أعلن البيت الأبيض تعزيز “الوضع العسكري الأميركي في الخليج”، الجمعة، وذلك بعد رصد “تهديدات إيرانية متكررة للشحن التجاري”.
وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، في إفادة صحافية، إن “الولايات المتحدة رصدت تهديدات إيرانية متكررة للشحن التجاري في الخليج، ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ستبدأ في تعزيز تمركزها الدفاعي في المنطقة”.
وأردف: “فيما يتعلق بالشرق الأوسط، تدين الولايات المتحدة بشدة الأعمال التي تهدد وتتدخل في الشحن التجاري في الشرق الأوسط. لقد رأينا تهديدات إيرانية متكررة وهجمات ضد شركات الشحن التجارية التي تمارس حقوقها وحريتها الملاحية في الممرات المائية الاستراتيجية في المنطقة”.
وشدد كيربي على أن الولايات المتحدة “ملتزمة” بدعم “التحالف الأمني الإقليمي داخل منطقة الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي”، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع “ستقوم الجمعة بسلسلة من التحركات لتعزيز موقفنا الدفاعي في الخليج العربي، ستقدم القيادة المركزية الأميركية تفاصيل إضافية عن تلك التعزيزات في الأيام المقبلة”.
ولفت كيربي إلى أنه “في السنوات الماضية، ضايقت إيران وتدخلت في الحقوق الملاحية لـ15 سفينة تجارية ترفع علماً دولياً، من دون مبرر لهذه الإجراءات، لن تسمح الولايات المتحدة للقوى الأجنبية أو الإقليمية بتعريض حرية الملاحة في الممرات المائية في الشرق الأوسط للخطر، بما في ذلك مضيقي هرمز وباب المندب”.
تعزيز الدوريات بمضيق هرمز
وقال الأسطول الخامس الأميركي، الجمعة، إن الولايات المتحدة تعمل مع الحلفاء والشركاء الإقليميين لزيادة تناوب السفن والطائرات المكلفة بدوريات داخل وحول مضيق هرمز، بعد احتجاز إيران “غير القانوني” لسفن تجارية في الآونة الأخيرة.
وأضاف في بيان، أن “تعزيز وجود القوة يدعم الجهود المتعددة الجنسيات لردع التهديدات للسفن التجارية وتأمين الملاحة الإقليمية”.
وقال براد كوبر قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية في البيان: “مضايقة واحتجاز إيران غير المبرر وغير المسؤول وغير القانوني للسفن التجارية يجب أن يتوقف”. وأكد أن “الأسطول الأميركي الخامس وشركاءنا ملتزمون بحماية حرية الملاحة في هذه المياه الحيوية”.
وحسب البيان، قامت إيران بمضايقة أو مهاجمة أو التدخل في حقوق الملاحة لـ15 سفينة تجارية ترفع علماً دولياً على مدى العامين الماضيين. وأشار إلى أن “هذا النمط من السلوك المزعزع للاستقرار يتعارض مع القانون الدولي ويقوض الأمن الإقليمي”.
احتجاز سفن تجارية
وفي نهاية أبريل الماضي، قال الأسطول الخامس الأميركي إن البحرية الإيرانية احتجزت ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال أثناء عبورها في المياه الدولية في خليج عمان، فيما قالت البحرية الإيرانية إن “ناقلة مجهولة” اصطدمت بزورق إيراني ما أدى لفقدان 2 وإصابة آخرين، واحتجاز الناقلة.
وأشار موقع “لويد ليست” لمراقبة الملاحة، إلى أن الناقلة تابعة لشركة شيفرون الأميركية، ومملوكة للصين، وتحمل 750 ألف برميل من خام إحدى الدول الخليجية.
وشدد الأسطول الخامس على أن “أفعال إيران، تخالف القانون الدولي، وتعرقل الأمن والاستقرار بالإقليم”. وأشار إلى أن “تحرش إيران بالناقلات وتدخلاتها في الحقوق الملاحية في المياه الإقليمية يشكلان تهديداً للأمن البحري والاقتصاد العالمي”.
غواصة نووية
وكانت البحرية الأميركية، أرسلت في أبريل الماضي، الغواصة “USS Florida” التي تعمل بالطاقة النووية، إلى الشرق الأوسط لـ”دعم الأمن في المنطقة”، على أن تنضم الغواصة إلى الأسطول الأميركي الخامس المتمركز في البحرين.
وأضاف أنها “قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ كروز من طراز توماهوك وأُرسلت إلى الأسطول الأميركي الخامس للمساعدة على نشر الأمن والاستقرار البحريين في المنطقة”.
وقالت وكالة “بلومبرغ”، إن الخطوة تأتي وسط تصاعد للتوترات مع إيران، مشيرة إلى الضربات التي شنتها الولايات المتحدة ضد مسلحين مدعومين من إيران في سوريا الشهر الماضي، عقب وفاة متعاقد أميركي في هجوم بمسيرة إيرانية على قاعدة تابعة للقوات الأميركية في سوريا.
ومددت الولايات المتحدة مطلع أبريل، مهمة حاملة الطائرات “جورج إتش دبليو بوش”، ومجموعة السفن المرافقة لها، لتوفير خيارات لصانعي السياسات بعد الهجمات الدموية التي شنتها قوات مدعومة من إيران في سوريا، نهاية مارس.
المصدر: الشرق