كتب المحرر السياسي في بي بي سي البريطانية قائلا، وصل دومينيك راب لمقابلتي في دائرته الانتخابية في ساري، بعد أن غادرته مظاهر منصبه كنائب لرئيس الوزراء البريطاني.
فلا سيارة وزارية، ولا مساعدون، ولا لقب فخم يتوج عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين الحاكم.
كان يخالجه القليل من الشعور بالندم، على الرغم من أنه قال إنه يعتذر لأي إنسان وصفه بأن لديه “شعور بالأذى غير موضوعي”.
كلمات لافتة للنظر، وتلفت الانتباه إلى جوهر هذه القضية برمتها.
كيف يؤثر سلوك إنسان ما على مشاعر إنسان آخر؟
إنه يؤثر في نظرة صاحب الشأن وعقله وقلبه.
ولنتذكر أن الشكاوى ضد راب تتعلق بأحداث وقعت عندما شغل ثلاث وزارات، ووصفت سلوكه بأنه غير مقبول، وهو ما كفي كي يدل الشاكون بأقوالهم في التحقيق، الذي استقال نائب راب بعد إعلان نتائجه.
إن التقرير معقد ومحدد ودقيق.
موظفو الخدمة المدنية “النشطاء”
في حديثنا، سعى راب لتبرير أسلوبه وسلوكه، بل وجادل بأن تجربته كانت دراسة حالة مهمة فيما عدها إخفاقات في العلاقة بين الحكومة، وواجب الخدمة المدنية غير المتحيز، وكبار السياسيين.
إن إطلاق راب وصف “نشطاء” على بعض موظفي الخدمة المدنية في هذا السياق، لهو أمر مثير للاستفزاز، ويرى بعض موظفي الخدمة المدنية أنها مؤامرة ملفقة لصرف الانتباه عن الانتقادات التي يواجهها.
وستثير قصته أيضًا حوارًا وطنيًا أوسع، حول السلوك المناسب في العمل في عام 2023.
من الأمور التي كانت مثيرة للاهتمام في مقابلتي مع رئيس الوزراء المستقبل هو رفضه مرارًا وتكرارًا الإفصاح عن قراره بشأن خوض الانتخابات المقبلة.
الديموقراطيون الليبراليون يرغبون بشدة في انتزاع المقعد منه.
إنها دائر انتخابية وصفها لي أحد الخبراء الاستراتيجيين في أحد الأحزاب بالـ “الهالة الصفراء” من بين أماكن أخرى حول لندن، يرى الحزب الديمقراطي الليبرالي أنها مكسب محتمل في الانتخابات العامة المقبلة.
وقد ظهر زعيم الحزب السير إد ديفي في الدائرة لدفع مساعي الحزب لتحقيق هذا الهدف.
بالعودة إلى وستمنستر، من الغريب أن ريشي سوناك رئيس الوزراء في اليوم الذي فقد فيه حليفه ونائبه القديم، لم يسع لإجراء مقابلة معنا.
هل كان سوناك يسعى لإقالته؟
هل يتفق مع تحليل راب لما حدث؟
قيل لي إن جدول رئيس الوزراء مزدحم، لاسيما انشغاله في الاجتماعات المتعلقة بالقتال في السودان.
تجنب الأسئلة الآن لا يعني تلاشيها.
إن اليوم الذي يفقد فيه رئيس الوزراء نائبه لاشك في أنه يوم سيء في داونينغ ستريت، مقر رئاسة الوزراء، لكن سوناك اكتسب حصانة، إلى حد ما، من التمرد الذي شهده حزب المحافظين في الخريف الماضي.
لم يتفاجأ الكثير من المحافظين بعد كل هذا بخروج راب من الحكومة، فلقد توقعوا ذلك منذ أشهر، إلا أن الكثيرين يتعاطفون مع وجهة نظره.
لكن، بالرجوع خطوة إلى الوراء، لا يقوى رئيس الوزراء على تحمل أيام كثيرة كهذا اليوم.
المصدر: BBC