يبدو أن خريطة قوى النظام الاقتصادي العالمي ستتغير بعد قمة مجموعة “بريكس” المقررة أغسطس الجاري، وسط إقبال كبير من الدول على الانضمام لها؛ سعيا لإنشاء عالم متعدد الأقطاب.
وتنعقد قمة “بريكس” في جنوب إفريقيا من 22- 24 أغسطس، ووفق وزيرة خارجية الدولة المستضيفة، ناليدي باندور، الخميس، تم دعوة قادة 67 دولة، و20 ممثلا لمنظمات دولية، وحتى الآن أكدت 34 دولة مشاركتها.
وستنظر القمة في طلبات مقدمة من أكثر من 20 دولة للانضمام لعضوية التكتل الذي يأمل مؤسسوه الخمسة في أن يساهم هذا في إزاحة الولايات المتحدة عن عرش الاقتصاد العالمي.
تاريخ وهدف “بريكس“
تأسست عام 2006 على يد البرازيل وروسيا والهند والصين، ثم انضمت جنوب إفريقيا في 2010.
هدفها إيجاد أقطاب اقتصادية بخلاف تلك التي تقودها واشنطن، وتعتمد في أهميتها على أن دولها الخمس تشكل 31 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي، و18 بالمئة من حجم التجارة، و26 بالمئة من مساحة العالم و43 بالمئة من سكان العالم، وتنتج أكثر من ثلث حبوب العالم.
تسعى حاليا لتحويل التعامل التجاري لعملات بديلة عن الدولار، وفق ما صرح به السفير الروسي بالقاهرة، غيورغي بوريسينكو، في يونيو، خلال تعليقه على طلب مصر التقديم بطلب الانضمام للتكتل.
قدرات جيوش “بريكس“
بجانب ضخامة قوتها الاقتصادية، تتتميز “بريكس” بتفوق في قوتها العسكرية والنووية:
- تضم 4 من أقوى جيوش العالم، هي روسيا والصين والهند والبرازيل.
- وفق إحصاءات موقع “غلوبال فاير بور” لعام 2023، فإن الإنفاق الدفاعي لدول “بريكس” 400 مليار دولار.
- عدد جنود دول التكتل 11 مليون جندي.
- روسيا، ثاني أضخم جيش عالميا بميزانية دفاعية 82.6 مليار دولار، وعدد جنود مليونا و330 ألف فرد، بينهم 830 ألفا قوات عاملة و250 ألفا قوات احتياطية و250 ألفا قوات شبه عسكرية.
- الصين، ثالث أضخم الجيوش، والأولى بالإنفاق العسكري في بريكس بقيمة 230 مليار دولار، وعدد جنود 3 ملايين و135 ألف فرد، بينهم مليونان قوات عاملة و510 آلاف قوات احتياطية و625 ألفا قوات شبه عسكرية.
- الهند، رابع أضخم جيش، والـ 3 في التكتل بالإنفاق العسكري بنحو 54.2 مليار دولار، وإجمالي عدد جنود 5 ملايين و132 ألف فرد، بينهم 1.4 مليون فرد قوات عاملة ونحو 1.1 مليون فرد قوات احتياطية، و2.5 مليون فرد قوات شبه عسكرية.
- البرازيل، جيشها الـ 12 عالميا، وتنفق 18.7 مليار دولار، وعدد جنودها 2.1 مليون فرد، بينهم 360 ألفا قوات عاملة و1.3 مليون فرد قوات احتياطية و400 ألف قوات شبه عسكرية.
- جنوب إفريقيا، جيشها رقم 33 عالميا، والـ5 في “بريكس” بالإنفاق الدفاعي بقيمة 2.8 مليار دولار، ويقدر جنودها بـ 232 ألف جندي بينهم قوات عاملة واحتياطية وشبه عسكرية.
- جيوش “بريكس” تمتلك: 10 آلاف و449 طائرة حربية، و22 ألفا و791 دبابة، 502 ألف و879 مركبة مدرعة، و9 آلاف و655 مدفعا ذاتيا، و9 آلاف و709 مدافع مقطورة، و8 آلاف و711 راجمة صواريخ، و ألف و782 وحدة بحرية.
- تضم “بريكس” 3 قوى نووية، ويقدر حجم السلاح النووي لدى روسيا والصين والهند بـ6 آلاف و463 قنبلة نووية، بحسب موقع “ستاتيستا” الأميركي.
من أبرز الحضور؟
مرتقب أن يحضر قمة أغسطس قادة الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، وسيمثل روسيا وزير الخارجية سيرغي لافروف، بينما يشارك الرئيس فلاديمير بوتين عبر تقنية “الفيديو كونفرانس” نتيجة إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقاله بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين لروسيا.
وتم رفض حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفقا لوزيرة خارجية جنوب إفريقيا، التي تحدثت عن إبداء 22 دولة على الأقل رغبتها في الانضمام إلى “بريكس”، منها الأرجنتين ومصر وإيران والجزائر وتونس وتركيا والمملكة العربية السعودية.
لماذا توسيع “بريكس”؟
يذكَّر الخبير الاستراتيجي في الشؤون الآسيوية جلال الطويل بأن تأسيس “بريكس” جاء كردة فعل من دول باتت “لا تشعر بالأمان” مع هيمنة الاقتصاد الأميركي، خاصة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي 1991، وأزمة الرهن العقاري 2007؛ فسعت لنظام متعدد الأقطاب.
وعما وراء الاتجاه لتوسيع العضوية، يقول الطويل لموقع “سكاي نيوز عربية”:
- بعد الحرب الأوكرانية وتجميد الأصول الروسية، تبحث المجموعة وروسيا نفسها عن داعمين بتشكيل “بريكس بلس” عبر إضافة دول أخرى، وإصدار عملة موحدة لكسر هيمنة الدولار.
- الصين بعد حرب أوكرانيا وانعدام الثقة في الدولار، تسعى لتحويل المجموعة لرابطة عالمية لملء الفراغ.
- توجد فرصة مواتية لتحقيق ذلك مع زيادة التذمر من السياسات الأميركية، ومع المكانة العسكرية الكبيرة لدول “بريكس”.
المصدر: سكاي نيوزعربية