قرية “نيج” الواقعة في محافظة غابالا ، واحدة من أجمل وأزهى القرى التي تتبعثر في أرجاء أذربيجان .
وتُعتبر هذه القرية وجهة سياحية معروفة جدًا في أذربيجان للزوّار الذين يفضّلون خوض جولات تتمحور حول التراث الثقافي، في مناطق متعدّدة الثقافات.
لغة مُهددة بالانقراض
وتُعرف أذربيجان بتعدّدها الثقافي، وهي موطن للعديد من الأقليات، ومنهم شعب “أودي” الذي يعتنق الديانة المسيحية ويتمتّع بتاريخٍ عريق.
وتنحدر هذه الأقلية مباشرةً من إحدى القبائل الرئيسية التي عاشت في ألبانيا القوقازية، وانتشرت عبر غالبية أنحاء أذربيجان بين حوالي القرنين الثالث قبل الميلاد والثامن ميلادي، وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي لـ”Azerbaijan Travel” التابع لوكالة السياحة الحكومية للبلاد.
وتحتضن قرية “نيج” أكبر عدد من سكان “أودي” في أي مكان في العالم.
وإلى جانب الطبيعة البديعة التي تُحيط بها، أكّد أولفي مامادوف الذي يُدير وكالة “Azerbaijan Tourism LLC” للسفر، أن القرية “تتميّز بثرائها الثقافي، وخصائصها الإثنوغرافية الفريدة، والمثيرة للاهتمام”، بحسب ما ذكره في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وفي الواقع، لا تزال هذه الأقلية تتحدّث بلغة مهدّدة بالانقراض، وهي اللغة ذاتها التي تحدّث بها الألبان القدماء، بحسب الموقع الرسمي لـ”Azerbaijan Travel”.
وتختبئ منازل سكانها بين الحدائق الخضراء، كما أنها تحتضن بساتين أشجار البندق المبنيّة بالطريقة التقليدية، والتي تُثير اهتمام الزوّار ، وهناك الكثير لاستكشافه في هذا المجتمع الدافئ.
واليوم، لا يوجد سوى حوالي 10 آلاف شخص من أقلية “أودي” حول العالم، ويعيش غالبيتهم، أي حوالي 4 آلاف شخص، في قرية “نيج”.
وتحظى قرية نيج بشعبية كبيرة بين السياح الذين يسعون بشكلٍ أساسي إلى رؤية التراث المسيحي القديم، والتنوع الثقافي، والذي يتجسّد في تواجد 3 كنائس، ومسجدين في القرية.
ومن أكثر المعالم الأثرية جذبًا للسياح هي كنيسة القديس “إليساوس”، التي بُنيت في عام 1823.
كما تتواجد أنقاض مدينة غابالا القديمة بالقرب من القرية، وهي موطن لأطلال مثيرة للاهتمام من الفترة التي كانت فيها المدينة عاصمة سابقة لألبانيا القوقازية.