في عام 1997، اشترى المصوّر الألماني الدنماركي، إيكهارد أحمد كراوزن، كتابًا يتمحور حول العمارة الإٍسلاميّة.
وتزيّن الكتاب بمجموعة من المشاهد التي التُقطت في تركيا، وإيران، والهند، وبلدان عربيّة، وأفريقيّة، ولكن لم تكن هناك أي أمثلة من أوروبا.
وأثناء الجلوس أمام إحدى مساجد لندن، قرّر كراوزن تغيير ذلك من خلال العمل على كتابٍ بنفسه.
“غالبًا ما يتم تجاهلها”
وأراد كراوزن من خلال كتابه، “Mosques: Islamic Architecture in Europe”، إبراز العمارة وتنوّع مساجد أوروبا لكونها جوانب “غالبًا ما يتم تجاهلها”، بحسب ما قاله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، مضيفًا: أنّ “مهمة الكتاب هي بناء جسر بين المسلمين فيما بينهم، وبين المسلمين وغير المسلمين”.
ووفقًا لما ذكره المصوّر، “تواجدت المساجد في الأراضي الأوروبيّة منذ قرون بفضل الموريّين في إسبانيا، والعثمانيين في البلقان، والتتار في منطقة البلطيق، مع تشييد إضافات جديدة مع وصول المهاجرين واللاجئين من البلدان الإسلاميّة”.
ومن خلال صوره، يعرض المصور الألماني الذي يقيم في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن حاليًا المساجد القديمة والجديدة في مختلف البلدان الأوروبيّة، وكيفيّة انسجامها أو تناقضها مع العمارة المحليّة.
وعلى مرّ أعوام، تمكّن كراوزن من توثيق أكثر من 150 مسجدًا.
“ثقة جديدة”
ورأى كراوزن أنّ بناء المساجد في أوروبا الغربية يُجسّد تمتّع المجتمع المسلم في أوروبا بـ”ثقة جديدة بالنفس” بعد عقودٍ من العيش في الخفاء.
وأوضح كراوزن: “إذا كانت العديد من المساجد في الماضي تعكس أصل المهاجرين في الماضي، يعمل عدد من المهندسين المعماريين اليوم في تطوير تصاميم تعكس العمارة المحليّة”.
ويُعد المركز الإسلامي في بلدة بينزبرغ الألمانيّة من المباني الإسلاميّة المفضّلة له في أوروبا.
وصُمم المبنى على يد المعماري البوسني، ألين جاسيرفيتش، وكان هدفه تصميم هيكلٍ مكمّل للمنطقة المحيطة به.
واحتضنت المنطقة مناجم خام الحديد، ما ألهم جاسيرفيتش لبناء المسجد بالفولاذ المثقوب.
وتعرض إحدى صور الكتاب مسجدًا في مدينة ماربيا الإسبانية، يتضمن مصلى يتمتّع بتفاصيل مستوحاة من العمارة الرّومانيّة، والقوطيّة، والأندلسيّة.
وزيّنت أعمال المصور الألماني العديد من المعارض في الأعوام الـ15 الماضية، مع عرضها في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية في الإمارات العربية المتحدة في عام 2010.