تتزايد إصابات الحصبة في المملكة المتحدة، فيما طلب من الأهل أن يتأكدوا بشكل عاجل مما إذا كان أولادهم قد تلقوا تطعيماتهم اللازمة ضد الفيروس.
يأتي ذلك في وقت نشرت فيه “وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة” (UKHSA) بيانات جديدة تكشف عن ارتفاع في إصابات الحصبة في إنجلترا، مع تسجيل 49 حالة بين 1 يناير (كانون الثاني) و20 أبريل (نيسان)، مقارنة مع 54 حالة لعام 2022 برمته.
وسجل 40 في المئة من الحالات في صفوف الأطفال دون الخامسة من العمر، و27 في المئة لدى الفئة العمرية بين 15 و34 عاماً.
وقد شهدت لندن معظم الحالات (67 في المئة)، على رغم تصاعدها في مناطق أخرى، علماً أن بعض الحالات كانت نتيجة السفر إلى خارج البلاد.
وتوجد في إنجلترا حالياً 49 إصابة حصبة مؤكدة مخبرياً، 33 منها في العاصمة. ويقاسي الجنوب الغربي ثاني أكبر عدد من الحالات، بست إصابات، يليه الشمال الشرقي، بواقع ثلاث إصابات.
وسجل شرق إنجلترا وشرق ميدلاندز حالتين، والشمال الغربي حالة واحدة، في وقت غابت فيه الإصابات عن ويست ميدلاندز ويوركشير وهامبر.
تذكيراً، انخفضت معدلات التطعيم ضد الحصبة في السنوات الأخيرة، مع تطعيم ما نسبته 89 في المئة من الأطفال في عمر السنتين في إنجلترا الجرعة الأولى من “لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية” (اختصاراً “أم أم آر” MMR). ويبلغ معدل أخذ جرعتين من اللقاح في سن الخامسة 85 في المئة فقط.
وتعد هذه النسبة أقل كثيراً من النسبة المستهدفة البالغة 95 في المئة التي حددتها منظمة الصحة العالمية (WHO) واللازمة للقضاء على المرض.
بدورها، حذرت “وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة” من أن الحصبة شديدة العدوى وتؤدي إلى مشكلات صحية خطرة من بينها الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا، وفي بعض الأحيان تتسبب في إعاقة طويلة الأمد أو الوفاة.
وقالت إنه من السهل جداً التقاط الحصبة في البيئات، حيث الناس على اتصال وثيق في ما بينهم، مثل الاختلاط المتزايد في المهرجانات الصيفية، في حين تشهد بعض وجهات العطلات أيضاً معدلات أعلى من الإصابة.
ودعت الدكتورة فانيسا صليبا، استشارية في علم الأوبئة لدى “وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة” جميع الأهل وأولياء الأمور إلى التأكد من أن أطفالهم قد أخذوا الجرعتين اللازمتين من “لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية”.
“لم يفت الأوان بعد لأخذ الجرعات المطلوبة، وفي مقدورك الحصول على (لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) مجاناً لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية مهما كان عمرك”، قالت الدكتورة صليبا.
وأوضحت الدكتورة صليبا أن “اللقاحات أفضل خط دفاع لنا ضد أمراض مثل الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية وتساعد في وقف تفشي المرض في المجتمع”.
وأضافت “تنتشر الحصبة بسهولة شديدة، وتقود إلى مضاعفات تتطلب البقاء في المستشفى، وفي حالات نادرة تتسبب في إعاقة مدى الحياة أو الوفاة، لذلك تبعث فينا الحالات التي بدأت في الظهور هذا العام قلقاً كبيراً”.
وأشارت “خلال جائحة (كوفيد-19)، شهدنا تراجعاً في الإقبال على اللقاحات الروتينية الخاصة بالأطفال، من بينها (لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية)، ما يجعلنا عرضة لتفشي المرض، لا سيما عندما يسافر السكان إلى الخارج لقضاء العطلات الصيفية في أماكن ينتشر فيها داء الحصبة”.