجد أمس الثلاثاء.
وتمثل هذه الأرقام أضعاف عدد المستوطنين في الأيام العادية، إذ تتراوح أعداد المقتحمين بين 100 و200 يوميا.
وتجددت الاقتحامات اليوم الأربعاء، على أن تتواصل غدا الخميس أيضا.
اقتحامات المسجد الأقصى
وعادة ما تزداد وتيرة الاقتحامات للمسجد خلال فترات الأعياد اليهودية، وتتم على فترتين صباحية وبعد صلاة الظهر بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.
وبدأت الشرطة الإسرائيلية السماح للمستوطنين بتنفيذ اقتحامات عام 2003، رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
في الضفة الغربية، أصيب شاب فلسطيني برصاص القوات الإسرائيلية خلال اقتحامها قرية برقة شمال غرب مدينة نابلس، كما أصيب 19 شابا بحالات اختناق، وفقما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني.
وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت القرية وأغلقتها، مما أدى لاندلاع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي للاقتحام.
من جانبه أكد محافظ مدينة نابلس غسان دغلس أن القوات الإسرائيلية تمارس عقابا جماعيا بحق أهالي القرية من خلال فرض حصار متكرر عليها، بهدف تأمين حماية للمستوطنين الذين يقتحمون منطقة جبل القبيبات المعروفة بـ”مستوطنة حومش” سابقا.
المصدر : الجزيرة