ربما يكون الصَّفح صعباً، وحتى إذا قررتي الصَّفح عن شخص ما، فقد يستمر عقلك في تذكيرك بإساءة هذا الشخص بحقك وسيحتاج إلى وقت لمعالجة الأمر.
لذا تحلي بالصبر عند السعي للصَّفح.
ضعي في حسبانك أن الصَّفح يعود بالنفع عليكِ في النهاية، إذ يحررك من تأثير الأشخاص المسيئين ويخلصك من الألم.
في المرة المقبلة التي تتعرّضين فيها لبعض الأفعال المسيئة من جانب شخص ما، جربي الأساليب التالية لممارسة الصَّفح.
تذكري موقفاً سابقاً تمنيت فيه أن يسامحك أحدهم
لتحسين قدرتك على الصَّفح، ربما يكون من المفيد أن تتذكري موقفاً أسأت فيه بحق أحدهم، وفكري فيما إذا كانت نيتك وقتها إلحاق الأذى بهذا الشخص، وإذا ما كنتِ ستتصرفين بطريقة مختلفة إذا ما وعيت أن تصرفاتك قد تكون مسيئة، هل هذا السلوك الخاطئ وحده يكفي لاعتبارك شخصاً سيئاً؟ هل ترغبين في أن يسامحك الآخرون؟
قد تندمي على تصرفاتك المسيئة بحق أحدهم، لكنك تجدي صعوبة في الاعتذار لأنك تشعرين بالخجل أو الإحراج من طلب المسامحة.
عندما تتبدل الأدوار، فكري في النية وراء هذا التصرف المسيء في حقك.
ربما يكون الشخص الذي أساء في حقك قد فعل ذلك من دون قصد، ومن الوارد أنه لا يتحلى بالشجاعة اللازمة لطلب المسامحة.
ضعي السياق في الحسبان
فكري في سياق الموقف عندما تحاولين الصَّفح عن الآخرين، فكل شخص يرى العالم من منظوره الخاص.
ولهذا السبب، حتى التصرفات حسنة النية قد تسيء للآخرين، إن التأني لتقييم الموقف قد يساعدك على فهم ما إذا كان الشخص الآخر يعيش حالة من التوتر أو الارتباك وقت الإساءة إليكِ، أو ما إذا صب غضبه عليكِ لظروف يمر بها رغم أنه لا يقصد استهدافك.
أو ربما أنك تعرضت للإساءة لأن الشخص الآخر، لعدم قدرته على قراءة أفكارك، لم يتمكن من رؤية الأمور من منظورك الشخصي وفي ضوء الظروف الحالية.
رغم أن توسيع منظورك لرؤية السياق العام للموقف، قد لا يقلل من حجم الإساءة، فإنه قد يساعد على زيادة تفهمك وشعورك بالسلام الداخلي عندما تسلك طريق الصَّفح.
انظري للأحداث المسيئة من زاوية أخرى
غالباً ما نستقي الدروس والعِبر عندما نمر بظروف صعبة، وأحياناً، يمكننا تخفيف وطأة الألم وجعل الصفح أسهل عندما ننظر إلى الحدث المسيء على أنه فرصة للتعلم.
جرِّبي سرد الطرق التي يمكنك من خلالها الاستفادة من الحدث المسيء، ربما أتاح لكِ الموقف رؤية حدث معين من منظور جديد أو رسَّخ معتقداتك الحالية، أو منحك فرصة لممارسة الصبر.
فربط المعاني الإيجابية بأحداث الإساءة يمكنه أن يحوّل مسارها على المدى البعيد، ويجعلك أكثر استعداداً للصَّفح.
وتذكري أن الصَّفح قد يكون شبه مستحيل إذا تعرضت للإساءة بشكل متعمد ومتكرر، فلا تجبري نفسك على الصفح.
كوني رؤوفةَ بنفسك وقبل أن تفكري في الصَّفح، احصلي على كل أشكال الدعم التي تحتاجينها لإعادة رفع معنوياتك وتقديرك لذاتك أولاً.