زار أفواج من المسافرين أوروبا صيفًا، والآن مع مجيء فصل الخريف، تبدأ أوراق الأشجار بالسقوط، كما يتراجع أعداد الزوار أيضًا.
وذكر تقرير حديث صادر عن شبكة السفر الفاخرة “Virtuoso” أنّ باريس، ولندن، وفلورنسا كانت ضمن المدن المتمتعة بأكبر قدر من حجوزات السفر في الخريف.
ولكن توفر وجهات أخرى، غالبًا ما يتجاهلها الأمريكيون خلال أشهر الخريف، فرصة للهروب من الحشود، والاستمتاع بتجربة فريدة.
وقالت رئيسة شركة “Travelive” للسفر الفاخر، مينا أجنوس: “يُعد الخريف أحد أفضل الأوقات لزيارة أوروبا بسبب التنوع الكبير في الاهتمامات التي يمكن أن يلبيها (الموسم)”.
وإذا كنت مستعدًا لرؤية أوروبا من منظورٍ مختلف هذا الخريف، إليك بعض الوجهات المُقترحة:
ألينتيخو، البرتغال
يُعد وادي”دورو”، المعروف بإنتاج نبيذ “بورت” وجهة خريفية بارزة في البرتغال.
ولكن يمكنك التوجه بدلاً من ذلك إلى منطقة ألينتيخو الذي يُعَد قلب البرتغال الريفي.
وهنا، يمكنك رؤية بقايا الآثار الرومانية في عاصمتها المحمية من قبل منظمة اليونسكو، إيفورا، والقيام برحلة برية عبر الريف الهادئ المزدخر بأشجار الفلين، وبساتين الزيتون، والاستمتاع بالساحل البري أيضًا.
وقال المدير العام لفندق “أوكتانت إيفورا”، سيرجيو دوارتي: “يوفر ساحل المحيط الأطلسي المحمي أميالاً من الشواطئ البكر، ويحظى بشعبية عندما يأتي الأمر لركوب الأمواج”.
فال جاردينا، الدولوميت، إيطاليا
أثناء فصل الخريف في جبال الدولوميت بشمال إيطاليا، تتنافس أوراق الأشجار وألوانها المتغيرة مع مشهد الشفق الألبي (alpenglow)، وهي ظاهرة تحدث عندما تضرب أشعة الشمس أثناء وقت الغروب الجبال بزاوية تجعلها تتوهج باللون الوردي.
وتُعد فال جاردينا وليمة للحواس، سواءً كنت تتنزه سيرًا على الأقدام في المسارات الجبلية بين المناظر الطبيعية المُدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في حديقة “بويز-أودلي” الوطنية، أو تستمتع بالمأكولات اللادينية (Ladin) خلال مهرجان طعام مدته 3 أسابيع في قرية “أورتيسي”.
ويوفر الفندق أنشطة خريفية مثل ركوب منطاد الهواء الساخن، ومشاهدة النجوم، والتنزه في السهول.
رومانيا
يُعد قضاء عيد الهالوين في “قلعة دراكولا” من الأسباب التي قد تُشجّعك في زيارة رومانيا في الخريف، كما يقول كريستوفر هيل من شركة “Hands Up Holidays”.
بالإضافة إلى أوراق الخريف الساحرة، يجلب هذا الموسم مختلف الفعاليات المتعلقة بالطعام.
وشرح هيل: “تتوفر المنتجات الطازجة بكثرة، وتحافظ العديد من القرى على تقليد الاحتفال بموسم الحصاد عبر مهرجانات محلية”.
سالونيك، اليونان
تشتهر مدينة سالونيك بمشهد طعام مزدخر، كما يتخطاها السياح من الولايات المتحدة غالبًا لزيارتهم للجزر، ووجهات مثل “ميكونوس”، و”سانتوريني”.
ويشير جاك إيزون من شركة “EMBARK Beyond” إلى أنّ الخريف فترة رائعة لزيارة بوابة اليونان إلى البلقان، وليس من أجل شواطئها، بل لزيارة “مدينة عظيمة غنية بالتاريخ اليهودي”.
مالطا
يُعد أرخبيل مالطا في البحر الأبيض المتوسط، الذي يتكون من 3 جزر مأهولة بالسكان، من الوجهات الساخنة صيفًا، ويُفضّل زيارتها بمجرد انخفاض درجات الحرارة.
وتحظى مالطا بشعبية دائمة بين الغواصين الذين يستكشفون العديد من حطام السفن التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، والواقعة قبالة الشاطئ، بالإضافة إلى “الحفرة الزرقاء”.
و”الحفرة الزرقاء” عبارة عن تكوين صخري يشبه الأنبوب، ومملوء بمياه بالبحر، ويبلغ عمقه 15 متر تقريبًا.
ويتمتع هذا التكوين بممر، وكهف في القاع، وأكّدت المتحدثة باسم الرابطة المهنية لمدربي الغوص “PADI”، سامانثا بيرسون، أنّ مستوى الرؤية فيه تحت الماء يكون أكثر وضوحًا في الخريف مقارنةً بفصل الصيف.
بادن بادن، ألمانيا
تُعتبر درجات حرارة الخريف مثالية بعد التنزه بين العديد من ينابيع بادن بادن الحرارية، مثل تلك الموجودة في منتجع “Caracalla”، أو واحة الاستحمام الرومانية الأيرلندية في فريدريشباد، والتي افتُتِحت لأول مرة في عام 1877.
ويعني الخريف أيضًا أن وقت الحصاد قد حان في ريبلاند، وهي منطقة جنوب غرب بادن بادن تشتهر بعنب “ريسلينغ”.