أثار تصريح رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي، حول البرنامج النووي الإيراني، قلق مسؤولي الدفاع والاستخبارات الإسرائيليين.
ونقل موقع “أكسيوس”، عن 4 مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن مسؤولي الدفاع والاستخبارات احتجوا على بيان الجنرال ميلي خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأسبوع الماضي حول البرنامج النووي الإيراني، وطلبوا توضيحات من إدارة الرئيس جو بايدن.
كلمة “ميداني” تثير القلق
وقال ميلي في شهادته خلال الجلسة، إن الولايات المتحدة “تظل ملتزمة من حيث السياسة بأن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا ميدانيا”.
وأوضحت المصادر أن مسؤولين كبارا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية والموساد الذين يتعاملون مع القضية الإيرانية انزعجوا من تصريحات ميلي.
وكشفت أن كلمة “ميداني” خلقت انطباعا لدى المسؤولين الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة غيرت سياستها تجاه إيران وستتسامح مع امتلاك طهران لبرنامج أسلحة نووية.
وأعرب المسؤولون الإسرائيليون عن قلقهم من تقييم ميلي للوقت الذي ستحتاجه إيران لإنتاج سلاح نووي.
وأفادوا بأن تحديد ميلي المدة بـ”عدة أشهر” لم يكن أقصر بكثير من تقدير مجتمع المخابرات الإسرائيلي فحسب، بل كان أيضا تقديرا أمريكيا لم تتم مشاركته مع إسرائيل.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن إنتاج سلاح نووي سيستغرق من إيران ما بين عام إلى عامين.
ضربة استباقية على إيران
وفي وقت سابق، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرسي هاليفي، “استعداد إسرائيل، لشن هجوم استباقي على إيران، حتى دون مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية”.
وأضاف هاليفي في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، “نحن مستعدون للعمل ضد إيران، والجيش الإسرائيلي لديه القدرة على الضرب في كل من البلدان البعيدة والقريبة من الوطن”.
وأكد أن “الجيش الإسرائيلي سيعزز بشكل كبير قدراته من أجل ضربة استباقية على إيران، في السنوات المقبلة”، متابعا: “على الرغم من بعد المسافة، فإن مثل هذه الضربة ستكون ساحقة”.
وختم هاليفي بالقول: “نحن نعرف كيف نتصرف بمفردنا. نحن دولة ذات سيادة تحتفظ بالحق في اتخاذ قراراتها. سيكون من الجيد أن تكون الولايات المتحدة إلى جانبنا، لكن هذا ليس التزاماً”.
وأكد الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن “إيران تسعى من خلال وكلائها لتأجيج الوضع الميداني، وأنه يعمل لدرء المخاطر”.
وقال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون حاليفا، في حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط الاستخبارات، إن “إيران، على اختلاف أذرعها المتعددة، تحاول تأجيج الميدان وإشعاله”.
وأضاف: “يجب أن يعرف أعداؤنا، البعيدين والقريبين، أننا متيقظون، مصممون وأقوياء”، متابعا: “هيئة الاستخبارات العسكرية تتتبع مؤامراتهم ويقظة لها، ونحن نعمل دون كلل في هذه الأيام لا سيما في الليالي لإحباط المخاطر”.
مقتل ضابطين من الحرس الثوري
وأعلن الحرس الثوري الإيراني، الجمعة الماضية، مقتل الضابط ميلاد حيدري، أحد مستشاريه العسكريين في هجوم عسكري إسرائيلي على سوريا، متعهدا بالرد عليه.
وذكرت وكالة أنباء “مهر”، أن المستشار العسكري ويدعى مقداد مهقاني كان قد أصيب بجروح خلال الهجوم الإسرائيلي فجر الجمعة، وتوفي متأثرا بجراحه”.
وشن الطيران الإسرائيلي، ليل السبت/الأحد الماضي، هجوما جويا من اتجاه شمال شرق بيروت مستهدفا بعض النقاط في مدينة حمص وريفها، حسبما أفاد مصدر عسكري لوكالة “سبوتنيك”، مشيرا إلى تصدي وسائط الدفاع السوري لصواريخ العدوان الإسرائيلي وإسقاط عدد منها.
وكشف المصدر العسكري أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى “إصابة خمسة عسكريين سوريين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.
والهجوم الإسرائيلي هو الثالث خلال 48 ساعة، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية ريف دمشق، أول أمس الجمعة، ما أسفر عن بعض الخسائر المادية.
ويوم الخميس الماضي، استهدف الطيران الإسرائيلي بعض النقاط في محيط مدينة دمشق بعدد من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، ما أدى إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.
واعتبرت الخارجية السورية في بيان سابق، أن العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا هو محاولة للهروب من الأوضاع المتردية في إسرائيل، مطالبة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها.
المصدر: سبوتنيك