تصنع المصممة الأمريكية نيكول ماكلولين، التي تتخذ من منطقة بروكلين مقراً لها ملابسًا للاستخدام الواحد من المنتجات اليومية وأزياء الشارع المعاد تدويرها، وتعطي كل قطعة من القطع المرحة التي تصممها استعمالًا جديدًا.
وعلى مدار العامين الماضيين، حصدت ماكلولين مئات الآلاف من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي بتصميماتها التي تتراوح بين غير المتوقعة وغير العملية بشكل رائع، وعلى سبيل المثال ابتكرت صندلًا مصنوعًا من علبة حفظ السوشي، وملابس داخلية بجيوب أشبه بحافظة الأدوات، وسترة منفوخة مصنوعة من عبوات حبوب الفطور.
وقالت ماكلولين في مقابلة عبر الهاتف: “لدينا جميعًا الكثير من الأغراض”، مضيفًة أن الناس غالبًا ما يكون لديهم رؤية محدودة لكيفية استخدام الأغراض الخاصة بهم.
وأضافت: “السترة هي مجرد سترة، ولا يمكن أن تكون زوجًا من الأحذية أو ما شابه، لذا خطرت لي فكرة وقلت ربما يجب أن أحاول دحض هذا المفهوم، لأنه كلما زادت الفرصة التي تمنحها للمواد، ستتمكن من رؤية العديد من العناصر المختلفة”.
وتعاني الموضة من مشكلة النفايات الهائلة، إذ يتم التخلص من نسبة 80% من الملابس من خلال طمرها أو حرقها. وبينما تتحمل العلامات التجارية الكثير من المسؤولية، يمكن للمستهلكين المساعدة عن طريق شراء كميات أقل وارتداء ملابسهم لفترة أطول.
وقد ألهمت عمليات إعادة تدوير الملابس القديمة إلى أخرى جديدة المجتمعات المزدهرة عبر الإنترنت بمحتوى ملهم وتعليمي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعبر منصة “تيك توك” وحدها، حاز الهاشتاغ على نحو 6 مليارات مشاهدة.
ويعيد المستخدمون تصميم السترات الصوفية القديمة، ويعلمون المشاهدين كيفية تطريز الملابس الممزقة يدويًا، واحتضان النتائج الفريدة لإعادة التدوير، بالإضافة إلى تسليط الضوء على فوائدها الصديقة للبيئة.
وبالنسبة لممارستها الخاصة، بدأت ماكلولين مشاريعها لإعادة التدوير خلال أوقات فراغها كمصممة غرافيك سابقة لعلامة الملابس والأحذية الرياضية “ريبوك”، حيث شاهدت عن كثب عدد العينات التي يتم التخلص منها، لذلك شرعت في أخذ بعض تلك الملابس إلى المنزل لإعادة تصميمها، ثم نشرت النتائج عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت: “عندما تقوم بتفكيك شيئًا ما، فإنك تدرك مقدار العمل الذي يدخل في صناعة هذه القطع”.
وكانت أول مشاركة حظيت بتداول واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي عبارة عن حذاء رياضي سريالي مصنوع من كرات تنس مفتوحة، والتي تذكر بتصميم نموذج أحذية “Yeezy foam runner” من علامة “أديدس”.
ومنذ تجاربها الأولى، اكتسبت ماكلولين المهارات الفنية في الخياطة من قبل الأصدقاء والعائلة، والتزمت بالعمل في الاستوديو الخاص بها بدوام كامل.
ولا تقوم ماكلولين ببيع تصميماتها، وتتعاون مع كل من علامة كروكس و”ريبوك”، لإنتاج مجموعات مُعاد تدويرها.
وارتدى المشاهير بعض الملابس التي أعادت تصميمها، مثل عارضة الأزياء كريستين مكمينامي التي ارتدت معطفًا مصنوعًا من قفازات “بوما” على غلاف مجلة “فوغ” البريطانية في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي.
وتدفع العلامات التجارية لماكلوين مقابل إعادتها تدوير منتجاتهم عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، من بينها علامة الملابس الرياضية “بوما”.
وأصبحت ماكلولين شخصًا مهمًا بالنسبة للعلامات التجارية التي تلجأ إليها بمنتجاتها المكدسة، وعلى الرغم من أنها توجهها غالبًا إلى برامج تصميم الأزياء التي تحتاج إلى مواد، إلا أنها تنوي أن تنشئ هذا العام منظمة غير ربحية بطريقة رسمية أكثر لمساعدة العلامات التجارية التي تتعاون معها.
وأشارت ماكلولين إلى أنها تحب تعليم الآخرين كيفية إعادة التدوير، إذ أن الجميع يتعامل مع الهدف ذاته بشكل مختلف وعلى طريقته الخاصة.
وقالت: “هناك مجال للجميع للانضمام إلى (إعادة التدوير) لأننا نحتاج إلى أشخاص للقيام بذلك. هناك الكثير من الأشياء التي نحتاجها لمحاولة اكتشاف كيفية استخدامها بطريقة مختلفة”.
وبالنسبة لأولئك الذين يريدون البدء في هذه العملية، لفتت ماكلولين إلى أنه لا حاجة حتى تكون خبيرًا في الخياطة لتتمكن من تغيير الأشياء، موضحة أن العملية يمكنها أن تكون بسيطة مثل قص قميص قديم.
المصدر: CNN