شيخوخة الجلد وترهله من أبرز المشاكل التي يعاني منها الإنسان مع تقدم العمر، ولا تنحصر سلبياتها في المظهر فقط وفي التجاعيد التي تبرز أحيانا كثيرة في سن مبكرة، بل تتجاوز ذلك إلى بعض المخاطر الصحية التي لا بد من تجنبها.
فما أسباب شيخوخة الجلد المبكرة؟ وكيف يمكن تفاديها وتجنب آثارها؟
ما الذي تعنيه شيخوخة الجلد؟
تتحدث دراسة نُشرت عام 2022 عن ارتباط الشيخوخة بمجموعة من التغيّرات التي تحدث للجلد مع مرور السنين. وقد استخدم الباحثون تقنيات دقيقة ومتطورة لالتقاط صور جلد مجموعة من 97 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 20 و89 عاما، لمعرفة ما يحدث لجلد الإنسان في مرحلة الشيخوخة.
وقد خلصت الدراسة إلى ارتباط الشيخوخة بمجموعة من العلامات، مثل: زيادة خشونة الجلد مع التقدم في العمر، بالإضافة إلى علامات شهيرة مثل التجاعيد والنمش والترهل.
وتصف المكتبة الوطنية الأميركية للطب ما يحصل للجلد عند الشيخوخة بأنه “ترقق”، حيث تضمر طبقة الجلد الخارجية، ويتناقص عدد الخلايا الصبغية، لهذا تبدو البشرة المتقدمة في السن أرق وأكثر شحوبا وشفافية وجفافا، وتنتج عن ذلك حكة مع ظهور كلف في المناطق المعرضة للشمس، وتصبح الأوعية الدموية في طبقة الأدمة أكثر هشاشة، مما يؤدي إلى ظهور كدمات ونزيف تحت الجلد باللونين الأزرق والأرجواني.
ومن علامات شيخوخة الجلد أيضا تراجع طبقة الدهون، مما يؤثر على قدرة الجسم على ضبط حرارته، لهذا يشعر المسنون بالبرد أو بالحرارة أكثر من غيرهم، وتسهل إصابتهم بضربات الشمس، وقد تنتج عن ذلك أيضا مضاعفات في حالة الإصابة بأمراض من بينها السكري والقلب والكبد والسمنة وتصلب الشرايين والضغط.
عوامل تسرّع شيخوخة الجلد
ثمة أطعمة تسرّع شيخوخة الجلد وأخرى تثبطها، كما أن هناك ممارسات وعادات وعوامل تفاقم مشاكل الجلد، ومنها:
تلوث الهواء: حيث تشير دراسة نشرت عام 2020 إلى أن تلوث الهواء بالأشعة فوق البنفسجية يسرّع شيخوخة الجلد قبل الأوان.
اضطراب النوم: إذ يؤكد موقع كليفلاند كلينك، أن اضطراب النوم يسرّع شيخوخة الخلايا بشكل عام، والجلد بشكل خاص.
الإجهاد والتوتر: في هذه الحالة، يفزر الجسم هرمون الكورتيزول الذي يثبط عمل بعض المواد والإفرازات التي تحافظ على حيوية البشرة ونضارتها، لذلك ينصح الخبراء بعدة أنشطة تخفف التوتر، مثل التأمل وممارسة الرياضة وضبط ساعات النوم ومواعيده.
الضوء الأزرق: أجريت دراسة في يوليو/تموز 2021، أشارت إلى أثر الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات بأنواعها في إتلاف الحمض النووي للجلد.
طرق للوقاية
بحسب الأكاديمية الأميركية لطب الجلد، فإن هناك طرقا للحد من شيخوخة الجلد المبكرة، أهمها تفادي التعرض المفرط لأشعة الشمس، واتخاذ مجموعة من الاحتياطات أهمها:
- اللجوء إلى الظل وارتداء ملابس تقي من التعرض المباشر للشمس، كالقبعة ذات الحواف العريضة، والملابس القطنية ذات الأكمام الطويلة، والنظارات الشمسية، مع استخدام مرهم واق من الشمس على الأجزاء التي لا تغطيها الملابس.
- تجنب الانفعالات الشديدة، فتغير تعبيرات الوجه المتكررة في مناطق بعينها، لسنوات عديدة، تتحول إلى خطوط دائمة، كما يمكن ارتداء نظارة شمسية، من أجل تقليل التجاعيد المحيطة بالعين التي تنتج عن التحديق أو عن ردود فعل العين لتوقي الأشعة.
- اعتماد نظام غذائي صحي متوازن، ينصح بأن يتضمن كميات كبيرة وكافية من الفواكه والخضروات الطازجة، والتقليل من استهلاك السكريات والكربوهيدرات المكررة.
- الالتزام بالتمارين الرياضية، ويفضل أن تكون منظمة وراتبة، فمن شأنها تحسين سير الدورة الدموية، وتعزيز جهاز المناعة، مما يمنح المرء مظهرا أكثر شبابا ونضارة.
- تنظيف البشرة بلطف، وذلك دون فرك ولا كشط حتى لا يتم تهييج البشرة.
- ترطيب البشرة كل يوم، وذلك عبر كل ما من شأنه أن يحبس الماء في البشرة ويمنع جفافها.