يحتفل الشعب اليهودي بعيد المساخر”بوريم”، ما بين غروب الشمس مساء، 11 آذار مارس وغروب الشمس يوم الأحد 12 آذار مارس في معظم دولة إسرائيل، باستثناء القدس وبعض المدن الأخرى حيث يحتفل بعيد المساخر من غروب الشمس يوم 12 آذار مارس وحتى غروب الشمس يوم 13 آذار مارس.
وأمسى عيد المساخر، ذكرى خلاص اليهود وإفشال مؤامرة هامان بإبادتهم، رمزًا لانتصار الشعب اليهودي على حكم طغيان لاسامي. ولذلك يتسم عيد المساخر بالمرح.
ويُمثل هذا العيد مناسبة شكر وعرفان للرب الذي أنقذ اليهود الذين كانوا يسكنون بلاد الفُرس من مذبحة خطط لتنفيذها الوزير هامان، نائب الملك أحشفاروش، ملك الإمبراطورية الفارسية.
وبحسب سفر إستير سُمي العيد على إسم “البور”، أي القرعة التي قذفها هامان ليُحدد اليوم الذي سيتم فيه ذبح اليهود.
لكن في ذلك اليوم حصلت المُعجزة وتمكن اليهود، بفضل حيلة الملكة إستر، زوجة الملك اليهودية، وشجاعة مردخاي ابن عم أستير، من قتل عدوهم هامان وإنقاذ يهود فارس من المذبحة المُحدقة. واحتفالًا بهذا الانتصار يُخصص اليهود يومًا كاملًا للفرح والبهجة وإقامة صلوات الشكر للرب.
طقوس الإحتفال
بعد غروب الشمس تقام صلوات احتفالية في الكنس، حيث تتم كذلك تلاوة سفر إستير بصوت مرتفع.
ومن تقاليد اليهودية، وخاصة ضمن الأطفال، أن يأتوا إلى الكنيس وهم يرتدون الأزياء التنكرية، وخلال تلاوة سفر إستير، كلما يرد ذكر اسم هامان، يقوم المصلون بإثارة الضوضاء، بأعلى صوت، على قدر المستطاع، بهدف محو اسمه، كما وعد الرب بمحو ذكر الشعب العماليقي، الذي كان هامان من ذريته.
وتستعمل محدثات صوت خاصة بعيد المساخر (قرقعيات) لهذه الغاية، وتتم تلاوة سفر إستير مرة أخرى في نطاق صلاة الفجر في اليوم التالي. وتتضمن الصلوات وصلاة المائدة في عيد المساخر صلاة خاصة بمناسبة العيد.
وفي عيد المساخر، يفرض سفر إستير (22:9) على اليهود إرسال أنصبة (هدايا) من كل واحد إلى صاحبه، وعطايا خاصة للفقراء، وإقامة مأدبة احتفالية بعد ظهر العيد.
ولهذه الغاية، يتسم هذا اليوم كذاك، بجمع التبرعات للأغراض الخيرية، وبزيارة الجيران والأصدقاء لإعطائهم سلالاً من أنواع الطعام، أهمها معجنات صغيرة مثلثة الشكل محشوة بالخشخاش (أو بحشوات أخرى) ومعروفة باسم “آذان هامان”.
وفي المأدبة الاحتفالية هناك من يتبعون التقليد بأن يصبحوا سكارى إلى حد لا يتمكنون من التفرقة بين “بارك الرب موردخاي” (ومردخاي هو عم إستير وبطل سفر إستير) و”لعن الرب هامان”.
الصوم
في اليوم الذي يصادف قبل عيد البوريم بيوم واحد يحل يوم صوم يعرف بصوم إستير، على ذكرى الصوم التي قد صامته إستير ومعها جميع أبناء الشعب اليهودي.
ويمتد الصوم من الفجر، قبل شروق الشمس، حتى غروب الشمس. وتتلى صلوات خاصة وتتم قراءة نصوص من التوراة في نطاق الصلاة التي تقام في الكنيس.
وفي القدس، يحتفل بعيد البوريم بعد الاحتفال به في بقية العالم، بيوم واحد، وتؤجل جميع عادات عيد الپوريم بيوم واحد.
حيث يعطى يوم إضافي لليهود الذين سكنوا في شوشان (وتسمى سوسا في أيامنا، وكانت إحدى عواصم الإمبراطورية الفارسية الأربع) للدفاع عن أنفسهم ضد أعدائهم.
ويعرف اليوم الثاني هذا باسم “شوشان بوريم”.
حيث اليهود الذين يسكنون في المدن المحاطة بسور (والتي حددتها الأوساط الحاخامية لاحقاً كمدن محاطة بسور من عهد دخول يوشع إلى أرض إسرائيل) يحتفلون بعيد البوريم يوم واحد بعد اليهود الذين يسكنون في مدن غير محاطة بسور.
وهناك عدة مدن مثل هذه في إسرائيل حيث يحتفل بشوشان بوريم. وفي بعض المدن، حيث هناك شك بخصوص ذلك، يُتلىَ سفر إستير في كلا اليومين.