يحدث أن تُفاجأ الأم بعدة شكاوى ومن جهات مختلفة، تتفق جميعها على الاعتراض والشكوى من سلوكيات الابن، والتوصية بضرورة عقابه وتعديل سلوكه، وفي الجانب الثاني هناك الشكوى من الأم ذاتها من سلوكيات الابن مع أشقائه وأخرى يفعلها أمام الأهل والجيران؛ ما يسبب لها الخجل والإحراج.
طرق لتعديل سلوك الطفل وعقابه
- انضباط السلوك بتوزيع طاقات الطفل
ينضبط سلوك الطفل عموماً بتوزيع طاقته على أعمال محببة لديه، يفعلها بروح طيبة ورضا كامل، وأخرى يُلزم بها من قبل الوالدين، مثل بقية أفراد الأسرة، والعملان يساعدان على توازن الطفل نفسياً، واستنفاد طاقته الزائدة بشكل إيجابي، وغير مباشر.
المحافظة بالمنزل على روتين معين -الأطفال يستجيبون جيداً للروتين- حيث يُفضل أن يُحدد الوالدان وقتاً معيناً لتناول وجبات الطعام، ووقتاً معيناً للنوم، ووقتاً لمشاهدة الشاشة أو ممارسة الألعاب الإلكترونية، وأن تكون هذه الأوقات ثابتةً؛ ما يجعل جو المنزل أكثر هدوءاً.
أحياناً كثيرة يتصرف الأطفال بشكل سيئ عندما يشعرون بالتعب أو النعاس، وعلى الوالدين عدم ترك الابن حتى يصل إلى هذه المرحلة.
وأن يضع الوالدان لائحةً تتضمن واجبات الطفل لكل يوم، تشمل الوظائف التي عليه إتمامها، ثم العمل دوماً على تعزيز السلوكيات الإيجابية، مثل: التخلص من القمامة، أو تحضير مائدة الطعام، أو إتقان عمل الواجبات المدرسية، أو تنظيف الأسنان، أو معاملة الإخوة بشكل جيد، ثم وضع نجمة على المهمة التي تم إنجازها.
وعند تجميع الطفل لعدد معين من النجوم يستحق مكافأته، التي تم تحديدها مسبقاً؛ فقد تكون إعداد وجبته المفضلة، أو الخروج في نزهة، أو مشاهدة فيلم، أو استقبال صديق بالمنزل واللعب معه.
- استخدام لغة الحوار والبعد عن قسوة العقاب
يجب على الوالدين استخدام لغة الحوار مع الطفل عند وجود مشكلة، بغض النظر عن عمره، وطبيعة سلوكه الخاطئ، وكيفية تأثير هذا السلوك السلبي في غيره من الأطفال؛ حيث يُساعد هذا الحوار على فهم الطفل لتأثير سلوكياته في سن مبكرة، فكلما عمل الوالدان على تفسير هذه السلوكيات؛ أصبح الطفل أكثر وعياً بأخطائه عندما يكبر، كما يجب على الوالدين تجنب اعتماد أسلوب الصياح أو التهديد للطفل، مهما كان خطؤه.
تجنب العقاب الجسدي الذي يختاره البعض بوصفه أسلوباً للعقاب مثل صفع الطفل عندما يتصرف بشكل خاطئ، وهذه الطريقة غير فعالة على المدى البعيد؛ حيث لا يتعلم الطفل كيفية تغيير سلوكه بهذه الطريقة.
كما قد تدفع الطفل إلى التصرف بشكل عنيف وعصبي مع الآخرين، بالإضافة إلى ذلك قد يتحول الضرب أحياناً إلى عنف منزلي؛ ما يجعل الطفل أكثر عدوانية في ردود أفعاله بعامة، ولذلك يُفضل استخدام طرق أخرى للعقاب.
علامات تدل على حاجة الطفل لتعديل السلوك
- السلوك السيئ والشغب وفرط الحركة من أسباب الشكوى من الطفل
المثال الأول: علامات السلوك السيئ للطفل في المدرسة؛ حيث يبدأ الطفل بافتعال المشكلات داخل الفصل الدراسي بشكل مستمر، ما يؤدي إلى إخراجه من الفصل؛ ما قد يؤثر في إنجازه للمهام المدرسية المطلوبة منه، وبطبيعة الحال يتطلب هذا الوضع تعديل سلوك الطفل، وتُعتبر هذه علامة أساسية على حاجة الطفل لهذا التعديل.
المثال الثاني: تأثير سلوك الطفل في حياته الاجتماعية، عادة ما يحتاج الطفل إلى تكوين صداقات مع أقرانه لتنمية مهاراته الاجتماعية، وعندما يبدأ يجد أن سلوكه غير المنضبط يمنعه من إقامة هذه العلاقات الاجتماعية؛ هنا يجب على الأهل البدء بتعديل سلوك هذا الطفل.
- غضب وسلوكيات لا تتناسب وعمر الطفل
المثال الثالث: قيام الطفل بسلوكيات لا تتناسب مع عمره؛ فقد يلاحظ الأهل تصرفات غريبة للطفل تبدو غير ناضجة، ولا تتوافق مع سلوكيات أقرانه، وقد تتضمن هذه السلوكيات ضرب الأطفال الآخرين، أو أن يعاني الطفل من نوبات غضب متكررة، ودون وجود أسباب تستحق هذا الغضب.
المثال الرابع، شعور الطفل بالحزن الدائم، الطبيعي أن يتعرض الطفل للحزن نتيجة لتعرضه لمواقف مختلفة في الحياة، لكن في حال سيطر هذا الحزن على الطفل ودام لفترة طويلة؛ يجب الانتباه إلى أن الطفل بحاجة إلى تعديل سلوك.
- انعزال الطفل
فقد يبدأ الطفل بالانسحاب من علاقاته الاجتماعية نتيجة القلق، والتوتر، ومن العلامات التي تدل على انعزال الطفل كذلك هو تناوله للطعام بمفرده، وتجنب اللعب مع أقرانه، وتجنب الخروج من المنزل.
ومن السلوكيات التي تحتاج لتعديل أيضاً هي رغبة الطفل بإيذاء نفسه؛ فقد يقوم الطفل بالتلميح بأنه يرغب بإيذاء نفسه، ومن الممكن أن يعبر عن هذه الرغبة بشكل صريح وعلني، وفي حال ملاحظة هذه الرغبة عند الطفل يُنصح باستشارة مختصين بأسرع وقت ممكن.
علامات أخرى تدل على حاجة الطفل لتعديل السلوك
- اللعب المحبب للطفل من عوامل استنفاد طاقة الطفل الزائدة
- افتعال الطفل للعديد من المشكلات.
- إتلاف الطفل للممتلكات الخاصة أو العامة.
- عدم احترام الطفل للأشخاص الأكبر منه سناً.
- التقلبات المزاجية عند الطفل.
- تدني أداء الطفل الدراسي.
- هروب الطفل من المدرسة، أو تهديد ذويه بالهروب من المنزل.
- ممارسة الطفل للسرقة، تغير عادات النوم والأكل عند الطفل.
- أساليب لتعديل سلوك الطفل
قيام الطفل ببعض الأعمال الروتينية بالمنزل عقاب إيجابي
العقاب الإيجابي، يتم استخدام هذا النوع من العقوبات لإيقاف السلوكيات السلبية عند الأطفال، ويتمثل هذا النوع من العقوبة بإضافة مهام للطفل لمنعه من إعادة السلوكيات السيئة، ومن الأمثلة على هذا النوع من العقاب إجبار الطفل على القيام ببعض الأعمال الروتينية، مثل القيام بالواجبات عن أخيه عند إيذائه لأخيه.
العقاب السلبي، يتمثل هذا النوع من العقاب في منع الطفل من ممارسة الأنشطة التي يحبها، ومن الأمثلة على هذا النوع حرمان الطفل من استخدام الهاتف المحمول.