قبل 71 سنة من الآن، وتحديدًا يوم 25 يناير 1952، قدم اليوزباشي مصطفى رفعت معركة بطولية بحافظة الإسماعيلية في مصر، أمام قوات الاحتلال الإنجليزي، ليصنع مع باقي أبطال الشرطة ملحمة تاريخية كبرى.
اليوزباشي مصطفى رفعت تأثر بالأحداث الوطنية التي شهدتها مصر بعد إلغاء معاهدة 1963، حيث تم إرساله في بعثة دراسية إلى لندن لمدة 6 أشهر على اعتبار أنه مدرس بكلية البوليس (كلية الشرطة).
وتزامنت عودته من البعثة مع ظهور حركة الفدائيين وتطوع بها لتدريب المقاومة في القناة، وكان معه عبدالكريم درويش، وصلاح ذو الفقار الذي أصبح نجما سينمائيا بعد ذلك، وطلب “رفعت” نقله إلى الخدمة في الإسماعيلية، وخلال تلك الفترة وقعت معركة الإسماعيلية وكان وقتها يوزباشي (نقيب).
ثم فوجئ في الخامسة صباح الجمعة 25 يناير 1952 أن الضباط معه في الخدمة أخبروه أن قوات الاحتلال تطلق النيران على المحافظة، فنزل مع ضابطين وباقي القوة وتوجهوا لمساندة القوات المصرية.
وفي خضم أحداث هذه الملحمة الشعبية التي صمدت فيها قوات الشرطة المصرية ببنادقهم الخشبية أمام الاحتلال البريطاني، تلقى “رفعت” اتصالًا تليفونيًا من فؤاد سراج الدين، وكان يشغل منصب وزير الداخلية، ليؤكد له البطل: “لن نستسلم يافندم، وسنظل في مواقعنا”.
وبعد نهاية المعركة، نادى عليه أكسهام القائد البريطاني بمنطقة القناة، وأشاد ببطولته، ورغم اعتقاله وعزله من عمله بالبوليس، قبل أن يعيده الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر تكريما له، ويمنحه وسام الجمهورية، ويعود إلى كلية الشرطة ليدرس للطلبة الفروسية.
وتدرج مصطفى رفعت في العمل بوزارة الداخلية، حيث أصبح مديرا للأمن بمدينة السويس خلال 1976 و1977، ثم حصل على رتبة لواء، ومساعد أول لوزير الداخلية.
وفي عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، اتصلت به وزارة الداخلية في الثالثة صباح أحد أيام 1981، ليغيب عن منزله 3 أيام دون أن تعلم أسرته عنه شيئًا، وعندما عاد أخبر زوجته أنه كان مكلفًا بالعمل على حل مشكلة أحداث “الزاوية الحمراء” التي وقعت يوم 17 يونيو 1981.
وبعد مسيرة رائعة تقاعد “رفعت”، حتى وفاته في 13 يوليو 2012، حزنًا على الفوضى التي شهدتها مصر، بعد “يناير 2011″، قائلًا لأفراد أسرته أنه “لو يستطيع النزول لإعادة الاستقرار إلى مصر مرة أخرى رغم كبره في السن فلن يتأخر أبدًا.”