كان اكتشاف العالم الفرنسي جون فرانسوا شامبليون، أسرار ورموز اللغة الهيروغليفية وفك طلاسمها مستعينا بحجر رشيد، أول ممر إلى الممالك المصرية القديمة، ليطل العالم برأسه إلى تاريخ كان مجهولا عن مظاهر حياة وعلوم هذه الحضارة.
ومن خلال مبادرة تهدف إلى ربط الأجيال الصاعدة في مصر بتاريخهم وجذورهم الحضارية، تسعى الحكومة المصرية ممثلة في وزارة السياحة والآثار لتعليم الأجيال الصاعدة اللغة المصرية القديمة.
وتحدث المحاضر بكلية الآثار جامعة القاهرة مسؤول التنمية الثقافية والوعي الأثري في وزارة السياحة والآثار شريف شعبان لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن هذه المبادرة، موضحا أن “اللغة المصرية القديمة وسيلة التواصل بين الحضارة المصرية القديمة والعالم، واكتشاف رموزها في 1822 أرشدنا لأسرار وخبايا عالم المصري القديم”.
ويؤكد شعبان أن هناك لبسا بين اللغة المصرية القديمة والهيروغليفية، موضحا: “المصرية القديمة لغة منطوقة، أما الخط الهيروغليفي والخط الهيراطيقي الكهنوتي والخط الديموطيقي الشعبي، فهي مجرد طرق لكتابتها”.
ويقول الأكاديمي: “تتبنى إدارة التنمية الثقافية والوعي الأثري بوزارة السياحة والآثار الفكرة، وهناك بروتوكولات قديمة مع وزارة التربية والتعليم لتدريس اللغة المصرية القديمة في كل المدارس بدءا من الصف الثالث أو الرابع الابتدائي، لكن طريقة التنفيذ تخص وزارة التعليم”.
ويضيف: “لدينا رسالة في وزارة السياحة والآثار لنشر ثقافة مصر القديمة في كل طبقات المجتمع خاصة الأطفال، عبر دورات مجمعة للشباب والأطفال لتعريفهم باللغة المصرية القديمة وأهمية الكتابة الهيروغليفية”.
وكانت وزارة السياحة والآثار أبرمت “بروتوكول” بين إدارة التنمية الثقافية فيها من جهة، والأندية المصرية ومراكز الشباب وقصور الثقافة والمكتبات العامة من جهة أخرى، لتنظيم حملات توعية وتثقيف بحضارة مصر القديمة بشكل عام، إضافة إلى تدريبات على اللغة المصرية القديمة بشكل خاص.
وحسب المتحدث، فإن “هدف وزارة السياحة والآثار تعليم الحضارة المصرية القديمة ونشر أسرارها، وربط الطفل بتاريخ بلاده، وتراث أجداده وغرس الولاء والانتماء به، واللغة من أهم العناصر في هذا الشأن”.
لكنه ختم حديثه قائلا: “لا نتعمق في تدريس كل قواعد اللغة، وإنما نركز على تعليم بسيط يعطي فكرة عنها ويمكّن من قراءة بعض كتابات الملوك على سبيل المثال”.