أثارت مصرية تقيم في أستراليا ضجة خلال الأيام الماضية بعدما اكتشفت مفاجأة كبيرة حول أصولها وجذورها، وارتباطها وراثيا وجينيا بمومياوات من عصر الفراعنة وتحديدا العصر الصاوي، والتقت “سكاي نيوز عربية” تريفينا باسيلي، لتروي كيف اكتشفت بأن أصولها متطابقة بنسبة 100 بالمئة مع المصريين القدماء.
قالت تريفينا لـ”سكاي نيوز عربية”:
• ولدت في مدينة طنطا وحصلت على شهادة “ليسانس” في الحقوق وكنت أعمل محامية في مصر، وحاليا أعيش في أستراليا وعندما وصلت لأستراليا كان لدي رغبة في القيام بتحليل يبين تاريخي العائلي.
• التحليل يحتاج لمختص، ولذلك قمت بإرسال النتائج للباحث في علم الوراثة والأنساب محمد عبد الهادي، والذي يقوم بجمع قاعدة بيانات عن المصريين وأصولهم بعدما شجعني علي ذلك
• نتيجة الفحص كانت مفاجئة بالنسبة لي، ولم أتصور أن الأمر يأخذ هذه الأبعاد.
• أنتمي للشعب المصري وDNA ا لخاص بي قريب بنسبة عالية جدا من إحدى الممياوات، وهي أعلى نسبة وجدت في كل التحاليل الخاصة بالمصريين في هذا المجال.
• الأمر شكل فارقا بالنسبة لي، فكنا نسمع أن المصريين ينتمون لأصول هجينة، وأن التركيبة السكانية بها جنسيات وأصول مختلفة، وهو ما اتضح أنها فكرة مغلوطة فالشعب المصري متجانس إلى حد كبير.
• النتيجة غيرت طريقة تفكيري وحتى نظرتي لأجدادي وأولادي، فالبعض كان يعتقد أن المصريين أصحاب البشرة البيضاء والعيون الملونة من أصول من خارج مصر، لكن لا يبدو الأمر صحيحا، وما يبدو هو أن المصريين لديهم صفات مشتركة طاغية على معظم الشعب.
وفي حديث أجرته ” العربية نت”، كشف محمد عبدالهادي، الباحث الذي أجرى الفحص الوراثي بالحاسبات لتريفينا، بعض الدراسات التي تناولت الفحص الجيني للمصريين، ومدى ارتباطها بالجينوم الوراثي المصري القديم.
قال عبدالهادي: “الدراسات المختلفة أثبتت وجود استمرارية بين المصريين الحاليين والقدماء، وتحليل تريفينا كان قريبا من المومياوات، ومن نفس الحوض الوراثي، كما أن عدة مراكز علمية أثبتت وجود تطابق كثير بين المصريين المسلمين والمسيحيين ورجوع الاثنين لنفس الأجداد”.
وتابع عبدالهادي، إن دراسات جينية أجريت على فحص المصريين الحاليين، ومن خلال عينات من مختلف الأقاليم، وأظهرت النتائج تشابها كبيرا مع المومياوات المصرية، وعليه فالتركيبة الجينية المصرية ثابتة، ولم تتغير على مر آلاف السنين.
وأضاف أنه تم تتابع التطور في فحص الهياكل القديمة والطفرة الجينية في تحديد السلالات لتحديد الارتباط الجيني بين المصريين الحاليين والقدماء، وكانت النتائج قريبة.
ووفقا للعربية نت ” ذكر عبدالهادي، أن أكبر دراسة وأكثرها شمولاً تمت بأيادٍ مصرية، حيث تضمنت مشاركة جهات طبية متخصصة و”جامعة القاهرة” و”مركز البحث العلمي” في العام 2020، وأظهرت نتائج حاسمة من تشابه المسلمين والمسيحيين جينياً في عموم مصر، وبالتالي فالطرفان يرجعان إلى نفس الأجداد القدامى.
ووفقا ” لـ”العربية نت” التي أطلعت على هذه الدراسة العلمية ، فإن الهدف هو دراسة الارتباط بين ترددات الأليل allele (الأليل هو شكل مختلف من الجينات)، لتسعة مواضع وراثية قصيرة والتكرار الترادفي ( (STRs) D3S1358، VWA، FGA، THO1، TPOX، CSF1PO، D5S818، D13S317، و D7S820) للمجموعتين، وهما بمعنى العرقيتين المصريتين الرئيسيتين، المسلمون والمسيحيون، من أجل اختبار فرضية وجود سلف مشترك لعموم الشعب المصري. وتم في الدراسة تمثيل كل مجموعة بعينة من 100 فرد أصحاء غير مرتبطين.
أضافت الدراسة أنه تم التحقق من الارتباط الجيني للمجموعتين العرقيتين باستخدام إحصائيات ترددات الأليلات، والطب الشرعي ومخططات تجانس السكان، وتم استخدام الأساليب الرسومية للتحقق من الانسجام بين المجموعتين، وأظهرت النتائج النهائية أن المصريين المسلمين والأقباط نشأوا وراثيًا من نفس الأصل.
وذكرت ” العربية نت”، أن الدراسة استخدمت تقنية أخرى شائعة وفعالة تستخدم في توصيف علم الوراثة السكانية، وهي مواقع الصفات وأنظمة تحليل الحامض النووي ودراسة العلامات الجسدية لدراسة الاختلافات الجينية.
كما تم مقارنة تواترات الأليلات لتسعة مواقع جسمية للمسلمين والأقباط المصريين لتقييم الارتباط الجيني والتقارب بين المجموعتين، وبناءً على الدراسة أظهرت النتائج تجانسا وراثيا كبيرا بين المجموعتين العرقيتين، وهو ما يعني ارتباط المجموعتين لنفس الأجداد.
وتابع الباحث المصري حديثه مع “العربية.نت” وقال، إن هناك تصريحات سابقة للدكتور هاني سيد حافظ، أستاذ البيولوجيا والتشريح بـ”جامعة السويس” عن الجينات المصرية، كشف فيها أن ألوان بشرة المصريين القدامى هي نفس ألوان المصريين الحاليين، بحسب الدراسات، كما كشف أن التشابه بين أبعاد جماجم وهياكل المصريين القدامى مع الحاليين يعتبر شبه تام.
وأضاف عبدالهادي، إن كل هذه المعلومات تؤكد أن الثبات السكاني المصري معروف وثابت، وأن المصريين الحاليين هم أحفاد لأجدادهم المصريين القدماء، مؤكدا أن دراسة أخرى أجريت في العام 2017، ذكرت التشابه الكبير بين المصريين حاليا وبين سلالات المصريين القدامى.
وفي ختام حديثه “للعربية نت” قال عبدالهادي، أن النقاء العرقي يعتبر خرافة، لكن الاستمرارية الكبيرة بين المصريين وأجدادهم القدماء باتت محسوسة ومحسومة، وعلى مستويات عديدة.