تعمل السعودية على تعزيز القطاع الثقافي وبناء اقتصاد إبداعي في البلاد، من خلال استحداث مساحات عرض جديدة، وعقد شراكات مع المتاحف العالمية والمعارض الفنية البارزة.
في هذا الإطار، وقّع متحف الفن المعاصر الجديد في العلا السعودية، اتفاقية مع مركز بومبيدو في باريس، في شراكة هي الأولى من نوعها للمتحف السعودي المرتقب.
وكانت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، قد وقّعت اتفاقية مع المركز الوطني للفنون والثقافات “جورج بومبيدو” في باريس، لتطوير متحف للفن المعاصر في العلا في مارس 2023.
المتحف الجديد في العلا هو من تصميم المعمارية اللبنانية المقيمة في باريس لينا قطمة، ويضمّ مجموعة دائمة من الأعمال لفنانين سعوديين وعالميين مثل يايوي كوساما، وكارمن هيريرا، ومنال الضويان، وإيتيل عدنان، وإبراهيم الصلاحي.
وسيركز المتحف على أعمال القرن الحادي والعشرين لفنانين إقليميين، ويمتدّ إلى جنوب آسيا وشمال إفريقيا، وسيضمّ تركيبات ومنحوتات فنية متنوّعة لفنانين عالميين، ومجموعة من الأعمال المتعلقة بفن الأرض، كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
حوار ثقافي
وقالت نورا الدبل، المديرة التنفيذية لفنون العلا في الهيئة الملكية لصحيفة “عرب نيوز”، إن الهدف من هذه الاتفاقية مع مركز بومبيدو، “هو تعزيز الحوار بين السعودية والدول الأخرى من خلال الفن والثقافة، وتطوير المشهد الفني السعودي المحلي أيضاً”.
أضافت: “يسعدنا أن يكون مركز بومبيدو أحد شركائنا الأوائل، علماً أن هذه الاتفاقية هي واحدة من شراكات عدّة جديدة بين المملكة والمؤسسات الفنية والإبداعية الدولية”.
وقالت كانديدا بيستانا، مديرة متحف الفن المعاصر في العلا، “إن المتاحف ضرورية لتطوير التفكير النقدي، كما أن الاستثمار في الثقافة مهم لفتح مناقشات شيّقة أمام الأجيال الجديدة، في بلد يشهد تحوّلات سريعة مثل السعودية.”
وتحدثت رئيسة لجنة خبراء الفنون العامة بالهيئة الملكية للعلا إيونا بلازويك، لصحيفة “آرت نيوز” البريطانية، فأوضحت “أنه بموجب الاتفاقية يمكن لمركز بومبيدو الاقتراض من مجموعتنا، ويمكننا الاقتراض منه، ونحن نريد أن تكون مجموعتنا نشطة في إقراض الأعمال عموماً”.
أضافت: “نحن حريصون على تطوير شبكة فنية تركّز على ما يحدث في جنوب الكرة الأرضية، وفتح آفاق للتعاون مع المؤسسات الفنية حول العالم، ومن بينها فن جميل في دبي، ومتحف كيران نادار في دلهي”.
وقالت “نأمل أن تتوفّر فرص تدريبية للقيّمين السعوديين العاملين في هذا المجال، من قبل خبراء في مركز بمبيدو”.
ومن المقرّر أن يغلق مركز بومبيدو أبوابه لخمسة أعوام، اعتباراً من العام 2025 وحتى العام 2030، في إطار خطط توسّعية جديدة وطموحة، كجزء من الإصلاح الجذري، حيث ستتم توسعة مركز “بومبيدو” إلى مساحة 20 ألف متر مربع، بحسب ما أعلن رئيس المركز، لوران لوبون.