رايت رايتس

هل نفذ الهجوم على “نورد ستريم” فريق كوماندوز أوكراني؟

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 7 دقيقة قراءة
7 دقيقة قراءة
انفجار خط غاز نورد ستريم

مرت خمسة أشهر على عملية تخريب خطوط أنابيب غاز “نورد ستريم” بين روسيا وألمانيا، فما هي آخر المعلومات عن التحقيقات الجارية للكشف عن الجناة استنادا على معلومات استخباراتية من مصادر عدة؟

- مساحة اعلانية-

يوم الاثنين (26 أيلول/ سبتمبر 2022) كان الطقس هادئا فوق بحر البلطيق والبحر مستقر، وبعد الساعة الثانية صباحا بقليل، سجل جهاز قياس الزلازل في جزيرة بورنهولم الدنماركية هزة أرضية.

وقعت الهزة على بعد حوالي اثني عشر ميلاً بحرياً جنوب شرق الجزيرة، وفي نفس المساء، حوالي الساعة 7 مساء، تحرك الجهاز مرة أخرى، هذه المرة كانت الهزة شمال شرق بورنهولم، وسرعان ما اتضح أن السبب في كلتا الحالتين لم يكن زلزالا بل انفجارا.

- مساحة اعلانية-

ماذا حدث حينها؟

تسبب التفجير الأول في حدوث تسرب في الخط A من أنابيب الغاز “نورد ستريم 2″، وقد تضرر هذا أيضا في مكان آخر منه، إذ دمرت عدة انفجارات أنبوبا في خط الأنابيب الآخر “نورد ستريم 1” بطول حوالي 250 مترا.

في كلا الموقعين، ارتفعت فقاعات الغاز إلى سطح مياه البحر داخل دائرة نصف قطرها حوالي كيلومتر واحد، وانتشرت صور العمل التخريبي في جميع أنحاء العالم، لكن الخلفية لا تزال غير واضحة حتى اليوم.

- مساحة اعلانية-

في ألمانيا تولى المدعي العام التحقيق، فهو يتولى قضايا حين يشتبه فيها بحدوث جريمة تتعلق بأمن الدولة موجهة ضد جمهورية ألمانيا الاتحادية. ويوم الثلاثاء الماضي نشر تقرير مشترك على القناة الأولى الألمانية “ARD” وقناة “SWR” وصحيفة “Die Zeit” الأسبوعية نتائج من تحقيق المدعي.

كيف تبدو مسارات الأحداث؟

يُعتقد أن الفريق الذي قام بعملية تدمير خطي الأنابيب مكون من خمسة رجال وامرأة، استأجروا يختا في روستوك شمال ألمانيا في السادس من أيلول/ سبتمبر، قبل أسبوعين ونصف من الانفجار.

هناك جرى تحميل اليخت بمواد متفجرة جرى إحضارها بشاحنة مع معدات خاصة أخرى، وفي كانون الثاني/ يناير 2023، قام المدعي الفيدرالي بتفتيش اليخت وبحسب التقرير الصحفي، عثر المحققون على بقايا صغيرة من المتفجرات في مقصورة اليخت، ويعتقد أن الذين قاموا بالعملية اتجهوا عبر موانئ بحر البلطيق الصغيرة في ويك وكريستيانسو ثم لاحقا إلى منطقة التفجير.

في منطقة الهجوم نفسها، تمتد الأنابيب على عمق مائي يبلغ حوالي 80 مترا فوق قاع البحر، ومن الوارد جدا أن تكون العبوات الناسفة قد زودت بمفجر زمني، ولم تقتصر قوة التفجيرات على تدمير ثلاثة من الأنابيب الأربعة فحسب، بل أدت أيضا إلى إحداث حفرة بعمق عدة أمتار في قاع البحر.

الغواصون المدربون تدريباً مهنياً عاليا فقط، يمكنهم العمل في مثل هذه الأعماق الكبيرة، ويعتقد أن اثنين على الأقل من المخربين الستة كانا غواصين متخصصين، وفقا لآخر معلومات.

ويرجح أن اثنين من أفراد الطاقم كانت مهمتهم توفير الأمن والمراقبة، فيما كانت واحدة منهم طبيبة.

ووفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، لا يوجد دليل على أن هؤلاء الغواصين في خدمة أي جيش أو وكالة مخابرات، لكن في الوقت نفسه، من الممكن أن يكونوا قد خضعوا “لتدريب خاص من قبل جهة حكومية” في الماضي، حسبما كتبت الصحيفة، نقلا عن سلطات أمريكية رسمية.

ما علاقة ذلك باحتمال تورط أوكرانيا؟

بحسب آخر المعلومات، استخدم فريق التخريب جوازات سفر مزورة بشكل احترافي لاستئجار اليخت، ولا تزال جنسيتهم الفعلية غير واضحة حتى يومنا هذا.

وفي وقت مبكر من خريف عام 2022 ، قدمت مخابرات غربية معلومات تفيد بأن الجناة كانوا من فريق “كوماندو” أوكراني.

غير أن هذه المعلومات تبقى من ضمن معلومات أخرى، إلا أن هناك ما يشير إلى احتمال تورط مجموعة مؤيدة لأوكرانيا في العملية، إذ يقال إن اليخت تم استئجاره من خلال شركة بولندية يملكها اثنان من الأوكرانيين، ومن هناك في بولندا تمت الاتصالات مع أوكرانيين آخرين.

أما ردود الفعل الرسمية الأولية على النتائج فقد جاءت حتى الآن حذرة، وبحسب بيان رسمي، ليس لدى الولايات المتحدة ما يشير إلى تورط الرئيس الأوكراني زيلينسكي أو هيئة أركانه العامة.

كما نفى ميخايلو بودولاك، كبير مستشاري زيلينسكي عبر تويتر، على الفور أي تدخل للسلطات الأوكرانية.

ما هي التكهنات؟

في واقع الأمر، لدى أوكرانيا أو العديد من حلفائها دافع مفهوم لتنفيذ مثل هذه العملية، إذ بقيت الحكومة في كييف، وكذلك في دول غربية مثل بولندا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، تنتقد بشدة خط الأنابيب لسنوات، لأن ذلك يساعد روسيا على بيع غازها بسهولة في الأسواق الأوروبية.

واتهمت موسكو بعد وقت قصير من العمل التخريبي حكومة لندن بالمسؤولية عن الهجوم، لكن من دون تقديم أي دليل.

على العكس من ذلك اشتبهت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، بعد الهجوم مباشرة، في أن روسيا هي التي نفذت العمل التخريبي، إذ أن موسكو لديها القدرات على تنفيذ مثل هذه العمليات، وقد تم تحميلها بالفعل مسؤولية أعمال مخابراتية تخريبية عدة مرات في أوروبا.

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، أثار مرة أخرى إمكانية ما يسمى بـ “العلم الكاذب”، والذي على أساسه يتعمد الروس وضع خيوط كاذبة من أجل تحميل أوكرانيا مسؤولية التخريب.

ورغم كل ذلك ليس لدى الحكومة الأمريكية حتى الآن أي دليل على تورط روسيا

هل الولايات المتحدة نفسها وراء الهجوم؟

أثار الصحفي الاستقصائي الأمريكي المعروف سيمور هيرش، ضجة كبيرة بروايته التي تفيد بأن غواصين في البحرية الأمريكية نفذوا التفجيرات بناء على تعليمات من الرئيس الأمريكي بايدن.

ومع ذلك، يشير هيرش فقط إلى مصدر واحد مجهول، وهناك العديد من التناقضات في روايته للأحداث، وعلى الفور نفت الحكومة الأمريكية الرواية.

بل إن مسؤولين في الحكومة الأمريكية، قيموا نتائج التحقيق السابق، يرون على العكس من ذلك، أن المخربين كانوا على الأرجح مواطنين أوكرانيين أو روس، أو مزيج من الاثنين معا.

ووفق تقرير نيويورك تايمز، لم يشترك أي بريطاني أو أمريكي في العملية، وحتى الآن تمكن المحققون من تحديد تفاصيل شخصية كاذبة وبعض الأوصاف الشخصية لاثنين من المتهمين بالعملية في الوقت الذي ما تزال فيه التحقيقات جارية.

المصدر: DW

شارك هذه المقالة
ترك تقييم