رهن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، مسألة الاتفاق مع إيران بضرورة الوفاء بأهداف الولايات المتحدة الأمنية ومصالحها، مشدداً على ضرورة “اتخاذ” طهران “بعض الإجراءات لتهدئة التوترات وليس تصعيدها”.
ووصف بلينكن في مقابلة مع شبكة “CNN” الأميركية انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 بـ”الخطأ الفادح”، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن “كثفت جهودها مع شركاؤنا الأوروبيين وهم بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وكذلك الصين وروسيا، لنرى ما إذا كان بإمكاننا العودة إلى الاتفاق النووي”.
ونفى الوزير الأميركي أن تكون واشنطن قد طلبت إضافة “شروط جديدة” للعودة للاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكنه قال: “إن ما نحاول القيام به هو العودة إلى الاتفاقية السابقة مع بعض التعديلات البسيطة، فالاتفاق كان على الطاولة، ولكن إيران إما لم تستطع الموافقة عليه أو أنها لم ترغب في ذلك”.
غياب الظروف
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن بلاده “لن تقبل بأي صفقة”، مشدداً على وجوب أن يفي أي اتفاق مع إيران بـ”أهداف واشنطن الأمنية ومصالحها”، وأضاف: “نحن الآن في مرحلة لا نتحدث فيها عن أي اتفاق نووي، ومن الواضح أننا نعلن لهم أنهم بحاجة إلى اتخاذ بعض الإجراءات لتهدئة التوترات.. وليس تصعيدها”.
وأشار بلينكن إلى غياب الظروف التي تدفع نحو العودة للاتفاق النووي، لكنه أوضح أنه “ربما نصبح في وضع آخر يمكننا من خلاله العودة إلى المحادثات بشأن برنامج إيران النووي، ولكن هذه الظروف غير موجودة في الوقت الحالي”.
وذكر أن بلاده “مستمرة في العمل والنظر في كل خيار ممكن للتعامل مع هذه المشكلة”، مبيناً أن “مسألة المواد الانشطارية، تمثل جزءاً مهماً من الاتفاق النووي، ولكن مسألة التسليح، أو امتلاك معدات ناسفة هو شيء آخر”.
ولفت الوزير الأميركي إلى أن تقديرات بلاده بالإضافة إلى العديد من الجهات الأخرى تشير إلى أن طهران لم تستمر في برنامجها النووي منذ سنوات، مؤكداً أن “الدبلوماسية هي أفضل طريقة لحل هذه المشكلة، مقارنة بجميع الخيارات الأخرى، فهي التي يمكن أن تؤدي للنتيجة الأكثر استدامة وفعالية”.
واعتبر بلينكن أن ذلك “لا يعني أن الخيارات الأخرى غير مطروحة، أو أن الولايات المتحدة لن تلجأ إليها إذا لزم الأمر”.
تحركات إسرائيل
وفي سؤاله عن محاولات الإدارة الأميركية، منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أي تحرك عسكري بشأن إيران، أجاب بلينكن: “نحن على اتصال وثيق مع إسرائيل، كما نفعل ذلك مع عدد من الدول الأخرى التي تشعر بقلق عميق بشأن برنامج إيران النووي، إضافة إلى العديد من أنشطتها الأخرى المزعزعة للاستقرار في المنطقة”.
وأردف: “في الأساس، إسرائيل هي من تتخذ قراراتها المتعلقة بأمنها القومي”.
وتأتي التصريحات الأميركية بعد أيام من تعهد بايدن خلال لقاءه مع نظيره الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، الثلاثاء الماضي، على أن “إيران لن تحصل أبداً على سلاح نووي”، كما أكد التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، معتبراً أنه “ثابت ولا يتزعزع”.
ومنذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018 من الاتفاق النووي مع إيران، تحاول الإدارة الأميركية الحالية إحياء الاتفاق من جديد، خاصة بعدما زادت طهران من وتيرة خرقها لبنود الاتفاق.
وأثار موضوع الاتفاق النووي والمفاوضات الأميركية غير المباشرة مع إيران، توتراً في علاقة تل أبيب مع واشنطن، خصوصاً أن إسرائيل من أشد المعارضين لإعادة إحياء الاتفاق بصيغته السابقة، إذ تطالب بأن يشمل الاتفاق الجديد شروطاً أكثر قسوة على إيران، لا سيما بعدما تقدم برنامجها النووي.
ولا تزال المحادثات بشأن الاتفاق النووي مجمدة، إذ أشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مقابلة، الأحد الماضي، إلى أن بلاده “ليست قريبة من أي صفقة” مع إيران، في حين اعتبرت إيران الاثنين، أنها “لم تبتعد” عن السبل الدبلوماسية، مؤكدة أن باب الحوار بشأن الاتفاق النووي “لا يزال مفتوحاً”.
المصدر: الشرق