الاستثمار السياحي أداة اقتصادية لتحريك مؤشرات السياحة إلي أقصي معدلات النمو السياحي المرتبط بالفنادق والمنشآت السياحية والترفيهية وما يصاحبها من تدفق للعملة الصعبة وفرص عمل تقدر بـ الآلآف وفقا لحجم الاستثمار السياحي المستهدف عبر استراتيجيات سياحية مدروسة وفقا للموقع الجغرافي واحتياجات السائحين وإمكانيات الدولة وفقا لطبيعتها وبنيتها التحتية.
نستعرض في مقالنا التجربة المصرية نحو الاستثمار السياحي ودوره في الاقتصاد القومي ،والذى يدفعنا للحديث عن خطوات جادة نحو التوسع في حجم الاستثمار في الطاقة الفندقية الذي يقف على محطة 220 ألف غرفة فندقية ، ليدخل القطاع الخاص يحرك تلك الطاقة نحو معدلات مضاعفة ثلاثة أضعاف عبر خطط وقوانين واضحة تزيد من فرص الاستثمار في ذلك القطاع الاقتصادي الهام.
تنسج الدولة المصرية خططها للدفع بالاستثمار السياحي ، عبر تفريغ مقرات الوزارات الكائنة بمنطقة وسط القاهرة وتحويلها الى فنادق ذات طابع تاريخي يجري الان الاعداد لذلك ووضع آليات الاستثمار المتعلق بالسياحة ، بالإضافة إلى إتاحة تراخيص وتصاريح مؤقتة “موسمية” للكيانات الفندقية و السياحية كإجراء لعدم توقف ضخ مزيد من المستثمرين ، ولكن هنا علينا أن ننظر إلى الأمور بعين أخرى وهو رسم خريطة واضحة لكافة مقاصدنا السياحية تقسم وفقا للأسواق السياحية المراد التسويق لها.
علينا اتباع سياسة التسويق للمناطق المقرر او المتوقع طرحها للاستثمار السياحي ، عبر لامركزية الترويج بمعنى أوضح تقسيم مناطق الطرح الاستثماري وفقا لطبيعة الموقع ، مثال ترويج الموقع الاستثماري لجنوب سيناء يختلف عنه في صعيد مصر ومواقع البحر المتوسط والساحل الشمالي و العالمين ، تزيد من رغبة المستثمر السياحي نحو اختيار موقعه الذي يتناغم مع الفئة السياحية التي يستهدفها.
أنصح بالخروج السريع بخريطة استثمارية للمناطق المقرر إحداث تنمية سياحية بها ، من طرح أراضي للاستثمار سواء بحق الانتفاع او الايجار وترويجها في معارض السياحة العالمية والمعارض العقارية ، و اتباع سياسات تسويقية جديدة عبر حملة طرق أبواب الاستثمار وإيجاد شراكات قوية من قبل الكيانات الاقتصادية الكبرى و البرندات الشهيرة من مطاعم وفنادق تحت عنوان ” فرص ذهبية للاستثمار السياحي في مصر” .
مؤتمر دولي لعرض فرص الاستثمار السياحي هكذا نحاكى ونثير شهية كبار المستثمرين ، وجعل مقاصدنا منصات عالمية لاستقطاب التجمعات والتحالفات الاقتصادية ، على جانب آخر علينا الاستعداد بقوة نحو ذلك الملف ووضعه في دي خبراء متخصصين لترويج هذا النوع من الاستثمار ودعوة المشاهير الدوليين في عالم البيزنس والانفتاح نحو سياحة الأغنياء التي نحتاجها في مصر.
اجتذاب الاستثمارات الأجنبية في التوقيت الراهن هي ورقة رابحة لاحداث طفرة للاستثمار السياحي ، خاصة أننا نتحدث عن قرابة 200 مليار دولار أمريكي استثمار في الدول العربية في الفترة من 2022 إلى النصف الأول من 2023 تقريبا ، وهو الرقم الذى يجب أن نتوقف عنده ودراسته وتحليله والعمل على احتياجات المستثمر الجاد لجذب تجاه الاستثمار في القطاع السياحي المصري.
رحلة البحث عن المستثمر الجاد تبدأ بدراسات جدوى جادة ، وعلينا اتخاذ ذلك نهج بالاستعانة ببيوت خبرة محلية وعالمية ، تضع خريطة ودراسة صحيحة نحو الاستثمار السياحي الجاد بكافة منتجاتها ومقاصده التي تمتلكها وتتفرد بها مصر ، وهناك أعين جادة حال توافر فرص جاذبة ستنطلق جاهدة باقتناصها سواء من الاشقاء في دول الخليج أو المستثمر الغربي ، وعلينا ان نبني و نحلل كيف تعمل الأسواق المحلية في قطاع الاستثمار السياحي الذي بات مطلب هام في تحريك اقتصاديات الدول .
جميع ماذكرت نقاط هامة تعمل لصالح الاقتصاد القومي ، وتحرك عجلة ضخ العملة الصعبة لإنعاش القطاع السياحي و إحداث طفرات وقفزات في الأرقام السياحية نحو مليارات المستثمرين الجادين ، فالجميع ينظر الي مصر أنها دولة سياحية متفردة عن غيرها في ظل الاهتمام بـ السياحة و الترويج لها مع ظهور منتج سياحي جديد في العلمين والساحل الشمالي ، بالإضافة إلى تطوير و ضخ بنية تحتية للمطارات و الطرق التي تعد فاصل هام نحو مزيد من الاستثمار وسهولة التحرك وحرية التنقل بين المقاصد الأخرى التي باتت مصر عبارة عن منتج سياحي يجمع بين جميع البيئات الساحلية والصحراوية بالإضافة إلي الثقافية و التاريخية.
في نهاية مقالي أود أن أطرح وأشدد أن فرص الاستثمار الذهبية في مصر ستأتي بتنظيم وتخطيط وعرض وتسويق جيد ، مع اتباع سياسة الشباك الواحد وتوحيد جهات الرقابة التي تقع تحت مسئولية وزارة السياحة والآثار ،مع التوجه نحو الاستثمار في تكنولوجيا السياحة التي باتت لا غنى عنها في ظل التسارع الرهيب في هذه الصناعة الحيوية ،مابين تطبيقات ومنصات تروج لاقتصاديات السياحة العالمية ، وعلينا مواكبة ذلك التسارع التكنولوجي وأن تضع سياحة مصر لمستها ذات الطابع الخاص بها .
خلق براند يعبر عن هوية الاستثمار في مصر هو أمر ذي دلالة جاذب للمليارات “الأموال الدافئة” ، فمقاصدنا ممهدة لضخ استثمارات ضخمة في القطاع الفندقي و المنشآت السياحية ، و سائحيها في انتظارها من كافة الأسواق ، و للمستثمر دراسة موقع مصر المتميز وبنيتها التحتية وأسطول طيرانها الضخم بالإضافة إلى الطيران العارض ومنخفض التكاليف .