رايت رايتس

إجازة العيد.. التوازن بين الزيارات الأسرية والترفيه مهم

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة
تعبيرية

إجازة العيد جميلة إذا وظفت بعناية، بحيث توازن بين زيارة الأهل والأقارب من جهة والترفيه عن أفراد العائلة الصغيرة من جهة أخرى، ومن الذكاء الموازنة بين الأمرين لتفادي ما قد يشوش على متعة المناسبة.

- مساحة اعلانية-

ولتكتمل فرحة أفراد الأسرة بالعيد لا بد من مشاركة الجميع في تنظيم أيام الإجازة وإرضاء رغباتهم وتنمية شخصياتهم.

يقول المستشار في قضايا الأسرة مفيد سرحان إن إجازة العيد فرصة لكي يخرج الجميع من روتين الحياة اليومية وبرنامج العمل الذي تعودوا عليه خلال أيام السنة، وهي فرصة للترفيه عن النفس، لأن الرتابة تولد الملل وتقلل الإنتاجية وتُفقد الإنسان المتعة والدافعية، فالإنسان يبحث عن الفرح ليحقق السعادة، فيحرص على توفير الأسباب التي تؤدي إلى فرحه وسعادته، بل وسعادة الآخرين، خصوصا الزوجة وأفراد الأسرة والأرحام والأقارب.

- مساحة اعلانية-

لذا، ينبغي استثمار أيام العيد باللقاءات والزيارات، لما لذلك من آثار اجتماعية كبيرة على العلاقات الأسرية من حيث الألفة والمحبة والانسجام وتوثيق الروابط العائلية.

وحتى تتمكن الأسرة من استثمار أيام العيد بأفضل طريقة لا بد أن يسبق ذلك تخطيط قبل بدء الإجازة وفق المستشار سرحان، وأن يشارك في ذلك جميع أفراد الأسرة حتى يشعر الجميع بالمسؤولية.

ويضيف أن المشاركة في اتخاذ القرار عملية تربوية تعوّد الأبناء على أهمية التخطيط في سائر مجالات الحياة.

- مساحة اعلانية-

ومن شأن مشاركة أفراد الأسرة في التخطيط للإجازة -حسب سرحان- أن يقلل الخلافات التي تحدث بينهم على برنامج الزيارات وأولوياته، على أن تراعي الخطة صلة الأرحام وتحديد فترات لجلوس الأسرة واجتماعها معا أو الخروج في نزهة، كما ينبغي الأخذ بالحسبان التزاور بين الأبناء وأصدقائهم أو الخروج مع بعضهم البعض.

تخطيط يراعي الواجبات وحق الترفيه

ويقول المستشار سرحان للجزيرة نت إنه حتى لا يُفهم أن خروج بعض الأسر في نزهات أو رحلات خارجية هو تهرّب من القيام بالواجبات العائلية لا بد من التواصل عبر وسائل التواصل المتاحة الأخرى، وأن تتم الزيارات بعد الإجازة ما أمكن، خصوصا أننا في مجتمعاتنا العربية اعتدنا التزاور خلال أيام العيد.

ويرى أن وضع برنامج لاستفادة الأسرة من عطلة العيد وإن كانت قصيرة يمكن أن يساعد أفرادها على تجديد نشاطهم وحيويتهم، وحتى الزيارات الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة هي نوع من التغيير وكسر الروتين.

ولأن الترفيه يتطلب أحيانا تكاليف كبيرة فعلى الجميع البحث عن وسائل ترفيهية ضمن الإمكانيات المادية المتاحة، فمجرد خروج أفراد العائلة من المنزل إلى حديقة عامة أو متنزه هو نوع من أنواع كسر الروتين والترفيه، وفق سرحان.

ويتابع “يمكن من خلال هذه اللقاءات إعداد الطعام -وإن كان بسيطا- خارج المنزل بحيث يشارك في ذلك جميع أفراد الأسرة، مما يضفي بهجة على اللقاء، كما يمكن أن يجلسوا معا في حديقة المنزل وأن يمارسوا بعض الألعاب المسلية والنشاطات المشتركة، وهي وسيلة مناسبة وقليلة التكاليف”.

ويختم قائلا إن الأصل أن يراعي الجميع الإمكانيات المادية في إنفاقهم وألا يكلفوا أنفسهم فوق طاقتهم، لأن في ذلك ظلما للنفس، ومن شأنه أن يسبب مشكلات كثيرة وأن يمنع الاستقرار والشعور بالراحة والسعادة.

الأسر ومشكلة التخطيط للعطل

بدوره، يقول المستشار التربوي الدكتور عايش نوايسة إن بعض الأسر العربية “تواجه عادة مشكلة في التخطيط لتمضية العطل والاستمتاع بها، ولا سيما عطلة العيد بسبب الظروف الاقتصادية، وغالبا ما تمضي الأسر العطلة في المنازل، وتحاول تمضية الوقت في أماكن قريبة وأقل تكلفة، مثل الحدائق أو أماكن التنزه العامة”.

كما أن التخطيط للإجازة يصطدم عادة مع طبيعة العلاقات الاجتماعية بين أغلبية الأسر العربية، والتي تفرض ضرورة التزاور بين الأقارب والأصول، علما بأن هناك أسرا كثيرة عليها التنقل من مكان إلى آخر أو من محافظة إلى أخرى، لتأدية الواجبات المتعلقة بسلوكيات اجتماعية مرتبطة بالعيد، وفق المستشار نوايسة.

ويجد بعض أرباب الأسر أنفسهم أمام تحدٍ يتمثل في كيفية التوفيق بين متطلبات الحياة الاجتماعية وعمليات التواصل الاجتماعي وبين حاجة الأبناء إلى الترفيه والاستمتاع بالعطلة وتمضية وقت خارج الروتين اليومي وبعيدا من ظروف الامتحانات والدراسة.

وتلجأ أغلبية الأسر إلى إعطاء الأولوية للمشاركات الاجتماعية على حساب الأبناء “وهذا خطأ من شأنه أن يُحدث فجوة بين الأبناء وأسرهم” وفق تعبير نوايسة، مضيفا “لذا على الأسر إحداث توازن بين العلاقات الاجتماعية وحاجات الأبناء في الترفيه، ولا ضير في إشراك الأبناء في التزاور الاجتماعي ومشاركة الآخرين فرحتهم بالعيد”.

ويتابع “على الأسر العمل على تحديد وقت لتمضية العطلة مع الأبناء من خلال جدول الزيارات أثناء العيد وإشراكهم في وضعه، وفي التخطيط لكيفية التعامل مع الواجبات الدراسية والاختبارات أثناء فترة العطل والأعياد، مع تشجيعهم على التوفيق بين الدراسة والاختبارات من جهة وبين الترفيه والتنزه من جهة أخرى، بحيث لا يطغى جانب على آخر وبعيدا عن الضغوط النفسية والاجتماعية”.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم