ماكرون يؤجل زيارته لألمانيا وسط احتجاجات عارمة واعتقالات في جميع انحاء فرنسا

الديسك المركزي
5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة
إيمانويل ماكرون

أعلنت فرنسا وألمانيا السبت، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أرجأ زيارة رسمية إلى ألمانيا كانت مقررة الأحد، فيما شيعت جنازة الفتى نائل الذي أشعلت وفاته على يد شرطي احتجاجات عارمة في كافة أنحاء فرنسا، وشهدت توقيف 1311 شخصاً، ليل الجمعة السبت، مقارنة بـ875 شخصاً الليلة السابقة.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=4]

وقال متحدث باسم الرئاسة الألمانية إن ماكرون طلب تأجيل الزيارة التي كانت يفترض أن تبدأ الأحد، بعد أربعة أيام من الشغب.

وبدأت السبت، مراسم تشييع نائل في ضاحية نانتير غرب باريس حيث قضى الثلاثاء، وقالت سيدة تشارك في المراسم لوكالة فرانس برس “لترقد روحه بسلام وتتحقق العدالة. أتيت لمساندة والدته، كان وحيدها”.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=3]

وأكد محامو العائلة أن السبت سيكون “يوم صلاة” لعائلة نائل، طالبين من وسائل الإعلام عدم حضور المراسم “احتراماً لخصوصية العائلات الثكلى”.

واستمرت الاحتجاجات التي هزت مدناً فرنسية منذ الثلاثاء، حيث سقط الفتى البالغ من العمر 17 عاماً، وهو من أصل جزائري-مغربي، برصاص الشرطة في ضاحية نانتير.

ونشرت الحكومة 45 ألف شرطي وعدة عربات مدرعة لمواجهة الاضطرابات، في حين ألقت الاضطرابات بثقلها على قطاع السياحة الذي يشهد إلغاء حجوزات بالإضافة إلى تعرض فنادق ومطاعم لأضرار جراء أعمال الشغب.

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=5]

ووضعت الأحداث الرئيس إيمانويل ماكرون في أكبر أزمة خلال فترة رئاسته منذ احتجاجات السترات الصفراء التي اندلعت في 2018.

وكتبت وزارة الداخلية، في حسابها على موقع “تويتر”، السبت، أن “العنف الذي وقع خلال الليل كان أقل حدة مقارنة بالليلة السابقة”.

وأُضرمت النيران في مبان ومركبات ونُهبت المتاجر في الاضطرابات التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد والتي شملت مدناً مثل مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورج وليل.

اتهامات بالعنصرية

وأذكت وفاة نائل، التي رصدتها إحدى الكاميرات، شكاوى قديمة من أصحاب الدخل المنخفض والأعراق المختلطة والمجتمعات الحضرية بأن الشرطة تمارس العنف والعنصرية.

وشملت اعتقالات ليل الجمعة 80 شخصاً في مدينة مرسيليا الجنوبية، ثاني كبرى المدن الفرنسية.

وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي انفجاراً يهز منطقة الميناء القديم في مرسيليا، وقالت سلطات المدينة إنها تحقق لمعرفة السبب لكنها لا تعتقد أن هناك أي إصابات أو خسائر في الأرواح.

وذكرت الشرطة أن مثيري الشعب في وسط مرسيليا نهبوا متجراً للأسلحة النارية وسرقوا بعض بنادق الصيد لكن دون ذخيرة، وأضافت الشرطة أنها اعتقلت شخصاً بحوزته بندقية ربما نُهبت من المتجر الذي يخضع الآن لحراسة الشرطة.

قوات إضافية

ودعا رئيس بلدية مرسيليا، بينوا بايان، الحكومة، إلى إرسال قوات إضافية على الفور. وقال في تغريدة في ساعة متأخرة الجمعة، إن “مشاهد النهب والعنف غير مقبولة”.

وأصيب ثلاثة من أفراد الشرطة بجروح طفيفة في ساعة مبكرة من صباح السبت. وحلقت طائرة هليكوتبر تابعة للشرطة في سماء المنطقة.

وفي ليون، ثالث كبرى المدن الفرنسية، نشرت قوات الأمن ناقلات جند مدرعة وطائرة هليكوبتر لقمع الاضطرابات.

وطلب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان من السلطات المحلية وقف حركة جميع الحافلات والترام، ووجه رسالة لرجال الإطفاء وعناصر الشرطة قال فيها إنه يستطيع الاعتماد عليهم.   

ورداً على سؤال في برنامج تلفزيوني عما إذا كان بإمكان الحكومة إعلان حالة الطوارئ، قال دارمانان “بكل بساطة، نحن لا نستبعد أي فرضية وسنرى بعد هذه الليلة ما سيختاره رئيس الجمهورية”.

وفي باريس، أخلت الشرطة ساحة الكونكورد الشهيرة في وسط العاصمة باريس من المحتجين ليل الجمعة، بعد أن بدأت فيها مظاهرة دون تخطيط مسبق.

وقال دارمانان إن أكثر من 200 فرد من الشرطة أصيبوا بجروح منذ اندلاع الاضطرابات وجرى اعتقال المئات من مثيري الشغب، مضيفاً أن متوسط أعمارهم 17 عاماً.

دعوة من لاعبي منتخب فرنسا

وأصدر لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم بياناً نادراً دعوا فيه إلى الهدوء. ونشر النجم كيليان مبابي البيان عبر حسابه على إنستجرام وقالوا فيه “يجب أن يتوقف العنف من أجل الحداد والحوار وإعادة الإعمار”.

ونهب لصوص عشرات المتاجر وأضرموا النار في نحو ألفي سيارة منذ اندلاع أعمال الشغب.

وألغيت أحداث منها حفلان موسيقيان في استاد فرنسا بضواحي باريس، وقال منظمو سباق فرنسا للدراجات إنهم على استعداد للتكيف مع أي وضع عندما ينتقل الحدث إلى البلاد، الاثنين، بعد انطلاقه من إسبانيا.

اجتماع أزمة

وغادر ماكرون قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل مبكراً لحضور ثاني اجتماع أزمة تعقده الحكومة في غضون يومين وطلب من شركات وسائل التواصل الاجتماعي إزالة لقطات الشغب “الأكثر حساسية” والكشف عن هويات المستخدمين الذين يؤججون العنف.

وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي اشتعال النيران في مواقع حضرية. وأضرمت النار في ترام بمدينة ليون شرق البلاد كما احترقت 12 حافلة في محطة في أوبيرفيلييه شمال باريس.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم