فسحت إقالة المدير العام للتلفزيون الحكومي في الجزائر من دون تقديم الأسباب المجال لربط القرار بتوتر العلاقات مع المغرب، إذ أجمعت مختلف وسائل الإعلام الدولية ووسائط التواصل الاجتماعي على أن بث خبر تأهل المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم المقام في قطر، خطأ أدى إلى الإقدام على الخطوة.
ويستمر التأويل وتنتشر الإشاعة في ظل غياب تبريرات رسمية حول تنحية مدير عام التلفزيون الجزائري، وبات بث القناة خبر فوز المنتخب المغربي لكرة القدم على نظيره البرتغالي في ربع النهائي وتأهله للمربع الذهبي لكأس العالم في قطر، مما عجل برحيل المدير شعبان لوناكل من على رأس المؤسسة الإعلامية الحكومية، وفتح الباب أمام الاستهزاء والسخرية.
وكانت وزارة الاتصال الجزائرية أعلنت بشكل مفاجئ إنهاء مهمات مدير التلفزيون الرسمي شعبان لوناكل، وتعيين نذير بوقابس مكانه، وقالت في بيان إنه “أشرف وزير الاتصال محمد بوسليماني الأحد، 11 ديسمبر (كانون الأول)، على تنصيب نذير بوقابس مديراً عاماً للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري خلفاً لشعبان لوناكل”.
الإعلامي الجزائري عمار قردود له رأي آخر، إذ قال في تصريح لـ “اندبندنت عربية” إن إقالة مدير التلفزيون الرسمي شعبان لوناكل كان منتظراً وليس مفاجئاً، “وأظن أنه تأخر كثيراً وكان من المفروض أن يحدث منذ مدة، وقبل أن أذكر الأسباب التي أرى أنها عجلت القرار يجب توضيح أن الأمر ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد ببث نتيجة مباراة الدور ربع النهائي من مونديال قطر 2022 التي جرت بين البرتغال والمغرب مثلما روجت أطراف عدة”.
وكشف قردود أن قضية “بلحاسني غيت” هي السبب المباشر والرئيس في إقالة لوناكل، إذ إن المدعو بلحاسني يعقوب شاب جزائري مطلوب للقضاء انتحل صفة مسؤول في مديرية أمن الجيش واتصل بمدير التلفزيون لوناكل طالباً منه بث خبر عاجل عن نجاح عملية أمنية مشتركة جزائرية – قبرصية للقبض على الشاب المحتال، وبالفعل بث التلفزيون الخبر قبل أن يتم استدراك الأمر وحذفه بعد اكتشاف التلاعب الذي حصل، واللافت أن عدداً من القنوات التلفزيونية المحلية ووسائل الإعلام الخاصة تناقلت الخبر عنه على نطاق واسع قبل أن تكشف الخدعة الكبرى، وختم قائلاً “أتوقع إقالات أخرى في القطاع تطال هيئات إعلامية رسمية عدة”.
وتعرضت المؤسسات الإعلامية الحكومية لموجة انتقادات واسعة بخاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التعامل “المحتشم” مع مباريات المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم، إذ عبرت مختلف التعليقات والكتابات عن “غضبها للتجاهل الرياضي غير المهني وغير المبرر”.
وتحدث عن تضارب الآراء في واقعة إقالة مدير التلفزيون الحكومي، ولا شيء مؤكد، لكن قبل الإقالة شهدت حادثة الشاب الجزائري اللاجئ في اليونان صخباً كبيراً، وغير ذلك لا يظهر سبباً وجيهاً للإقالة في ظل غياب بيان توضيحي من الجهات الوصية.