رايت رايتس

أعراض انقطاع الطمث… التكنولوجيا ستساعدك في التعامل معها

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 8 دقيقة قراءة
8 دقيقة قراءة
صورة تعبيرية

بحلول عام 2025 سيكون هناك أكثر من مليار امرأة يعانين من أعراض انقطاع الطمث في العالم، وهو ما يمثل 12% من إجمالي سكان الأرض، وفق ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) في تقرير لها.

- مساحة اعلانية-

وانقطاع الطمث هو عملية بيولوجية طبيعية تحدث لدى النساء في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، وتترافق مع أعراض جسدية مزعجة مثل: الهبات الساخنة، والتعرق الليلي، والقشعريرة، والأرق، وتغيرات حادة في المزاج، وزيادة الوزن، وتباطؤ التمثيل الغذائي، وضعف الشعر وجفاف الجلد، وتهدل الصدر، وغيرها.

كما تواجه النساء أيضا عبئا عاطفيا هائلا خلال هذه المرحلة، إذ تشعرت نصف النساء اللواتي في سن اليأس بالدول المتقدمة أنه لا يمكنهن مناقشة ما يعانين من آلام في العمل بسبب “وصمة العار” المرتبطة بالحالة، أما في الدول النامية فالأمر أصعب بكثير.

- مساحة اعلانية-

ويترافق انقطاع الطمث أيضًا مع حالات مرضية أخرى حيث يرتبط تذبذب مستويات هرمون الإستروجين أثناء انقطاع الطمث بزيادة خطر إصابة المرأة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وضعف العضلات وترقق العظام وهشاشتها، والتدهور المعرفي العام والخرف، كما تزيد الهبات الساخنة المستمرة من خطر إصابة النساء باضطرابات القلب والأوعية الدموية.

ويؤدي كل هذا إلى انخفاض كبير في نوعية حياة المرأة، وزيادة استخدام الموارد الطبية، وفقدان الإنتاجية بشكل عام.

وتقدر الأبحاث أن النساء في سن اليأس كان لديهن استخدام أعلى بنسبة 121% لموارد الرعاية الصحية، ونحو 60% زيادة في فقدان الإنتاجية بالعمل مقارنة بالنساء اللائي ليس لديهن هذه الأعراض، وهذا يعادل أكثر من 2100 دولار لكل امرأة سنويًا في التكاليف الإضافية على نظام الرعاية الصحية والاقتصاد بشكل عام، في حين تقدر الخسائر الكلية الناتجة عن سن اليأس بأكثر من 810 مليارات دولار على مستوى العالم، حسب ما ذكرت منصة “فوربس” (Forbes) في تقرير لها مؤخرا.

- مساحة اعلانية-

فما أفضل الطرق للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث؟ وهل تستطيع التكنولوجيا أن تساعد في حل هذه المشكلة وكيف؟

حكاية ديبي ديكنسون وسوارها

كان ذلك عام 2019 عندما شهدت ديبي ديكنسون أول هبة ساخنة في جسدها، تقول: “كنت في المنزل وشعرت بحيرة شديدة.. لم أكن أعرف ما الذي يحدث في جسدي، لكنني أدركت أن هناك شيئًا مهمًّا يحدث”. كان هذا الشيء هو سن اليأس، وفق ما ذكرت منصة “بي بي سي” (BBC) في تقرير حديث لها.

تحدثت ديبي (55 عاما) التي تعيش في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية إلى قريباتها الأكبر سنا للحصول على المشورة بشأن أفضل الطرق للتعامل مع الأعراض التي تحدث قبل وبعد توقف الدورة الشهرية للمرأة.

في هذه الأثناء، بدأت ديبي في تجربة الكثير من الطرق لتبريد جسدها أثناء الهبات الساخنة، بما في ذلك فتح “الفريزر” والوقوف أمامه مباشرة.

ورغم حصول ديبي على إرشادات مفيدة من قريباتها، فإنها شعرت بأنها غير مستعدة لهذه المرحلة من حياتها، وتقول: “هناك القليل جدا من الفهم والتعليم حول سن اليأس. يعود الكثير من هذا “الجهل” إلى “وصمة العار” والتفرقة العمرية التي تعاني منها النساء، مع أنه في الواقع أمر طبيعي للغاية”.

بعد أن تعرضت لهبة ساخنة حادة في سيارتها في وقت لاحق من نفس العام، خطرت لديبي فكرة جهاز محمول يمكن أن يحافظ على برودة النساء.

وبصفتها مديرة تنفيذية سابقة في شركة “جونسون آند جونسون” المهتمة بالرعاية الصحية، كان لدى ديبي الكثير من المعارف، ونتيجة لذلك تمكنت من جمع 1.5 مليون دولار للاستثمار في هذا القطاع، وعملت مع فريق من المهندسين والعلماء والأطباء لإنتاج “سوار معصم” وتطبيق متصل يسمى “ثيرماباند” (Thermaband).

يتم تشغيل السوار بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي خاص يراقب درجة حرارة الجسم، وعندما يكتشف تدفقًا ساخنًا يوفر إحساسًا بالبرودة. كما يمكنه أيضًا توفير الحرارة، إذا لزم الأمر.

ويراقب سوار المعصم أيضًا ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، ويعرض جميع المعلومات التي يقرؤها على التطبيق، ومن المقرر طرح السوار مع التطبيق للجمهور في وقت لاحق من هذا العام، كما تؤكد ديبي.

نساء “الجيل إكس” يتمتعن بالمهارات التقنية اللازمة

الآن هناك المزيد من الوعي والنقاش حول انقطاع الطمث أكثر من أي وقت مضى. وأدت التغطية الإعلامية والاجتماعية المتزايدة لهذه المشكلة إلى دخول عدد متزايد من شركات التكنولوجيا إلى هذا القطاع، تقودها النساء في الغالب.

منتجات جديدة توفر المساعدة والدعم للنساء اللواتي يعانين من انقطاع الطمث ومشاكل سن اليأس.

وتستخدم مونيكا سكوت (46 عامًا)، مديرة العمليات في شركة عقارات، تطبيق الصحة الرقمي في المملكة المتحدة “بيبي” (Peppy)، الذي يتضمن دعما للنساء اللائي يعانين من انقطاع الطمث، كما يمكّن التطبيق المستخدمين من إجراء مشاورات شخصية عبر الفيديو أو الدردشة مع خبير في سن اليأس، والاشتراك في الدورات المتخصصة بسن اليأس، والوصول إلى مقاطع فيديو تعليمية عند الطلب.

وتؤكد مونيكا أن التطبيق ساعدها في فهم ما يحدث لها ولجسدها من تغييرات بيولوجية وسيكولوجية، حسب ما ذكرت “بي بي سي” في تقريرها.

وليست مونيكا وحدها من يلجأ للتطبيقات والحلول التقنية. في الحقيقة فإن معظم النساء من “الجيل X”، اللائي وصلن الآن إلى أواخر الأربعينيات من العمر ويقتربن من سن اليأس، يتمتعن بالمهارات التكنولوجية والمعرفة الرقمية، ويشعرن بالراحة مع هواتفهن الذكية، وهو الأمر الذي ينسجم مع مفهوم “رقمنة الصحة”.

وتستهدفهن شركات “التكنولوجيا النسوية” (Femtech) بشكل متواصل، ومع ذلك فإن أكثر نشاط هذه الشركات يركز على تطبيقات الدورة الشهرية، وتقنيات تنظيم الحمل والعناية بالأطفال، لكن هناك عددا قليلا من الشركات المهتمة بقضايا صحة المرأة في منتصف العمر، ولا يزال هذا المجال يعاني من نقص شديد في التمويل، حسب ما ذكرت منصة “فوربس” في تقريرها.

بعض الشركات الناشئة تقدم المعلومات الضرورية حول التغييرات اللازمة في أسلوب حياة النساء في سن اليأس (شترستوك)

مع ذلك فقد اكتشفت بعض الشركات الناشئة في مجال الصحة الرقمية هذه الفرصة، وقدمت تقنيات صحية رقمية مثل تطبيقات الأجهزة المحمولة لتوجيه وإرشاد النساء للتعامل مع سن اليأس من خلال تقديم نصائح لإجراء تغييرات في نمط وأسلوب الحياة، وكذلك تقديم استشارات الرعاية الصحية عن بُعد عبر الإنترنت.

ومن هذه الشركات الناشئة شركة “جينيفا” (Genneve) التي تقدم تقييما عبر الإنترنت لانقطاع الطمث وأطلقت عيادة خاصة للرعاية الصحية عبر الإنترنت حيث يمكن للنساء أخذ مواعيد الرعاية الصحية عن بُعد عبر الدردشة المرئية مع ممارسي الرعاية الصحية في منطقتهن.

وتقدم شركة ناشئة أخرى اسمها “روري” (Rory) استشارات متخصصة في سن اليأس عبر الإنترنت، كما أنهم يقدمون وصفات أدوية للهبّات الساخنة وجفاف المهبل وقلة النوم وفقدان الشعر، ويتم إيصال الدواء إلى عنوان المرأة بسرعة وسرية تامة.

“ليزا هيلث” (Lisa Health) هي شركة ناشئة أخرى تعمل على دعم النساء اللواتي يقتربن من سن اليأس وتزويدهن بمعلومات دقيقة من خلال قيام المستخدمين بإجراء تقييم عبر الإنترنت لحالتهم الصحية والمزاجية الحالية.

وتهدف الشركة إلى التخصص في تقديم المعلومات الضرورية والمتخصصة حول التغييرات الواجب اتخاذها في نمط وأسلوب حياة النساء في سن اليأس.

ورغم كل هذه الجهود فما يزال عدد الشركات المهتمة بهذه المشكلة قليلا جدا، ويبدو أن وصمة العار والصمت المرتبطين بانقطاع الطمث يمنعان مطوري التكنولوجيا والمستثمرين من رؤية الإمكانات الهائلة التي يحملها هذا السوق في الوقت الذي يجب أن تصبح الحلول الرقمية لإدارة انقطاع الطمث أكثر انتشارًا وتهدف إلى إنهاء الصمت المخجل المتعلق بهذا التحول البيولوجي المهم في حياة كل النساء على وجه الأرض.

شارك هذه المقالة
ترك تقييم