صعد الأمير هاشم بن عبدالله الثاني، إلى واجهة المسؤوليات في قصر الحكم الأردني، بعدما أدى للمرة الأولى اليمين الدستورية نائباً للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إثر مغادرته البلاد للمشاركة في قمة مصرية – أردنية – فلسطينية عقدت في مدينة العلمين المصرية.
وجرت العادة في السنوات الماضية أن يؤدي أشقاء العاهل الأردني من الأمراء اليمين الدستورية كنواب للملك، لكن منذ سنوات يحاول الملك عبدالله الثاني حصر هذه المسؤولية في عائلته الصغيرة لاعتبارات تتعلق بترتيبات ولاية العهد بخاصة بعد زواج ولي العهد الأمير الحسين في يونيو (حزيران) الماضي.
تدرج في المسؤولية
يقول مراقبون إنه تم التدرج في توزيع المسؤولية بإظهار الأمير هاشم قبل تعيينه نائباً للملك من خلال حضوره اجتماعات ملكية، ومرافقته للعاهل الأردني في لقاءات عدة خارجية على غرار زيارة إسبانيا، ومراكمة احتكاكه بالوضع الداخلي بشكل مقصود ومحسوب.
لكن الأضواء سلطت عليه أكثر حينما ظهر في حفلة زفاف شقيقه ولي العهد الأمير الحسين، وهو يرافق الأميرة رجوة خالد آل سيف إلى القصر لعقد القران آنذاك.
وتعد نيابة الملك أمراً دستورياً واعتيادياً في حال غياب العاهل الأردني وولي عهده، وهي ليست محصورة في العائلة الحاكمة، إذ يمكن إسنادها إلى رئيس الوزراء، لكن مع زفاف ولي العهد الأمير الحسين بات في حكم المؤكد أن يكون هناك تغيير على ترتيبات ولاية العهد وخلافة العرش الأمر الذي يفسر تركيز الأضواء على الأمير هاشم المرشح لأن يكون ولياً للعهد في حال تسلم شقيقه الأمير الحسين الحكم بعد والده.
من الأمير هاشم؟
والأمير هاشم هو النجل الثاني للملك عبدالله الثاني والملكة رانيا من الذكور بعد ولي العهد الأمير الحسين، ولد في الـ30 من يناير (كانون الثاني) 2005، ويشترك في يوم ميلاده مع الملك عبدالله الثاني.
وفي يونيو الماضي تخرج الأمير هاشم في مدرسة كينغز أكاديمي بالأردن، بعد إنهائه مرحلة الثانوية العامة.
ظهر الأمير هاشم بن عبدالله بالزي العسكري للمرة الأولى خلال الاحتفال الذي أقامته القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية احتفالاً بمناسبة الذكرى الأولى لمئوية تأسيس الدولة الأردنية عام 2021، ومن زياراته الخارجية حضوره سباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا وان 2022.
ممارسة دستورية
في عام 2018 أثير جدل واسع في الأردن إثر غياب الملك عبدالله الثاني عن البلاد لمدة 40 يوماً، وهو ما دفعه لاحقاً للحديث عن أن سبب غيابه يرتبط بإجرائه محادثات مع الرئيس الأميركي وأركان إدارته والكونغرس ومسؤولين اقتصاديين في الولايات المتحدة.
ورد الملك عبدالله على الإشاعات التي أثيرت في حينها، وانتقد الصالونات السياسية والغرف المغلقة التي تولد هذه الإشاعات وتروجها على منصات التواصل الاجتماعي.
ووفقاً للدستور الأردني، فإنه يحق للملك بموجب المادة 28 (الفقرة ط) إذا اعتزم مغادرة البلاد أن يعين بإرادة ملكية نائباً له أو هيئة نيابة لممارسة صلاحياته مدة غيابه، وتشترط المادة في حال غياب الملك أكثر من أربعة أشهر عقد اجتماع فوري لمجلس الأمة لينظر في الأمر.
ووفق الدستور يقسم نائب الملك أمام مجلس الوزراء، بأن يحافظ على الدستور وأن يخلص للوطن والأمة.
وعلى رغم اشتراط الدستور ألا يقل سن نائب الملك عن 30 سنة قمرية، إلا أنه يجوز تعيين أحد الذكور من أقرباء الملك إذا كان أكمل 18 سنة قمرية من عمره.
ويعطي الملك لنائبه الحق في ممارسة الصلاحيات كافة باستثناء إعلان الحرب وعقد الصلح وإبرام المعاهدات والاتفاقات، وحقه في تعيين رئيس الوزراء والوزراء وإقالتهم وقبول استقالاتهم.
المصدر: إندبندنت عربية