تعد سائقة الراليات السعودية “مها الحملي” نموذجا مشرفا للسعوديات المتميزات في مجال رياضة السيارات، فعلى الرغم من أن هذا المجال يعد مجالا جديدا نوعا ما بالنسبة للسعوديات، إلا أنها قد نجحت من خلال طموحها اللامحدود وشغفها بهذا العالم من تحقيق الكثير من الانجازات المتنوعة فيه، في إطار هدفها المستقبلي في الوصول لمستوى عالمي.
وتضمنت الإنجازات المتميزة التي حققتها “مها الحملي” أن حققت المركز الأول لفئة PT4 والمركز الثالث في الترتيب العام في رالي جميل، والمركز الثاني في بطولة السعودية تويوتا لفئة T4 وأفضل فريق نسائي، والمركز الثاني في رالي عسير وأفضل فريق نسائي، والمركز الثالث في رالي القصيم وأفضل فريق نسائي، والمركز الأول في رالي حائل، والمركز الأول في رالي جدة وأفضل فريق نسائي.
وفي إطار ذلك التقت “هي” سائقة الراليات السعودية “مها الحملي” للتعرف على أبرز المحطات في مشوارها المتميز، وطموحاتها وتطلعاتها المستقبلية، وكذلك نصائحها للسعوديات الراغبات في اقتحام هذا العالم، من خلال هذا الحوار الممتع معها:
-عرفينا عن نفسكِ.
مها الحملي، أم وامرأة عاملة، حاصلة على شهادة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة الملك عبدالعزيز. نشأت في مناطق فيها الكثير من التضاريس الصحراوية، وهذا أسهم بشكل كبير في صقل شخصيتي وشغفي وحبي لما تزخر به مملكتنا الحبيبة من تراث أصيل وتباين جميل في تضاريسها المختلفة.
-كيف بدأ شغفكِ في عالم الراليات؟
تولد الشغف وحب قيادة السيارات في قلبي منذ طفولتي، وكان من المستحيل تصور قيادة المرأة في المملكة. واليوم، وبفضل قرار مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين محمد بن سلمان (حفظهما الله) بالسماح للمرأة بقيادة السيارات والدراجات النارية بجميع أشكالها، أدركت أنني اقتربت من تحقيق حلم من أحلامي وهو ممارسة العمل في مجال السيارات، وهو قطاع قريب من قلبي، ولقد مثلت هذه الفرصة الدافع الأساسي في مشاركتي في الراليات، وأول مشاركة أتت في رالي جميل في مارس 2022، الذي يمثل الرالي النسائي الوحيد في الشرق الأوسط، كما أدركت أن مشاركتي سوف تشعل شغفي وترفع معنوياتي وقدراتي بما يتناسب مع بيئة السباقات الصحراوية، والحمدلله، استطعت الاستمتاع بالمشاركة وحققت المركز الأول في فئتي والمركز الثالث بالترتيب العام من أصل 34 فريق نسائي منهم سائقات عالميات ذوات خبرة مميزة.
-حدثينا عن أبرز وأهم المحطات خلال مشواركِ في عالم الراليات.
شاركت في رالي جميل 22 وبطولة السعودية تويوتا 2022 التي تضمنت أربع جولات داخل المملكة، في كل من منطقة عسير، والقصيم، وحائل ومدينة جدة.
-حققتِ العديد من النجاحات واعتليتِ منصات التتويج في عدة مشاركات.. ماهي النجاحات الأقرب لقلبكِ؟
بالتأكيد رالي جميل لأنه أول تجربة لي ومثل نقطة الانطلاق للحماس والعزيمة في الراليات، ولقد أشعرتني هذه التجربة بغاية السرور والفخر المنسوب لمشاركتي في الرالي ونجاحي المحقق فيه.
وكان كل سباق يتميز بطابع مختلف وبتضاريس صحراوية جميلة، ووجدت القيادة والمراوغة في هذه التضاريس مزيج من الصعوبة والمتعة وبعض التوتر، ولكن وجود أهلي وصديقاتي بجانبي في رالي جدة قبل وبعد السباق أسعدني وأسهم بتقليل التوتر وإشعال ثقة زائدة بنفسي وعزيمة دفعتني لتحقيق النجاح في ذلك الرالي.. الإيمان بالله، ودعم أهلي وصديقاتي لي، وثقتي بنفسي كونت أهم العوامل التي أدت إلى حصولي على المركز الأول في فئة سيارات T4.
-من وجهة نظركِ.. إلى أي مدى يمكن أن تسهم هذه النجاحات في تمكين المزيد من النساء؟
المرأة السعودية مميزة وتنافس عالميا في جميع المجالات، وبالنسبة لرياضة السيارات، فهي مجال جديد وخبرتنا في القيادة رسميا لا تتجاوز أكثر من 4 سنوات، ولكن أتوقع أن نشاهد المزيد من المواهب المتميزة في السنوات القادمة، ورالي جميل بشكل خاص يمهد للمرأة الدخول في عالم سباق السيارات والراليات.
-ماهي نصائحكِ للسعوديات الراغبات في اقتحام هذا العالم؟
رياضة السيارات متنوعة وممتعة جدا، ولكن عالم الراليات يتطلب صفات شخصية في المتسابقة مثل الصبر وقوة التحمل والتركيز العالي، وعند الدخول في هذا المجال نصيحتي لهن بأن يخضن هذه التجربة بعزيمة وثقة بالنفس، وأيضا عليهن مسؤولية تقديم صورة المرأة السعودية بأفضل شكل.
-إلى أي مدى يمكن أن يصل طموحكِ المستقبلي؟
لله الحمد، لقد وضعت سقف عالٍ لطموحاتي ودخلت هذا المجال بكل الحب والشغف وهدفي الوصول لمستوى عالمي.
قصة المرأة السعودية مهما كانت في نظر البعض أنها متأخرة في دخول هذا المجال إلا أنها سوف تكون مميزة وملهمة.