قال المفوض التجاري الأوروبي، اليوم الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي ليس لديه أي نية لقطع العلاقات مع الصين حتى مع اتخاذ الكتلة خطوات لخفض التبعيات الاقتصادية وإزالة المخاطر، لكن الصين “يمكن أن تفعل الكثير” للمساعدة في تقليل تصور المخاطر.
ولطالما اشتكى الاتحاد الأوروبي من الافتقار إلى تكافؤ الفرص في الصين وتسييس بيئة الأعمال، وتحول القلق إلى حذر بعد تحرك بكين لتعزيز علاقاتها مع موسكو رغم الحرب في أوكرانيا.
وقال المفوض التجاري الأوروبي فالديس دومبروفسكيس في كلمة ألقاها في جامعة تسينغهوا في بكين، إن العلاقات الاقتصادية بين أوروبا والصين عميقة، لكن الصين “يمكن أن تفعل الكثير للمساعدة في تقليل تصورنا للمخاطر”.
وكشفت الصين أيضًا عن قوانين جديدة هذا العام، بما في ذلك قانون العلاقات الخارجية الذي يحذر من “الأفعال” التي تضر بالمصالح الوطنية للصين، وقانون مكافحة التجسس الذي يحظر نقل المعلومات المرتبطة بالأمن القومي التي لم تحددها، مما يزيد من مخاطر الامتثال بالنسبة للشركات الأجنبية.
وقال دومبروفسكيس: “إن غموضها يسمح بمساحة كبيرة للتفسير”.
“وهذا يعني أن الشركات الأوروبية تكافح من أجل فهم التزاماتها بالامتثال: وهو عامل يقلل بشكل كبير من ثقة الأعمال ويمنع الاستثمارات الجديدة في الصين.”
ومن المتوقع أن يشارك دومبروفسكيس مخاوفه مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنغ في حوار اقتصادي وتجاري رفيع المستوى في بكين يوم الاثنين.
ومن المتوقع أيضًا أن يكرر استياء الاتحاد الأوروبي بشأن الاختلالات التجارية، وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن العجز التجاري للاتحاد الأوروبي مع الصين اتسع إلى 276.6 مليار دولار في 2022، من 208.4 مليار دولار في العام السابق.
وفي الوقت نفسه، سوف تمارس الصين ضغوطاً على دومبروفسكيس لكي يشرح استراتيجية الاتحاد الأوروبي للحد من المخاطر.
وقال دومبروفسكيس: “استراتيجيتنا ليست حمائية، وهي محايدة للبلد”.
وكما تتحول أوروبا بعيداً عن النفط والغاز والفحم الروسي، يقوم الاتحاد الأوروبي بتقييم اعتماده على الصين في بعض المواد الخام والمكونات، فضلاً عن العوامل التي تدفع القدرة التنافسية لبعض المنتجات الصينية في السوق الأوروبية.
أعلنت المفوضية الأوروبية مؤخرًا أنها ستحقق فيما إذا كانت ستفرض رسومًا جمركية لحماية المنتجين الأوروبيين من “فيضان” واردات السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة التي تقول إنها تستفيد من الدعم الحكومي.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه مفتوح للمنافسة، بما في ذلك في قطاع السيارات الكهربائية، لكن المنافسة يجب أن تكون عادلة، وانتقدت الصين التحقيق ووصفته بأنه حمائي.
وكتبت صحيفة غلوبال تايمز القومية الصينية في مقال افتتاحي أن “الجانب الأوروبي أكد للجانب الصيني مرارا وتكرارا أن “إزالة المخاطر” لا يعني “الانفصال”.
وأضاف: “نعتقد أنهم صادقون في قول ذلك. ومع ذلك، لا يمكننا أن نقبل ونعارض بشدة استخدام الحمائية التجارية من أجل الحد من المخاطر.”
المصدر: Reuters
