يتنقل الرجال خلال الصيف بين أقصى حدود الأزياء في وقت قصير: بدلة سهرة في حفل زفاف رسمي في يوم ما، ثم سروال سباحة مع حذاء رياضي في اليوم التالي. لكن الاستعداد لمثل هاتين المناسبتين يبقى أمرًا سهلاً مقارنة بالتحديات التي تظهر عند الاستعداد للمناسبات المفتوحة مثل التجمعات الخارجية لتناول العشاء خلال العطلات والتجمعات في الفناء الخلفي والتنقل في الأجواء الحارة.
تكمن الحيلة في العثور على العناصر التي تمنحك مظهرًا مصقولاً أكثر رقيًا مما توحي به القمصان قصيرة الأكمام والسراويل القصيرة، ولكن من دون أن تسبب لك الإغماء بسبب ضربة شمس.
بعد سنوات من الميل المتزايد إلى المظهر غير الرسمي (أولاً بسبب رواج ارتداء الملابس الرياضية في كل مكان ثم بسبب الجائحة)، أصبح سوق الملابس الرجالية اليوم يزخر بخيارات راقية وأنيقة إلى حد ما لمعالجة هذا المأزق.
ولا نتحدث هنا عن تبني الابتكارات التقنية الجديدة مثل بدلات البوليستر مكيّفة الهواء، بل عن العودة إلى الأشكال والألياف والقصات المميزة للملابس التي كان يرتديها الرجال في الفترات شديدة الحرارة خلال أبرز حقبات التأنق في القرن العشرين.
فكر في قمصان البولو الخفيفة والقمصان ذات النسيج مفتوح الخيوط والسراويل الفضفاضة مثل تلك التي ارتداها فريد أستير في فيلم The Band Wagon، أو التي ظهرت في إعلانات رالف لورين في ثمانينيات القرن الفائت.
والحقيقة هي أن قلة من العلامات تتبع هذا الأسلوب المعاصر في التصميم الصيفي الأنيق مقارنة بعلامة ستوفا Stòffa. تصنع هذه الدار، ومقرها نيويورك، كل شيء من البدلات إلى السراويل القصيرة بألوان حيادية وأقمشة طبيعية، وهي ميزات في غاية الأهمية لهذا النوع من الإطلالات المنعشة.
يقول المصمم أغييش مادان، متحدثًا عن تصميمات العلامة المستوحاة من الثقافات الشرقية والغربية على حد سواء: “قمصان تي – شيرت اختراع حديث العهد، فيما القمصان بالياقة ذات الأزرار في الوسط موجودة في المجتمعات ذات المناخات الاستوائية الحارة منذ قرون عدة”. توفر العلامة لربيع وصيف 2023 تحديثات سهلة على هذا المظهر، مثل السراويل القطنية جيدة التهوية والمنسوجة بنمط يشبه السلة، وقمصان الكتان بألوان مقاومة لنفاذ أشعة الشمس، بما في ذلك اللون القمحي والرمادي الداكن ولون زبد الموج.
وقد حيكت قطع المجموعة بمعظمها من مزيج الحرير والصوف أو الصوف الاستوائي، والذي يصفه مادان بأنه “نسيج لا يحظى بما يكفي من التقدير في فصل الصيف”. فصحيح أن الصوف الخفيف قد يبدو في البداية خيارًا مستبعدًا، إلا أن مادان يقول إنه كان شائعًا في البدلات الصيفية قبل 60 عامًا، إذ كان من الممكن إنتاج أقمشة خفيفة جدًا من هذا النسيج، إلى جانب كونه أكثر مرونة من القطن.
توفر علامة ستوفا والعلامات الأخرى التي تتبع الأسلوب نفسه، مثل P. Johnson وGiuliva Heritage وDoppiaa وDrake’s، وغيرها من دور الأزياء المعروفة عالميًا مثل برونيللو كوتشينيللي ولورو بيانا، الراحة أيضًا من خلال تصاميم فضفاضة مقاومة لنفاذ الحرارة.
وفي ذلك يقول مادان: “لا وجود للملابس الضيقة في المناخات الاستوائية”، والسبب في ذلك بسيط: كلما كانت الملابس فضفاضة أكثر، تنفّست على نحو أفضل. أما غريغ ليلوش، مؤسس No Man Walks Alone، وهي علامة أزياء في مدينة نيويورك تشتهر بطبعاتها المميزة، فيقول: “إذا كان ثمة هواء بين طبقات الملابس التي تكسو جسدك، فإنك لن تشعر بدرجات الحرارة المرتفعة. إنك تحتاج إلى هذه الفواصل الهوائية”.
وبالإضافة إلى تجنب التجربة غير المريحة التي تنشأ عندما تلتقي الملابس ضيقة القصات مع العرق، فإن الملابس الفضفاضة تقلل من شعورك بالاختناق – بالمعنى الحرفي والمجازي – ومن ثم فهي أقل رسمية.
وفيما غالبًا ما تكون القمصان الصيفية بياقة، والسراويل تتميز بثنيات بسيطة، فإن المقاسات الفضفاضة منها ستسمح لها بالانثناء والتحرك بحرية، سواء ارتديتها في شوارع المدينة أو الممرات الخشبية المشمسة في الجزر.
لكي نكون واضحين، فإن الارتقاء بخزانة ملابسك الصيفية لا يعني اتباع قواعد الملبس المرهقة التي كانت سائدة في الماضي، لا سيما تلك النصيحة التي تقول إنه “لا يجدر بالرجال ارتداء السراويل القصيرة”، أو تلك التي تدعو إلى التخلي عن قمصان تي -شيرت. لكن ليلوش يشير إلى أن الملابس المحبوكة مثل التي تنتجها علامة كامو، وهي علامة مزدهرة مقرها في بييلا بإيطاليا تحقق المطلوب أكثر من قميصك الرياضي القطني المطبوع عليه رقم. ومع ذلك، يقول ليلوش إن الأمر في كلتا الحالتين “يتعلق بالبيئة المحيطة”.
إذا كنت تسير في طريق السراويل القصيرة، فتأكد من تطبيق المبادئ نفسها التي تنطبق على السراويل الطويلة، لا سيما في ما يتعلق بالمقاس ونوع القماش، وفكر في القطع العلوية التي ستنسقها معها. وفي هذا يقول ليلوش: “ينبغي أن يكون السروال القصير مدعومًا بالقميص المناسب، بسبب طبيعته غير الرسمية. ومن ثم استبدل صندل الإصبع والأحذية الرياضية بحذاء أكثر فخامة”.
نظرًا لوجود ساعات طويلة جدًا يمكن للمرء أن يقضيها في التنزه على الشاطئ حافي القدمين، فإن الأحذية المناسبة لهذا الحدث الجمالي “غير الرسمي والراقي” هي اللمسة النهائية الضرورية. سواء أكنت تحاول التخلص من عادة انتعال صندل الإصبع أم كنت تحاول منع نفسك من انتعال الأحذية الرياضية المصنوعة من القماش، فإن الخيارات الأنيقة كثيرة، من الخُف الجلدي الذي أثمرت عنه شراكة تود سنايدر وأرماندو كابرال إلى الأحذية المنسوجة يدويًا من شامولا.
وقد أطلقت أيضًا علامة No Man Walks Alone في الصيف الماضي حذاء موكاسان مصنوعًا من ألياف النخل المغربي بالتعاون مع الكرتي، وهو حرفي في مدينة الصويرة الساحلية. إنه حذاء تقليدي منسوج من الجزء العلوي، قام البائع بدعمه بنعل متعدد الطبقات وبطانة جلدية لمزيد من الراحة. وفي هذا يقول ليلوش: “كان الهدف هو استعارة التصميم والمواد وتعديلها لتناسب الحياة اليومية الصيفية في المدينة”.
والحقيقة هي أنه عندما يمعن في وصف هذه الأحذية، تبدو كأنها حل لأي عقبة خلال الصيف، ومناسبة لمختلف التجمعات. يقول ليلوش: “يمكنك حتى انتعالها في حدث رسمي خلال الصيف ولن تبدو في غير مكانها”. الشيء نفسه ينطبق على تنسيقها مع سراويل السباحة. وهل ثمة حذاء آخر يمكن أن ينقذ هذه الإطلالة؟
