رايت رايتس

الصين: خطر النزاع مع واشنطن قائم

الديسك المركزي
كتبه الديسك المركزي تعليق 5 دقيقة قراءة
5 دقيقة قراءة
وزير الخارجية الصيني تشين جانغ

حذّر وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، الثلاثاء، من حدوث “مواجهة ونزاع” مع الولايات المتحدة إذا لم تُغير نهجها تجاه بكين، خصوصاً في تايوان التي اعتبرها “الخط الأحمر الأول للصين”، فيما اتهم “يداً خفية” بالوقوف خلف التصعيد في الأزمة الأوكرانية لـ”خدمة أجندات جيوسياسية”.

- مساحة اعلانية-

وشدد جانج خلال مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر البرلماني السنوي في بكين، أن بلاده ستبذل كل ما في وسعها للتوحيد السلمي مع تايوان، مع “الاحتفاظ بحق اتخاذ كل الإجراءات الضرورية”، مؤكداً أن تايوان “خط أحمر لا يجب تجاوزه”.

وقال إن بكين تعارض بحزم “كل أشكال الهيمنة وعقلية الحرب الباردة”، مشيراً إلى أنها ستدافع عن سيادتها وأمنها الوطني.

- مساحة اعلانية-

وأضاف أن تحديث الصين لجيشها “لا يقوم على الحروب والاستعمار”، وأنه “مسار جديد مختلف عن التحديث الغربي”، في إشارة إلى قرار بلاده رفع الإنفاق العسكري خلال هذا العام.

وأعلنت الصين، الاثنين، رفع إنفاقها الدفاعي خلال العام الحالي بنسبة 7.2% مقارنة مع عام 2022، وذلك وسط تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وقال رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج، خلال افتتاح الاجتماع السنوي للبرلمان، الأحد، إن بكين “بحاجة إلى زيادة ميزانيتها العسكرية لمواجهة التحديات الأمنية المعقدة”، و”لتحقيق المسؤوليات التي تتحملها الصين كدولة كبرى”.

- مساحة اعلانية-

انحراف العلاقات مع أميركا

ووجه وزير الخارجية الصيني انتقاداً للسياسة الأميركية تجاه بلاده، وحذر من أنه إذا لم تغير الولايات المتحدة مسارها تجاه بكين، فإنه “لا يمكن لأي وسائل وقاية” منع انحراف الأمور عن مسارها، و”سيكون هناك نزاع ومواجهة حتماً”.

وقال تشين جانغ إن تعامل الولايات المتحدة مع حادثة المنطاد “خلقت أزمة دبلوماسية” كان يمكن تجنبها، معتبراً أن صورة الولايات المتحدة عن الصين “انحرفت بشكل خطير”، وأنها باتت تعتقد أن الصين هي خصمها الرئيسي.

وأضاف: “ما تصفه الولايات المتحدة بالمنافسة يعني في الحقيقة احتواء وقمع الصين”، مشيراً إلى أن “احتواء وقمع الصين لن يجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، كما أنه لن يمنع عملية إحياء الصين”.

وشدد على معارضة العقوبات من جانب واحد، ولكنه أكد أن الصين ستواصل التزامها بدفع علاقات صحية ومستقرة مع الولايات المتحدة.

تايوان خطنا الأحمر

وقال وزير الخارجية الصيني تشين جانغ في المؤتمر الصحافي إن تايوان هي الخط الأحمر الأول للصين الذي لا يجب على الولايات المتحدة تجاوزه، معيداً التأكيد أن بلاده تحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيق هدف “إعادة التوحيد” مع الجزيرة، التي تتمتع بالحكم الذاتي، وترفض مطالب الصين بالسيادة عليها.

وأضاف وزير الخارجية الصيني، أن “طريقة حل مسألة تايوان هي قضية تخص الشعب الصيني، وليس لأي دولة أخرى الحق في التدخل”. وتابع: “سنواصل فعل ما بوسعنا من أجل التوحيد السلمي مع تايوان، مع الاحتفاظ بخيار اتخاذ كل الإجراءات الضرروية”.

وشدد على أن “التهديد الحقيقي للاستقرار في مضيق تايوان، هي القوى المؤيدة للاستقلال في الجزيرة”.

وتؤكد الصين أن تايوان، المتمتعة بالحكم الذاتي، جزء لا يتجزء من الأراضي الصينية، وستستعيدها يوماً ما، مؤكدة أنها “ستسحق بالقوة” أي محاولة للانفصال، فيما ترفض تايوان بشدة مطالب بكين، وتقول إن سكان الجزيرة من عليهم تقرير مستقبلهم.

وكثفت الصين أنشطتها العسكرية حول تايوان في السنوات الأخيرة، بما في ذلك اختراق مقاتلاتها لمنطقة تحديد الدفاع الجوي للجزيرة.

تعميق العلاقات مع روسيا

وتحدث تشين جانغ عن العلاقات بين الصين من ناحية، وروسيا وبيلاروس من ناحية أخرى، قائلاً إنها “لن تخضع لتدخلات أطراف ثالثة”، مشيراً إلى أنه “من الضروري للصين تعميق علاقاتها مع روسيا كلما ازداد العالم اضطراباً”.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الصين وروسيا ستتخليان عن الدولار الأميركي أو اليورو في التعاملات المقبلة، قال إن “العملة التي يجب استخدامها في التعاملات بين الصين وروسيا يجب أن تكون عملة سهلة الاستخدام، وآمنة وموثوقة”.

ووصف أزمة أوكرانيا بأنها “مأساة كان يمكن تجنبها”، مضيفاً أن الصين لم تخلق الأزمة و”لم تقدم أسلحة إلى أي من الجانبين في النزاع”، في إشارة إلى الاتهامات الأميركية للصين ببحث إمداد روسيا بأسلحة فتاكة.

ولفت إلى أن “ضغوط النزاع والعقوبات” لن تحل الأزمة في أوكرانيا، معتبراً أن ما تحتاجه الأزمة الآن، هو “الهدوء والتعقل”، مشدداً على أن الحوار “يجب أن يبدأ في أقرب وقت ممكن”.

ودعا وزير الخارجية الصيني إلى ضرورة احترام المخاوف الأمنية المشروعة لكل الأطراف، ولكنه أشار إلى ما وصفه بـ”اليد الخفية” التي “تدفع إلى التصعيد في الأزمة في أوكرانيا”.

وقال إن هذه “اليد الخفية” تستخدم الأزمة في أوكرانيا لـ”خدمة أجندات جيوسياسية”.

ورداً على سؤال بشأن التعليق الصيني، قال الكرملين إن اليد الخفية هي “الولايات المتحدة”.

المصدر: الشرق

شارك هذه المقالة
ترك تقييم