حين يسمع كثيرون بصحة الفم، يسري الاعتقاد لديهم بأن تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون يحقق وقاية مثالية، في حين أن الأمر ليس كذلك، لأن بكتيريات كثيرة تدخل إلى الجسم من خلال هذا المنفذ، وربما تؤدي إلى اضطرابات مؤلمة.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن فم الإنسان يعد نقطة ملائمة جدا لدخول وتكاثر البكتيريا التي قد تؤدي إلى عدد من الأمراض.
ويعد الفم وسطا ملائما للبكتيريا لأنه مظلم وغير معرض للضوء، كما أنه دافئٌ أيضا، ومبلل باللعاب، إضافة إلى استقباله الطعام ووجود عناصر مغذية تضمن استمرار الكائنات المجهرية.
وحين تتراكم البكتيريا حول الأسنان، فإن لثة الإنسان تتعرض للمرض، وعندئذ، يمتد التأثير إلى باقي الجسم، بحسب الباحث كيمبرلي براي، الأستاذ الباحث في جامعة “ميسوري كانساس سيتي” الأميركية.
وكشفت بحوث طبية حديثة أن أمراض اللثة ترتبط بقائمة طويلة من الأمراض مثل السكري ومرض القلب وعدوى التنفس والخرف.
ويشرح الباحث الأميركي أن هناك نقصا كبيرا في الدراسات الطبية التي تجري حول طريقة تأثير البكتيريا الموجودة في الفم على الصحة بشكل عام.
في الولايات المتحدة، مثلا، يقول 47 في المئة من البالغين الذين تجاوزوا ثلاثين عاما إن لديهم اضطرابا من اضطرابات اللثة.
وفي المرحلة المبكرة من مرض اللثة، ربما تتعرض لانتفاخ واحمرار وربما تصبح رطبة أكثر، وتنزف بشكل متكرر.
وإذا أصيبت اللثة بالالتهاب، ولم تخضع للعلاج، فإن البكتيريا ومكوناتها السامة قد تنتقل من سطح اللثة والأسنان وتذهب إلى دورة الدم، وعندئذ تنتشر صوب باقي الأعضاء، وفق الباحثة في علم الأوبئة بجامعة نيويورك، أناندا داسانياكي.
وفي وقت سابق، كانت باحثون قد نبهوا إلى أن اضطراب اللثة يزيد عرضة الإصابة بمرض السكري، وحاولوا أن يفهموا كيفية حصول ذلك.
ووجد الباحثون أن مرض اللثة يحدث التهابا في الجسم، على نحو يضر بقدرة الجسم على الاستجابة لهرمون الأنسولين.