أعمار البشر و الطائرات

محمد منسي
4 دقيقة قراءة
4 دقيقة قراءة

هل تعلم أن اعمارنا الحقيقية تساوي حياتنا الحقيقية اي النسبة الفعلية المستهلكة في الحياة العملية من كل ما وهبنا الله إياه من مكونات ومقومات وإمكانات وقدرات علي التعامل و التكامل والتفاعل مع الغير ومع كل ما يحيط بنا ويمكن قياسها بنفس طريقة قياس عمر الطائرات  

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=4]

فمثلا إذا أردنا الإجابة عن سؤال ماهو متوسط ​​عمر الطائرات وكيف يتم حساب ذلك ؟ سنجد أن الإجابة هي كالتالي:

ان قياس عمر الطائرة لا يتم بحساب مرور الوقت اي ليس بعدد السنين مثلما تعودنا علي قياس اعمارنا بصورة عددية فقط ،  بالنسبة لقياس عمر الطائرات فانه يتم حسابه بناءً على دورات الضغط ، في كل مرة يتم الإقلاع بالطائرة وأثناء الرحلة يتعرض جسمها للضغط ،ويؤثر ذلك على الطائرة عندما يكون هناك بعض التشققات المعدنية والشقوق التي قد تشكل خطرًا. لذلك فانه يتم التعبير عن “عمر الخدمة لمدة 20 عامًا” بشكل عام بأرقام تقريبية تبلغ مثلا 51000 ساعة طيران و 75000 دورة ضغط لمعظم الطائرات. حيث يمكن أن تظل صالحة للطيران إلى ما بعد 20 عامًا

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=3]

لذلك يمكنك قياس عمرك بقياس عمر الخدمة الجزئية أو الكلية التي تبذلها في حياتك العملية والتي تؤثر بصورة أو بأخرى علي مكوناتك ومقوماتك النفسية والبدنية وقدرتك علي العطاء

وعليه فإن عمرك الحقيقي هو مزيج معدل قدراتك النفسية والبدنية والذهنية والوجدانية فإن استهلكت بعضها بصورة أكبر من اللازم ذهب ذلك البعض و ذهب جزء من عمرك حتي وان كنت شابا تبدو عفيا ، لأن العافية هي مزيج متكامل من القدرات النفسية والذهنية والوجدانية والبدنية والاحوال المزاجية والمادية ومعدل الصمود تحت الضغوط وخاصة الكبيرة منها و ايضا كثافة وشدة المواجهات للمواقف الشديدة والتحديات الصعيبة مثل الضغوط المادية أو المشكلات العائلية و المجتمعية أو ألام الفقد لعزيز أو الصراع مع المرض أو التكيف مع الواقع أو تبادليات المفروض والممكن والمستحيل وكذلك القبول والاعتراض و التفهم والرفض والصبر وما ادراك ما الصبر والاعتراف ومعدلات الرضا وعدم الرضا و علاقته بالخضوع أو التمرد او التحمل والاضطرار والتأذي وما يتطلبه كل ذلك من إمكانات وقدرات الحزم أو الحسم او التمييع او التعايش والارجحة والموائمة والتسويف والتشدد والتساهل والتصيد أو التغافل وارتباط كل هذه الانماط بالأمل أو العجز أو التفاؤل أو الحسرة أو فقد الشغف أو اليأس أو اليقين وما ادراك ما اليقين بالله القادر القدير  المقتدر علي أن يبدل كل صعب الي سهل وكل عسير الي يسير وكل مستحيل الي ممكن وكل خيال الي واقع وكل واقع مؤلم الي سكينة وحياة رغيدة وآمنة وكل جهود شاقة الي نتائج مثمرة حتي لو لم تكن تلك التي سعيت بعلمك المحدود إليها وهي لا تناسبك اته الله مالك الملك والملوك والملكوت  …..والله انها لمنظومة كبيرة ومعقدة من المجريات الحياتية التي تستهلك الكثير من مقوماتنا وقدراتنا علي الصمود وإكمال دورة حياتنا والاقلاع والتحليق وعبور البحور والصحراء والمحيطات والهبوط بسلام علي بر الأمان رغم الشقوق والخدوش وما شابهها من معيقات أو مهددات التوقف عن الخدمة

صونوا مقدراتكم وامكاناتكم ومكوناتكم ومقوماتكم واستهلكوها بحكمة حتي لا ينتج عن رعونة الاستهلاك خروجا اضطراريا من الخدمة مثل الطائرات التي تتعرض لضغوط وظروف جوية شديدة تؤثر علي هيكلها بصورة قد يصعب معها صيانتها ويتم علي أثرها اعلان وفاتها ..عفوا اعلان خروجها من الخدمة وتكهينها استعينوا علي الضغوط ونوائب الدهر بالصبر و اكثروا الاتصال بالله بدعاءكم و التمسوا الحكمة و تحلوا بالثقة والتأني واثبتوا ثباتا يليق بانسانيتكم واحسنوا الظن بالله وتوكلوا عليه وعليكم باليقين فإنه مفازة ليس لها مثيل وأحسنوا أن الله يحب المحسنين

- مساحة اعلانية-
[bsa_pro_ad_space id=5]

كتبه : المستشار / محمد منسي

شارك هذه المقالة
ترك تقييم