أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، السبت، احترام بلاده مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للكويت، وعمق علاقات البلدين، وذلك بعد إعلان وزارة الخارجية الكويتية استنكارها واستغرابها لتصريح وزير لبناني بشأن قدرة الكويت على إعادة بناء صوامع قمح مرفأ بيروت بـ”شخطة قلم”.
وشدد ميقاتي، في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة عبر “تويتر”، على “عمق العلاقة بين الدولتين والشعبين الشقيقين ومتانتها”، قائلاً إنها “لن تشوبها شائبة”.
وأوضح أن “دولة الكويت الشقيقة لم تتوان، ضمن الأصول، عن مد يد العون لإخوانها في لبنان على مر العقود”.
وأكد البيان “احترام لبنان مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كافة”، وتساءل: “فكيف إذا تعلق الأمر بدولة الكويت الشقيقة التي تخضع آلية اتخاذ القرار فيها لضوابط دستورية وقانونية ومؤسساتية تعكس حضارة سياسية عميقة ومتجذرة في المجتمع الكويتي”.
استنكار كويتي
وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، السبت، عن “استنكار” و”استغراب” بلاده “الشديدين” لتصريح وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام، الذي قال إن الكويت يمكنها بـ”شخطة قلم” إعادة بناء صوامع القمح بمرفأ بيروت.
وذكر وزير الخارجية الكويتي في بيان، أن التصريح اللبناني “يتنافى مع أبسط الأعراف السياسية”، لافتاً إلى أنه “يعكس فهماً قاصراً لطبيعة اتخاذ القرارات في الكويت والمبنية على الأسس الدستورية والمؤسساتية بما في ذلك المنح والقروض الإنسانية التي تقدمها حكومة الكويت”.
وبيّن أن بلاده “تمتلك سجلاً تاريخياً زاخراً بمساندة الشعوب والدول الشقيقة والصديقة”، مشدداً على أن الكويت “ترفض رفضاً قاطعاً أي تدخل في قراراتها وشؤونها الداخلية”.
وحض وزير الخارجية الكويتي وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني على “سحب هذا التصريح، حرصاً على العلاقات الثنائية الطيبة القائمة بين البلدين”.
وذكَّر البيان الكويتي بأن صوامع مرفأ بيروت “سبق للكويت أن مولت بناءها عام 1969 عبر قرض مقدم من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية”.
“شخطة قلم“
وكان وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني ناشد، الثلاثاء، الكويت إعادة بناء صوامع القمح في بيروت وطرابلس، “للحفاظ على الأمن الغذائي”، لافتاً إلى أنه بعث رسالة منذ 3 أسابيع إلى الكويت عبر وزارة الخارجية اللبنانية يناشد فيها، باسم الشعب اللبناني، إعادة بنائها.
وقال سلام في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية: “كلنا أمل أن نلقى الجواب قريباً لأن الأموال موجودة في صندوق التنمية الكويتي، وبشخطة قلم يمكن أن يتخذ القرار ببناء الإهراءات (الصوامع)”.
وتسبب استخدام عبارة “شخطة قلم” بجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الوزير اللبناني، عاد وأكد في مؤتمر صحافي، السبت، على المقصود من العبارة، موضحاً أن “الموضوع قابل للتنفيذ، وبسرعة، ولم يكن قصد العبارة تجاوز الأصول والآليات الدستورية والقانونية المرعية الإجراء من قبل دولة الكويت أو من قبل لبنان”.
وأوضح أن مقولة “بشخطة قلم” عبارة تستخدم باللغة اللبنانية العامية، ولم يكن القصد منها الإساءة، مجدداً مطالبته للكويت بدعم لبنان، وقال: “أنا مدرك للمخاطر المحدقة بالأمن الغذائي، خصوصاً أن البنك الدولي صنّف لبنان الأكثر خطورة في تحديات الأمن الغذائي، لأنه لا يملك مخزوناً استراتيجياً”.
المصدر: الشرق
وفي 4 أغسطس 2020، وقع واحد من أكبر الانفجارات غير النووية على الإطلاق، عندما اندلع حريق في مستودع بمرفأ بيروت الذي كان يحوي مئات الأطنان من نترات الأمونيوم مخزنة منذ 2013.
وأعلنت الكويت حينها أنها “ستعيد بناء إهراءات القمح في مرفأ بيروت”.
وتأتي الذكرى الثالثة للانفجار في ظل استمرار تعطيل العدالة ومسار التحقيق، الذي توقف قبل سنة ونصف تقريباً، وشهد استبعاد قضاة ومحامين، ولم توجه تهمة واحدة للمشتبه بهم.