حض رئيس مصر عبد الفتاح السيسي، في افتتاح قمة دول جوار السودان، الخميس، على إيجاد حل شامل لإنهاء الصراع في البلاد التي تشهد منذ أبريل الماضي أوضاعاً صعبة، فيما طرح رؤية للخروج من المأزق، الذي يترتب عليه مشكلات تهدد المنطقة.
وأضاف في كلمة افتتاح القمة التي انعقدت في القاهرة، أن “السودان يمر بأزمة عميقة لها تداعيات على أمن واستقرار المنطقة والعالم، خصوصاً دول الجوار لاعتبارها الأشد تأثراً والأكثر فهماً لتعقيداتها، ما يتعين توحيد مواقفنا ورؤيتنا تجاه الأزمة بشكل موحد”، بما يساهم في حلها بالتشاور مع المؤسسات الإقليمية الفاعلة، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.
وتابع أن “الأزمة الراهنة المندلعة منذ 3 أشهر يترتب عليها تداعيات خطرة، أولها سقوط المئات وهروب الملايين إلى مناطق أكثر أماناً في السودان أو خارجه، إضافة إلى الخسائر الجسيمة التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير المرافق الحيوية”.
كما يترتب على الأزمة، الإضرار بالموسم الزراعي، فضلاً عن تدهور المؤسسات الصحية والمستشفيات، الأمر الذي كان له تداعيات على الوضع الانساني، “ما يتطلب الوقف الفوري للعمليات العسكرية للحفاظ على مؤسسات ومقدرات الدولة”.
وأشاد السيسي، بـ”موقف دول جوار السودان في استقبال مئات الآلاف من النازحين في ظل وضع اقتصادي صعب”، مطالباً المجتمع الدولي الوفاء بتعهداته التي أعلن عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان الذي عقد في يونيو الماضي، من خلال دعم دول الجوار للصمود”.
وزاد، أن مصر بادرت باستقبال مئات الآلاف، “لينضموا إلى 5 ملايين سوداني يعيشون منذ سنوات في بلادنا، كما قدمت مصر مساعدات غذائية وإنسانية ومستلزمات طبية للمتضررين من النزاع”.
وتابع: “نعمل على تسهيل وصول المساعدات القادمة من الدول المانحة، وذلك بالتنسيق مع الوكالات المعنية”، فيما طرح تصوّر مصر لخروج السودان من مأزقه، مؤكداً أن بلاده ستبذل جهدها لإنهاء الوضع الحالي، والمساعدة في تحقيق تطلعات الشعب السوداني.
خطة مصرية
وقال السيسي، إن أهم بنود التصور المصري “وقف الأطراف المتحاربة التصعيد، والبدء من دون إبطاء في مفاوضات جادة لوقف إطلاق النار بشكل مستدام”.
وتابع: “كما نطالب الأطراف السودانية بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، إضافة لإقامة ممرات آمنة للمناطق الأكثر احتياجاً، مع وضع آليات توفر الحماية اللازمة لقوافل المساعدات ولموظفي الإغاثة الدولية، لتمكينهم من أداء عملهم”.
وشدد على ضرورة إطلاق حوار جامع للأطراف بمشاركة القوى السودانية والمدنية، يهدف للبدء في عملية سياسية شاملة تلبي طموحات الشعب في الأمن والرخاء والديمقراطية، فضلاً عن تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل لإنهاء الأزمة، على أن تضطلع بالتواصل المباشر مع الأطراف والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.
وحض السيسي الشعب السوداني على تغليب المصلحة العليا، والحفاظ على مصلحة الدولة بعيداً عن التدخلات الخارجية، التي لا تخدم أمن السودان والمنطقة.
وكان الناطق باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، قال إن انعقاد المؤتمر في القاهرة يؤكد “حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على صياغة رؤية مشتركة لدول الجوار المباشر للسودان، واتخاذ خطوات لحل الأزمة وحقن دماء الشعب السوداني، وتجنيبه الآثار السلبية، والحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها، والحد من استمرار الآثار الجسيمة للأزمة على دول الجوار، وأمن واستقرار المنطقة ككل”.
وأوضح أن مصر وجهت الدعوة لكل دول الجوار السوداني، بمشاركة جميع رؤساء تلك الدول بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي ممثلاً برئيس المفوضية الإفريقية، وأيضاً جامعة الدول العربية ممثلة بأمينها أحمد أبو الغيط.
المصدر: الشرق