نشرة وكالة ناسا الفضائية على موقعها صورة لواحة الفيوم المصرية من الفضاء، والتي وصفتها ناسا قائِلةً: «واحة على شكل قلب»، وأضافت عنها معلومات تاريخيّة.
تعود تسمية الفيوم إلى أصل الكلمة: پيوم، وتعني بِركة المياه، والتي حُورت مع الاستخدام إلى (فيوم)، ولقد دعمت المنطقة الحياة البشريّة لأكثر من 8000 عام، وعرفوا الدفن، والزراعة، والنسيج، وصناعة الأسلحة والمراكب البدائيّة، والفُخّار، وتعدّ هذه المدينة، أقدم مدينة في افريقيا عرفت التجمّع السكاني ذو الأسـس الأولى للحضارة، ومن أقدم مدن العالم.
يقع بالمنطقة أيضاً بحر يوسف، والذي يربط نهر النيل بواحة الفيوم، وقد تشكّل في الأصل كفرع طبيعي للنهر في حوالي عام 2300 قبل الميلاد، كما تمّ توسيعه وتعميقه في سنوات لاحقة للمساعدة في تنظيم الـتدفّق إلى الواحة، حيث كانت مدينة الفيوم نقطة انـطلاق لبعض الأعمال الهنـدسيّة الأكثر طموحاً وعبقريّة هندسيّة في التاريخ القديم.
اعتمد وجود بُحيرة موريس الموجودة بالمنطقة في الأساس على الفيـضانات الموسميّـة من نهر النـيل، وعندما كانت مياه فيضان النيل مُنخفـضة للغاية، اتّخذ الملوك المصريّين أحياناً إجراءات جريئة، إذ هناك عِدّة أدلّة على أنّ سـلسلة من ملوك مصر الذين عاشوا قبل حوالي 4000 عام قد عالجوا مشكلة نقص المياه، فقاموا بتوسيع بحر يوسف لإعادة المياه يدويّاً إلى المنطقة.
كان هذا أحد أقدم المشاريع الهيدرولوجية الوطنيّة الضخمة في العالم.
اهتم ملوك الأسرة الـ12 بمدينة الفيوم وتطويرها؛ وبالتحديد الملك أمنمحات الأول والملك امنمحات الثالث، وحصلوا على لقـب (مـلوك الـهندسة)، من مُتخصّصي العصر الحديث، وكان منـهم أيـضاً سنوسـرت الثالث، الذي قـام بتشـييد أعظم عمل هندسي مائي بالتـاريخ الـقديم، وذلك عندما قام بربط البحر الأحـمر بالبـحر المـتوسّـط عن طـريق نـهر النـيل، وهـي أصل فكرة قناة السويس الحالية.