قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، ما قال إنها “نسخ طبق الأصل” من وثائق سرية حصل عليها جهاز الموساد من مخزن سري في طهران، وأنه مكون من 55 ألف صفحة من الأدلة و55 ألف ملف مخزنة على 183 أسطوانة تتعلق بمشروع عماد، وأن المشروع يهدف لإنتاج خمس رؤوس نووية، تبلغ قوة كل منها 10 كيلوطن من مادة تي إن تي شديدة الانفجار.
ما هو جهاز الموساد؟
هو جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخارجية، تأسس في ديسمبر/كانون الأول عام 1949، بناء على اقتراح من روؤفين شيلواح الذي كان مقرّبا آنذاك من رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بنغوريون، لإقامة “هيئة مركزية لتنسيق نشاطات أجهزة الأمن والاستخبارات”، وكلمة موساد تعني “هيئة تنسيق” باللغة العبرية.
ويعمل الموساد بسرية بالغة، ويقوم بجمع المعلومات والدراسات الاستخباراتية وتنفيذ العمليات السرية والمهمات الخاصة خارج دولة إسرائيل بتوجيهات من قيادات إسرائيل بحسب موقعهم الرسمي. كما يشمل عمله إحباط النشاطات التي تراها إسرائيل تخريبية ومعادية لها.
و”يعمل على تشخيص التهديدات التي تتعرّض لها الدولة ومواطنوها، ويسعى إلى إحباطها وتعزيز أمن الدولة وسلامتها” بحسب ما كتب حينها مائير داغان رئيس الجهاز الذي توفي عام 2016، في كلمة مكتوبة على موقع الموساد. وهذا الجهاز مستقل تماماً عن “الشاباك”، جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي.
وأضاف أن تولي رئاسة جهاز الموساد هو امتياز كبير بالنسبة للإسرائيليين، و”يُطلب من العاملين فيه أن يمنحوا دولة إسرائيل جميع إمكانياتهم وقدراتهم الشخصية والعلمية وأن يؤدوا رسالتهم بأمانة”.
هاجر إيلي كوهين، وهو يهودي مصري من الإسكندرية، إلى إسرائيل عام 1957، وجُند كجاسوس إسرائيلي في مصر، ثم أُرسل إلى دمشق، بعد أن حفظ القرآن ودرس الإسلام وأتقن اللهجة السورية، ولفق قصة لحياته وشخصيته، فعُرف على أنه سوري مسلم واسمه كامل أمين ثابت، رجع إلى دمشق كرجل أعمال سوري من الأرجنتين للاستقرار في بلده سوريا.
وسرعان ما كوّن علاقات واسعة مع القيادات السياسية والعسكرية السورية. ساعده هذا الأمر في الاطلاع على كمِّ هائل من المعلومات المتعلقة بالشؤون العسكرية وخطط الهجوم السورية التي كان يرسلها إلى الموساد بدقة متناهية أولاً بأول.
علاوة على ذلك، بنى علاقات واسعة مع قيادات الحزب الحاكم في سوريا، وقيل أنه ترشح لرئاسة الحزب أو الجمهورية. إلا أنه كُشف وأُعدم أمام دهشة الجميع في 18 مايو/أيار 1965 في ساحة المرجة في دمشق.
وتناوب على رئاسة الموساد منذ تأسيسه اثنا عشر رئيساً وهم: روؤفين شيلواح زاسلاني 1949-1952، إيسر هاريل 1952- 1963، مائير أميت 1963- 1968 ، هافي زمير 1968- 1974، ييتزاك هوفي 1974 – 1982، نعوم أدموني 1982 – 1989، شاباتي شافيت 1989 – 1996، داني ياتوم 1996 – 1998، افرايم هليفي 1998 – 2002، مائير داغان 2002 – 2011، ،تامير باردو 2001 – 2016، يوسي كوهين الذي تسلم رئاسته في عام 2016 وحتى الوقت الحالي.
أشهر الاغتيالات
هناك قائمة طويلة من الاغتيالات التي تنسب للموساد ، فيما يلي أبرزها:
قام الموساد الذي كان يترأسه وقتها داني ياتوم في 1997 بالتخطيط لعملية اغتيال، فشلت لاحقاً، لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية، باستخدام السم الذي كان من المقرر أن يجعله يتقيأ طوال اليوم ثم يؤدي إلى الوفاة.
لكن العملية فشلت وتم اعتقال المنفذين بعد تدخل الملك الأردني.
ومن أهم الشخصيات التي اغتيلت في تسعينيات القرن الماضي يحيى عياش أحد قادة حركة حماس، فتحي الشقاقي رئيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الذي اغتيل في مالطا، وعماد عقل القائد في كتائب القسام، وعباس الموسوي، أمين عام حزب الله الذي تعرض موكبه لقصف بطائرتي هيلوكوبتر إسرائيليتين وغيرهم من قيادات حماس وفتح.
اغتيال الخبراء
اتهمت طهران إسرائيل باغتيال أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين بين عامي 2010 و 2012 وهم مسعود محمدي، ومجيد شهرياري وداريوش رضائي ومصطفى أحمدي روشن.
لم يعلق وزير الدفاع الاسرائيلي السابق موشيه يعلون، على تلك الاتهامات وقال بأنهم لن يقبلوا ولن يسمحوا لإيران بامتلاك أسلحة نووية وأن إسرائيل ستدافع عن نفسها ضد أي خطر قد تتعرض له.
مطاردة الضابط النازي أدولف آيخمان
طارد فريق من الموساد مكون من أربعة عشر شخصاً الضابط النازي السابق أدولف آيخمان الذي هرب إلى عدة دول ثم استقر في الأرجنتين بهوية جديدة.
قام الفريق بمراقبته إلى أن تمكنوا من تهريبه وترحيله على متن طائرة إسرائيلية كانت تقل ضباطاً إسرائيليين إلى إسرائيل.
وكانت عملية اختطافه وتهريبه من الأرجنتين إلى إسرائيل إحدى أهم وأشهر عمليات الموساد الناجحة. ووصل إلى إسرائيل في 21 مايو/أيار 1960، حينها أعلن رئيس الوزراء أمام الكنيست عن إلقاء القبض على أدولف آيخمان الذي لعب دوراً بارزا في الهولوكوست. وأُعدم بعد ذلك بعام وأحرق جثمانه ورميت في البحر لئلا يسكن جسده أرض إسرائيل.