تأرجحت أسعار القمح بين مكاسب وخسائر في أعقاب عطلة نهاية الأسبوع التي شهدت فيها روسيا أكبر الدول المصدرة له تمرداً مسلحاً مثل أخطر تهديد لحكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مدى ربع قرن تقريباً.
اقترب مقاتلون شاركوا في تمرد قاده يفغيني بريغوزين، زعيم مجموعة “فاغنر”، بغضون ساعات من موسكو، وعُقد اتفاق لإنهاء التمرد، ما دفع بريغوزين لوقف هجومه والموافقة على التوجه إلى منفى.
تذبذبت أسعار العقود المستقبلية للقمح في بورصة شيكاغو التجارية إذ تأثر التجار بالآثار المترتبة على مجريات الأحداث، وهبطت 1% مسجلة 7.3925 دولار للبوشل ثم صعدت 0.5%. ومع ذلك، لاتزال الأسعار مرتفعة 25% تقريباً منذ مطلع الشهر الحالي جراء الطقس الجاف في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد تصاعد حدة القتال بين روسيا وأوكرانيا، الذي ألقى بظلاله على مخاوف بشأن إلغاء اتفاق يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود.
تداعيات عالمية
تركت سلسلة الأحداث المتسارعة في روسيا كلا من الولايات المتحدة وأوروبا تحاولان فهم التداعيات السياسية للتمرد الذي يؤدي إلى تصدعات بحكم بوتين، ونشبت الأزمة في ظل انقسامات حادة في روسيا حول الحرب المتعثرة في أوكرانيا، إذ يحاول هجوم أوكراني مضاد إخراج القوات الروسية من الأراضي المحتلة.
من المنتظر أن تكون روسيا أكبر مصدر للقمح على مستوى العالم خلال موسم الحصاد الحالي والمقبل، وأي تعطيل لشحناتها التصديرية سيكون له أثر ملموس، واستعرضت موسكو قوتها بطريقة متنامية بالسوق العالمية في أعقاب غزوها لأوكرانيا، بما في ذلك خنقها للصادرات الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود.
قال إريك ميرسون، خبير استراتيجي بمصرف “إس إى بي” (SEB) السويدي، في تقرير: “مع استمرار سيطرة بوتين على ما يبدو على الأوضاع فإن المخاطر من الدرجة الأولى على الأسواق العالمية بدأت تخفت كثيراً. رغم ذلك، فإن احتمال عدم تمديد اتفاق الحبوب الأوكرانية ما يزال يشكل خطراً”.
يتوقع المصرف بالوقت الراهن وجود احتمال أقل لتمديد آخر عندما تنتهي مدة اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود منتصف يوليو المقبل. أضاف ميرسون أن “تأثير الأحداث الروسية الأخيرة سلباً على احتمال التمديد من المفترض أن يزيد أسعار الحبوب”.
المصدر: الشرق