غادر رئيس كوريا الجنوبية، يون سيوك-يول، البلاد اليوم الاثنين، متوجها إلى ليتوانيا حيث سيحضر قمة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في جولة خارجية لمدة 6 أيام ستأخذه إلى بولندا في زيارة رسمية.
ستكون هذه هي المرة الثانية التي يحضر فيها يون، قمة الناتو بعد مشاركته في القمة السابقة المنعقدة في إسبانيا العام الماضي، ما يدل على التزامه ببناء التضامن مع الدول ذات التفكير المماثل لتعزيز قيم الحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.
سيعقد اجتماع الناتو في فيلنيوس يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث سيجمع قادة الدول الأعضاء الـ 31، والدول الشريكة مثل كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا.
ستشمل المواضيع التي سيتم طرحها الحرب في أوكرانيا، والتعاون بين التحالف العسكري ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتهديدات الأمنية الناشئة، وفقًا للمكتب الرئاسي.
سيعقد يون 10 قمم ثنائية على الأقل على الهامش، بما في ذلك قمم مع قادة النرويج وهولندا ونيوزيلندا ورومانيا وليتوانيا والسويد وسلوفاكيا وإستونيا وفنلندا والمجر، كما سيلتقي مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ.
سيكون أبرز الأحداث على الأرجح هو اجتماع يون مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في أعقاب إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن خطة اليابان المزمعة لتصريف المياه المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما النووية المعطلة تفي بمعايير السلامة الدولية.
أثار التقرير ردود أفعال غاضبة في كوريا الجنوبية، حيث أغلق المتظاهرون المعارضون للخطة مدخل مطار كيمبو بسيئول، الذي كان من المقرر أن يستخدمه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، يوم الجمعة الماضي.
وصرح المكتب الرئاسي، بأن يون سيوضح موقف الحكومة الكورية إلى كيشيدا، في حالة طرح قضية تصريف المياه خلال اجتماعهما.
قال مسؤول رئاسي للصحفيين الأسبوع الماضي “إذا ذكر الجانب الياباني القضية، فسيرد يون بما هو ضروري تماشيا مع مبدأ أننا سنولي الأولوية القصوى لصحة شعبنا”.
سيساعد حضور يون قمة الناتو على تعزيز التعاون مع الحلف ضد التهديدات النووية والصاروخية المتطورة لكوريا الشمالية، وإرسال رسالة موحدة تفيد بأن تصرفات كوريا الشمالية غير القانونية لن يتم التسامح معها، وفقًا للنائب الرئيسي لمستشار الأمن الوطني كيم تيه-هيو.
علاوة على ذلك ستتبنى كوريا الجنوبية والناتو وثائق للتعاون الثنائي في 11 قطاعًا، بما في ذلك حظر الانتشار والأمن السيبراني والتقنيات الناشئة.
وقال كيم، خلال إفادة صحفية الأسبوع الماضي “سوف نتشارك الطرق التي تخطط بها كوريا الجنوبية للمساهمة في إرساء السلام في أوكرانيا، والتي تعد واحدة من أهم القضايا في المجتمع الدولي، وسنوضح بالتفصيل دبلوماسيتنا العالمية المسؤولة”.
وقال، “ستكون هذه فرصة لتوسيع أفق دبلوماسيتنا مع أوروبا من خلال التبادلات المباشرة مع المزيد من القادة حيث نتشارك في قيم الحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، وتعميق التعاون مع دول الناتو وشركائه”.
من فيلنيوس، سيتوجه يون إلى وارسو في وقت متأخر من الأربعاء في زيارة رسمية لمدة ثلاثة أيام تشمل قمة مع الرئيس أندجي دودا حول سبل تطوير الشراكة الاستراتيجية الثنائية التي أقيمت بين الجانبين في عام 2013.
وسيعقد يون اجتماعات منفصلة مع رئيس الوزراء، ومع رؤساء مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان، ويضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول.
ستركز المحادثات على توسيع العلاقات ليس فقط في التجارة والاستثمار، ولكن أيضًا في القطاعات الاستراتيجية مثل الأسلحة والطاقة النووية والبنية التحتية.
يخطط يون أيضًا للقاء مسؤولين من الشركات الكورية الجنوبية في بولندا، التي تسعى للمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار في أوكرانيا ما بعد الحرب، لمناقشة السبل التي يمكن أن تدعمهم بها الحكومة.
سيرافق يون في الرحلة وفد أعمال مؤلف من 89 شخصًا، يمثلون شركات البطاريات القابلة لإعادة الشحن والأسلحة والطاقة النووية، بالإضافة إلى شركات البناء المهتمة بالمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار في أوكرانيا.
ستكون هذه أول زيارة ثنائية يقوم بها يون إلى دولة أوروبية منذ توليه منصبه. وسيكون أيضًا أول رئيس كوري جنوبي يقوم بزيارة رسمية إلى وارسو منذ زيارة لي ميونغ-باك في عام 2009.
وقال كيم إن رحلة هذا الأسبوع من المتوقع أن تحقق ثلاث نتائج وهي تعزيز التعاون الأمني الدولي وتوسيع التعاون في سلسلة التوريد وتعزيز محاولات كوريا الجنوبية لاستضافة معرض إكسبو 2030 العالمي في مدينة بوسان جنوب شرق البلاد.
وفيما يخص التكهنات بأن يون قد يزور أوكرانيا خلال الجولة ويلتقي بالرئيس فولوديمير زيلينسكي قال مسؤول رئاسي للصحفيين، إنه لا وجود لمثل هذه الخطة.
سوف يعود يون إلى كوريا يوم السبت. وسترافقه السيدة الأولى كيم كيون-هي في الرحلة.
المصدر: يونهاب