ذكرت صحيفة سويسرية ناطقة بالألمانية أنّ الجيش السويسري بعث في نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر رسالة عبر البريد الالكتروني إلى القادة ورؤساء الأركان جميعهم، يطلب فيها اعتماد تطبيق “ثريما” السويسري للمراسلة، والامتناع عن استخدام تطبيقات أخرى للتواصل عبر الهواتف الخاصة خلال ساعات الخدمة.
وقال الناطق باسم الجيش دانيال ريست لوكالة فرانس برس إنّ هذه التوصية تنطبق “على الجميع”، ومنهم المجنّدون الذين يؤدون خدمتهم العسكرية للمرة الأولى وأولئك العائدون للمشاركة بما يُسمّى دورات تدريبية، إذ يجب على من يؤدّي خدمة عسكرية في سويسرا أن يجري تدريبات عسكرية منتظمة.
وأوضح ريست أنّ مسألة استخدام تطبيقات المراسلة في الخدمة طُرحت خلال عمليات نُفّذت في جائحة كوفيد-19 لدعم المستشفيات وبرنامج التطعيم الذي يمكن دعوة المجنّدين للمشاركة فيه.
وسبق أن اعتُمد تطبيق “ثريما” المحلّي في الإدارات العامة السويسرية، واعتُبر استخدامه أكثر أماناً لجهة حماية البيانات، إذ تخضع أنظمة تطبيقات المراسلة الأخرى مثل واتساب لقانون “كلاود أكت” الأميركي الذي يتيح للقضاة الأميركيين طلب الوصول إلى البيانات التي يحتفظ بها المشغلون الأميركيون، حتى لو كانت مسجّلة على خوادم خارج الولايات المتحدة.
وعلى عكس تطبيقات المراسلة الأخرى مثل واتساب المملوك لشركة “ميتا” الأميركية (فيسبوك سابقًا)، ليس “ثريما” مجانياً، لكنّ الجيش السويسري سيغطّي تكلفة تنزيل التطبيق التي تصل إلى أربعة فرنكات سويسرية (3,85 يورو) لكل مستخدم.
وأوضح التطبيق عبر موقعه الالكتروني أنّ خدمة الرسائل الفورية صُمّمت بطريقة توفّر أقل قدر ممكن من بيانات المستخدمين.
وفي حين أنّ الاتصالات في هذا التطبيق مشفّرة من طرف إلى طرف، لا يحتاج المستخدمون إلى ربط معرفهم برقم هاتف أو بريد إلكتروني، وفق ما تذكر الشركة ومقرّها فافيكون جنوب زيوريخ، والتي يستخدم تطبيقها عشرة ملايين شخص، بينهم مليونا مستخدم يخصصونه للأعمال المهنية.
وقال مدير التسويق في “ثريما” رومان فليب في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة فرانس برس: “لقد علمنا بخبر” اعتماد التطبيق من الجيش السويسري “الأسبوع الماضي عبر موقع لينكد إن”، مرحّباً بخيار الجيش هذا ومعتبراً إياه تأكيداً لجودة خدمات الشركة.
وأطلق ثلاثة مهندسي كمبيوتر شباب التطبيق في نهاية العام 2012، وسرعان ما لاقى الإصدار الأوّل طلباً قوياً، إذ انضمّ إليه نحو 250 ألف مستخدم.
وفي العام التالي، ساهمت سلسلة من الاكتشافات بينها برنامج “بريسم” للمراقبة الذي كشف عنه إدوارد سنودن والفضيحة حول التنصت على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في ارتفاع عدد مستخدمي “ثريما”، قبل أن يصبح هذا العدد هائلاً عام 2014 عندما اشترت شركة فيسبوك تطبيق واتساب.
وأوضح فليب أنّ “مئات الآلاف من المستخدمين الجدد انضمّوا إلى التطبيق بين ليلة وضحاها”. وأطلقت “ثريما” عام 2016 نسخة احترافية من تطبيقها، استخدمتها المؤسسات العامة المحلية والشركات الكبيرة مثل “دايملر” و”بوخ”. ويتوزع نحو 80% من مستخدمي التطبيق في ألمانيا والنمسا وسويسرا.