أعلنت الصين أنها “مستعدة للقتال في أي وقت” بعد اختتام مناورات حربية غير مسبوقة استمرت ثلاثة أيام في المياه المحيطة بتايوان رداً على زيارة الرئيسة التايوانية إلى الولايات المتحدة.
على رغم أنه من غير المرجح حدوث غزو واسع النطاق، يشير خبراء إلى أن تايبيه ستكون قادرة في أفضل الأحوال على ردع القوة العسكرية الصينية، إلى أن يرد حلفاؤها.
وبدأ الجيش الصيني “دورية الاستعداد القتالي” حول الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي السبت بعد اجتماع الرئيسة تساي إينغ وين مع رئيس مجلس النواب كيفن ماكارثي في كاليفورنيا.
وقامت بكين بمحاكاة هجوم كامل على الجزيرة من قصف صاروخي إلى محاصرة الجزيرة من طريق منع الحركة البحرية والجوية. وليست المناورات الحربية بمثابة ترهيب فحسب، بل أيضاً فرصة للقوات الصينية لمحاصرة الجزيرة إذا وقع هجوم فعلي.
وكانت بكين ردت بطريقة مماثلة على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايبيه عام 2022.
وتزايدت المضايقات العسكرية منذ ذلك الحين مع إطلاق الصين أعداداً قياسية من الطائرات في المجال الجوي التايواني.
وتزعم الحكومة الشيوعية أن تايبيه ملزمة إعادة التوحد مع البر الرئيس بالقوة إذا لزم الأمر، وليس لها الحق في إقامة علاقات خارجية.
واستنكرت اليابان والولايات المتحدة وهما من أقوى حلفاء تايوان المناورات.
وتمتلك الصين أكبر قوات مسلحة في العالم على صعيد الأفراد العسكريين العاملين، مع أكثر من مليوني جندي نشط و510 آلاف في الاحتياط.
ولدى تايوان، بالمقارنة، 169 ألف فرد عسكري نشط، يدعمهم حالياً نحو 1.66 مليون “محارب مدني”، وفق بيانات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وزاد كل من البر الرئيس والجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي في شكل كبير ميزانيته الدفاعية هذا العام وسط تصاعد التوترات بين البلدان الآسيوية.
فقد أعلنت الصين في مارس (آذار) إنفاقاً دفاعياً بقيمة 225 مليار دولار، بزيادة 7.2 في المئة وبأسرع معدل زيادة منذ عام 2019. وحذر رئيس الوزراء آنذاك لي كي كيانغ من أن “المحاولات الخارجية لقمع الصين واحتوائها تتصاعد”.
وقال في معرض تقديمه لتقرير العمل الحكومي السنوي: “يجب على القوات المسلحة تكثيف التدريب العسكري والتأهب في المجالات كلها”.
كذلك عززت الإدارة التايوانية ميزانية الدفاع هذا العام إلى 19 مليار دولار، بزيادة تقارب 15 في المئة عن العام الماضي، وخُصصت الأموال لتعزيز أنظمة القتال الجوية والبحرية لمواجهة التوغلات الصينية.
وخلال التدريبات القتالية الأخيرة، ركزت الصين على “منع الوصول وعزل المناطق”، وفق قول مسؤول حكومي تايواني لـ”الفايننشال تايمز”، في إشارة إلى استراتيجية لمنع القوات الأميركية من دخول المجال الجوي والمياه القريبة من الصين والعمل فيها.
“أجريت هجمات محاكاة كثيرة على الأهداف الجوية والبحرية، ركزت على إبقاء القوات التي ستصل من خارج سلسلة الجزر خارجها”.
تمتلك الصين أسطولاً ضخماً من 86 سفينة حربية و59 غواصة، بينما تشغل تايوان 26 سفينة حربية وأربع غواصات فقط.
وعلى صعيد القوة الجوية أيضاً، تتفوق الصين على تايوان بأكثر من ألفين و921 طائرة حربية، بما في ذلك مقاتلات من طراز “جاي-20”. ويذكَر أن تايبيه تمتلك 744 طائرة في ترسانتها.
وتملك تايوان 650 دبابة للدفاع ضد أربعة آلاف و800 دبابة صينية. ولجهة المدفعية الذاتية الدفع، يتكون أسطول الصين من تسعة آلاف و550 قطعة مقارنة بألفين و93 تملكها تايوان.
وفي الوقت نفسه، قالت تايوان إنها بدأت تدريبات سنوية واسعة النطاق الخميس بالاشتراك مع خدمات الكوارث ووزارة الدفاع لديها. والعام الماضي، جددت الحكومة تدريبات التأهب للكوارث لتشمل مزيداً من السيناريوهات الحربية.
وأفادت الإدارة الأميركية هذا العام بأن هذا الاتجاه سيستمر بالاستعداد للحرب الذي سيشكل 70 في المئة من محتويات التدريبات.
المصدر: إندبندنت عربية