رايت رايتس

“الصفعة” التي أيقظت إسرائيل.. حرب أكتوبر

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة
أسرى إسرائيليين لدى الجيش المصري في 1973

يرى الضابط الإسرائيلي المتقاعد أفيغدور كهلاني الذي تعدّه إسرائيل أحد أبطالها على الجبهة السورية، أن حرب أكتوبر 1973 شكّلت “صفعة” كانت تحتاج إليها بلاده رغم خسائرها البشرية، وكان انتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967 منح قيادتها وجيشها شعورا بفائض القوة والمِنعة غير القابلة للمسّ.

- مساحة اعلانية-

أصيب المقدّم كهلاني بحروق بالغة في حرب حزيران/يونيو 1967، التي احتلت خلالها اسرائيل أراضي عربية، تشمل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهضبة الجولان.

أمضى عاما في المستشفى للعلاج، ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وكلّ من مصر وسوريا في السادس من تشرين الأول/أكتوبر 1973، كان ابن التاسعة والعشرين عاما قائدا لكتبية الدبابات 77 التي تم نشرها للتو في الجولان

- مساحة اعلانية-

اختارت دمشق والقاهرة بدء الهجوم المشترك من سوريا شمالا ومصر جنوبا، حيث نجح الجيش المصري في تدمير خط برليف شديد التحصين على الساحل الشرقي لقناة السويس، في يوم كانت إسرائيل التي احتلت سيناء في 1967 تحيي عيد الغفران، أحد أقدس الأعياد اليهودية، وهو يوم صوم تشلّ خلاله حركة الدولة.

فجأة أدركنا أنها حرب شاملة

ويقول كهلاني والبالغ 79 عاما، في مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزله في تل أبيب “فجأة أدركنا أنها حرب شاملة”.

- مساحة اعلانية-

ويضيف “خلال 24 ساعة سقطت مرتفعات الجولان بأكملها تقريبًا في أيدي السوريين”، متابعا “كانت نسبة القوات السورية أكبر، فكلّ ثماني أو عشر دبابات تقابلها دبابة إسرائيلية. وكانت دباباتهم أفضل من دباباتنا”.

في مؤشر على صعوبة الأيام الأولى للحرب، يقول كهلاني: “في بعض الأحيان كان يمكن لمن يراقب مجرى الأحداث أن يقول إنه ليست لدينا (الإسرائيليين) أي فرصة… لكننا انتصرنا”.

كان علينا إيقافهم

بحلول التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، بدت القوات الإسرائيلية على وشك الاستسلام مع تقدّم الجيش السوري. لكن في تحوّل لسير ساحة المعركة، تمكّنت كتيبة كهلاني ووحدات من اللواء المدرع السابع من وقف الاندفاع السوري.

بعد معركة شرسة، تراجعت القوات السورية، ويقول كهلاني إنه تولى شخصيا إعطاب 45 دبابة سورية من أصل زهاء 150 جعلتها فرقته خارج الميدان.

يستعيد كهلاني ذكريات الحرب وهو جالس في مكتبه محاطا بشهادات عسكرية ومجسمات صغيرة للدبابات والمدرعات، ويقول: “ثمة لحظة مفصلية بعدما تكون قد أجهدت غالبية عضلات جسمك على مدى أربعة أيام من القتال، بلا طعام تقريبا، بلا نوم، ولم يتبق لك سوى بضع ذخائر في دبابتك، وتقوم بتسخير… كل أفكارك لكي تكون أفضل، وتنتصر”.

كلّ شيء تغيّر

بعد التراجع الأولي، تمكنت إسرائيل من تبديل المعادلة في الميدان بدعم من جسر جوي أميركي، الى حين التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار أقرته الأمم المتحدة في 25 تشرين الأول/أكتوبر.

تكبّد الطرفان خسائر فادحة خلال الأسابيع الثلاثة من القتال، تجاوزت عتبة 2600 شخص لدى إسرائيل، و9500 قتيل ومفقود في الجانب العربي.

ورغم الخسائر البشرية، ومن ضمنها أخ له، يرى كهلاني أن حرب 1973 كانت بمثابة “صفعة قوية للغاية على الوجه أعادتنا إلى صوابنا بعض الشيء”.

ويوضح “لو تم استدعاء جنود الاحتياط قبل يومين، لكان تجنّب الحرب محتملا”، الا أن أعضاء حكومة رئيسة الوزراء في حينه غولدا مئير كانوا “مترددين… حتى عندما توفرت مؤشرات واضحة إلى أن الحرب ستقع، بقوا في حال إنكار”، ويؤكد أن “كل شي تغيّر بعد حرب الغفران… لم تعد ثمة مقدسات”.

“لحظة الحقيقة”

شكّلت إسرائيل لجنة للتحقيق في الجاهزية العسكرية للبلاد ورد فعلها على اندلاع الحرب، كانت نتيجتها استقالة رئيس أركان الجيش دافيد إليغازر ورئيس الاستخبارات العسكرية إيلي زعيرا في العام 1974.

وعلى رغم عدم تحميلها مسؤولية مباشرة من قبل اللجنة، استقالت مئير بدورها من رئاسة الوزراء في العام ذاته.

أما كهلاني، فبقي في الجيش وتدرّج في الهيكلية وصولا الى رتبة عميد، قبل أن يستقيل وينتخب نائبا في 1992 عن حزب العمل الذي تركه لتأسيس حزب وسطي. وأصبح في ما بعد وزيرا للأمن في حكومة بنيامين نتانياهو الأولى (1996-1999).

يرى العسكري السابق أن حرب 1973 كانت الشرارة التي دفعت إسرائيل الى تطوير “أسلحة أكثر حداثة” مثل نظام “القبة الحديدية” للدفاع الصاروخي.

لكنه يعتبر أنها مثّلت أيضا “تحذيرا” للدولة العبرية من “الأخطار الوجودية” المحيطة بها، والتي يرى أنها تتمثّل في المرحلة الراهنة بـ”إيران”، ألد أعداء إسرائيل في المنطقة، ويقول: “ستحين ساعة الحقيقة… لا أوهام لديّ في هذا الشأن”، مضيفا “آمل أن يكون لإسرائيل في حينه، قادة شجعان”، في إشارة الى احتمال خوض مواجهة عسكرية مع الجمهورية الإسلامية.

تم وضع علامة:
شارك هذه المقالة
ترك تقييم